رسائل بالنار

الإثنين 12 شباط 2018

Depositphotos_3381924_original

عاشت المنطقة نهاية الأسبوع الفائت حالة توتر كبير على خلفية القرار الاسرائيلي بناء جدار اسمنتي على حدود فلسطين المحتلة مع لبنان، في وقت برز فيه تحفّظ لبناني على ثلاث عشر نقطة حدودية عندما تم ترسيم الخط الازرق في العام 2000 مـ . وكذلك على خلفية التصريحات الاسرائيلية على حدود المنطقة البحرية، ومحاولة قضم قسم من الحقل النفطي اللبناني، أو ما يعرف بـ "البلوك" 9، وقد صدرت التصريحات عن وزير الحرب الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان، وردّ عليها الجانب اللبناني من خلال الغطاء السياسي الذي منحه المجلس الأعلى للدفاع للقوات المسلحة بالرد على أي اعتداء أو عدوان صهيوني.
ثم جاءت الغارات الاسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية داخل سورية، قيل انها تعود الى الحرس الثوري الايراني، وقد أفضت المواجهة مع الطائرات الاسرائيلية المغيرة الى اسقاط إحدى الطائرات، وهو ما فتح أبواب الاحتمالات على حرب إقليمية تم تداركها من خلال الاتصالات التي جرت على أكثر من مستوى بين العواصم الدولية، وجعلت منسوب التوتر يتراجع، دون أن يعني انتهاء الأزمة بين المعنيين بهذه الأحداث والتطورات.
من الواضح أن كيان الاحتلال الاسرائيلي يطمع بثروة لبنان النفطية، وغير النفطية، ومن الواضح أيضاً أنه يستغل كل الظروف من أجل زرع الانقسامات في المنطقة، وإيجاد النزاعات الدينية والمذهبية والعرفية، وصولاً الى تحقيق تطلعاته بتقسيم المنطقة الى كيانات طائفية ومذهبية وعرقية تكون له فيها القوة والسطوة، ولذلك فإنه سيعمد عند كل منعطف أو ظظرف الى تحقيق ما يريد. ويعنينا نحن في لبنان الانتباه الى هذه الأطماع، وتحصين وضعنا الداخلي بشكل أفضل للتصدي لأي اعتداء أو عدوان صهيوني بوحدة موقف حقيقي، وجبهة داخلية متماسكة فعلاً لا قولاً، وهذا يعني فيما يعنيه شراكة حقيقية بين مختلف مكوّنات البلد في رؤية مشتركة واحدة، يتساوون فيها في واجب الدفاع عن لبنان في ظل قرار واحد يكون الجميع شركاء في صياغته وصناعته و تحمل تبعاته.
تبقى مسألة الانتخابات النيابية ومدى تأثرها بالأجواء الأخيرة. وهنا لا بدّ من القول إن الانتخابات باتت بحكم الحاصلة، وأن الامور فيها تجري بشكلها الطبيعي، فلا ينبغي الانخداع بأية إشاعات تتحدث عن إلغائها أو تأجيلها. الشيء الوحيد الذي يمكن أن يؤجلها أو يلغيها هو عدوان إسرائيلي واسع على لبنان. وإلى الآن لا تبدو معالم مثل هذا العدوانبارزة ، لذا ينبغي العمل اليوم بجدّ لخوض هذا الاستحقاق، ومن دون إغفال الاستحقاقات الأخرى.
وبصرف النظر عن النتائج، سواء جاءت لصالح هذا الفريق أو ذاك، فالاحتمالات مهما ساءت لن تزيد على سوءات الفراغ، الذي عايشه اللبنانيون سنوات. ما نرجو أن نقع فيه تمديدا أو تجديدا.


المكتب الإعلامي المركزي