التوظيف السياسي

الإثنين 3 تموز 2017

Depositphotos_3381924_original


انتهت فرصة عطلة عيد الفطر السعيد، إلا أن البلد ما زال في حالة انتظار ومراوحة حتى بعد الاتفاق على قانون انتخاب، وبعد التمديد التقني للمجلس النيابي، وينتظر أن يصار الى تفصيل ما تم الاتفاق عليه في لقاء بعبدا التشاوري من تحريك عجلة العمل الحكومي والتشريعي، إلا أن الملفات الخلافية وهي ليست قليلة، تشكل عقبة أمام تحريك هذه العجلة، خاصة ملفات الكهرباء والتوظيف واللاجئين وغيرها من الملفات.
ملف اللاجئين الذي برز مؤخراً بعد مداهمة الجيش لبعض المخيمات في محيط بلدة عرسال، فرض على الساحة اللبنانية على خلفية تعقب بعض المطلوبين وفقاً لبيان القيادة العسكرية، وقد شهدت عملية الدهم تفجيرات قام بها أشخاص من المخيمات وفقاً للرواية العسكرية، إلا أنها أيضاً شهدت توقيف واعتقال مئات اللاجئين والتعامل معهم بطريقة تتجاوز في بعض صورها حقوق الانسان، وهو ما جعل بعض السياسيين يوجّهون انتقاداً لهذا التصرف، وإن كان الجميع قد أجمعوا على دعم المؤسسات العسكرية والأمنية في حفظ أمن واستقرار المخيمات ولبنان أيضاً.
المسألة الثانية، فقد اندلع حريق هائل في أحد مخيمات اللاجئين في وسط البقاع، أدى الى مقتل طفلة وجرح آخرين، وقد سلّط هذا الحدث أيضاً الضوء على ملف اللاجئين. إلا أن بعض القوى السياسية اللبنانية تريد أن تستغل ملف اللاجئين السوريين للضغط على الحكومة اللبنانية من أجل إعادة تطبيع العلاقة مع النظام السوري من خلال فتح عملية تفاوض معه قد لا تكون نتائجها إعادة اللاجئين السوريين الى مدنهم وقراهم، و إنما إعادة النظام السوري الى حظيرة المجتمع الدولي و اللبناني تدريجياً.
وهذه القوى السياسية بدل أن تضغط على المجتمع الدولي لايجاد حل لملف اللاجئين تعمل للضغط على الحكومة لتطبيع العلاقة مع النظام السوري، لذلك لا ينبغي للحكومة أن تخضع لهذا الضغط.
أما بقية الملفات الحياتية فيجب أن تتتفرغ لها الحكومة لايجاد الحلول اللازمة، إذ أن الانتخابات النيابية المقبلة مؤجلة حتى مطلع الصيف المقبل في العام 2018، وبالتالي لا يجوز أن يتم تأجيل حل الأزمات الحياتية والمعيشية ذاك الوقت، ولعل في مقدمة هذه الأزمات التي تحتاج الى حلول، الماء والكهرباء، فضلا عن قضايا أخرى لا تقل أهمية عن القضايا الحياتية، و ابرزها ما قاله السيد حسن نصر الله في خطاب القاه في يوم القدس العالمي : "قد تفتح الأجواء لعشرات الآلاف، بل مئات آلاف المجاهدين و المقاتلين من كل أنحاء العالم العربي و الإسلامي، ليكونوا شركاء في هذه المعركة"، مما استدعى ردود عالية النبرة، متسائلة عن دور الجيش اللبناني و الشعب اللبناني من هذه المواجهة.
المكتب الإعلامي المركزي