تحذيرات أمنية!!

الإثنين 18 أيلول 2017

Depositphotos_3381924_original


فاجأت سفارات بعض الدول الغربية الشعب اللبناني وحتى الدولة اللبنانية وأجهزتها الرسمية بدعوة رعاياها الى الحذر وعدم ارتياد المرافق السياحية والاسواق والاماكن العامة، محذرة من عمل أمني سيجري في لبنان خلال 48 ساعة من تاريخ البلاغات والتحذيرات، حتى أن السفارة الأمريكية في بيروت ذهبت بعيداً عندما حددت المكان المستهدف، وهو "كازينو لبنان"، وذهبت بعض المصادر الأمريكية الى الحديث عن امكانية قيام "تنظيم الدولة" بعمل أمني في لبنان بعد ما بات محاصراً في كل من سورية والعراق.
لا شك أن وزارة الداخلية اللبنانية ، وقيادة الجيش، طمأنت المواطنين والمقيمين أن الأمور طبيعية، وأن الاجراءات الأمنية ممسكة بالبلد، وبالتالي لا شيء يدعو الى الهلع والقلق. فيما اعتبرت الرئاسة اللبنانية والخارجية أن مثل هذه التحذيرات هدفها التشويش على الانتصارات التي حققها لبنان في المرحلة الأخيرة.
بالطبع ما من احد يمكن أن يجزم بصدقية هذه التحذيرات ، خاصة أن الدول التي أطلقتها ليست عادية،الولايات المتحدة و فرنسا ولكن السؤال الذي ارتسم في أذهان الجميع،هو من يمكن أن يقدم على عمل  أمني في لبنان؟ ولماذا؟
الحقيقة هي أن الحديث عن تنظيم يحتضر يمكن أن يقوم بعمل أمني ضد مرفق سياحي أو مكان عام هو نوع من حالات التعبير عن اليأس لدى هذا التنظيم فيما لو فعلها، إذ ماذا سيغيّر قيامه بمثل هذا العمل الأمني في المعادلة القائمة ضده في محيطنا الاقليمي و سوى أن هذا العمل سيفتح باباً لتصفية حسابات مع أطراف تعتبر محسوبة بطريقة أو بأخرى على هذا التنظيم، أو متهمة بإقامة علاقات معه. إذاً على هذا الاساس المسألة تكون في مكان آخر. هي ربما تأتي في سياق ما يتم العمل عليه وتحضيره للمنطقة بشكل عام، وهنا يأتي القلق على القضية الفلسطينية، وعلى الشتات الفلسطيني، وعلى مخيم عين الحلوة حيث تعمل جهات كثيرة على شيطنة المخيم من ضمن حملة تحريض تستهدفه باعتباره بؤرة تهدد الأمن والاستقرار الداخلي اللبناني.
هل تأتي هذه التحذيرات كجزء غير مباشر من حملة التحريض تلك؟ الاجابة: كل شيء وارد في هذا العالم، وكل شيء متوقع مع عالم لم يعد يقيم للقيم أي معنى!
لا شك أن الدولة معنية بأخذ تلك التحذيرات على محمل الجد، حتى لو كانت معلوماتها تؤكد أن الوضع مضبوط، ولاشك أيضاً أن الفصائل واللجان وأهالي مخيم عين الحلوة معنيون بعدم إعطاء أية ذريعة لتصفية المخيم وتالياً الوجود الفلسطيني ومن خلفه قضية فلسطين.
أما عن الشعب اللبناني، المعني بهذه الروايات و الأقاويل، فليس عليه الا أن ينتظر عودة الرئيسين: "عون" من الولايات المتحدة و "الحريري" من روسيا.. ليرى ماذا يحملان من وقائع أو حقائق
المكتب الاعلامي المركزي