أسبوع الغضب والمواجهات !
الإثنين 20 كانون الثاني 2020
يمكن القول إن الاسبوع الماضي وما حمله من فعاليات وتطورات جديدة هو أسبوع الغضب، كما اطلق عليه المنتفضون، والمواجهات كما اظهرت الأحداث.
فمن المواجهات التي شهدها شارع الحمرا في بيروت واستهدفت قطاع المصارف ومصرف لبنان، والتي ترافقت مع استهداف لواجهات المحلات التجارية أو بعضها، ولواجهات المصارف، ومع مواجهات عنيفة مع قوى الامن الداخلي التي استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع، ولجأت الى توقيف العديد من المشاركين. الى المواجهات مع قوى الأمن الداخلي في محيط ثكنة الحلو في أول شارع مارالياس ببيروت، وما تخللها من إطلاق رصاص مطاطي وقنابل غاز وتوقيفات. الى المواجهات على مدى ثلاث ليالي في محيط المجلس النيابي في بيروت، والتي طبعها استخدام قنابل الغاز والرصاص المطاطي ومضخات المياه، في مقابل استخدام المشاركين بالتظاهرات الحجارة والزجاجات الفارغة والعصي ومخلفات الأشجار التي تم اقتلاعها وكسرها، الى أعداد الجرحى سواء من المتظااهرين أو من قوى الامن، كل ذلك يشي بأن الأمور والأوضاع بلغت هذه المرة مبلغاً يمكن القول فيه إن حركة الشارع السلمية الحضارية التي رافقت الفعاليات على مدى الشهور الثلاثة بدأت تخرج عن سلميتها وتعتمد طرقاً جديدة وأساليب فيها نوع من الخشونة والعنف، وهذا ما قد يخرج الحراك عن سلميته ويدخله مرحلة من الصدام سواء مع السلطة وأجهزتها الامنية والعسكرية، أو حتى مع قطاعات أخرى من المواطنين لهم رأيهم ونظرتهم الخاصة بكل ما جرى ويجري.
لقد حققت الانتفاضة الشعبية بعض المنجزات على مدى أكثر من تسعين يوماً في بلد يقوم نظامه السياسي على المحاصصة الطائفية والمذهبية والسياسية وتتوزع فيه مواقع القوى بحيث لا تتفرد فيه قوة واحدة، وبالتالي فإن المنجزات التي تمّت الى الآن ليست سهلة أو بسيطة، وينبغي البناء عليها حتى لا يتم فقدانها، وبالتالي العودة بالبلد الى ما قبل المربع الاول، بل ربما يتم تحويله حقيقة الى ساحة يومية لتصفية حسابات كبرى يدفع ثمنها اللبنانيون.
الحكمة تقتضي اليوم من الجميع استدراك الامر، وتقديم التنازلات التي تحفظ البلد وتحافظ على مكتسباته، وأول المعنيين بذلك هم الذين يمسكون بتلابيب القرار وما زالوا الى الآن يخضعون أنفسهم ويخضعون البلد لمنطق المحاصصة الذي إن استمر قد يقود البلد الى المجهول.
المكتب الإعلامي المركزي