حصاد عام ميلادي
الإثنين 30 كانون الأول 2019
ساعات ويطوي العام 2019 أيامه وساعاته على العديد من الأحداث والتطورات المهمة التي كان لبعضها تأثير يمكن أن يحدث تحوّلاً في النطاق المحلي أو الاقليمي. وهذه أبرز أحداث العام 2019 محلياً وعلى مستوى الاقليم والعالم.
على المستوى المحلي في لبنان يعتبر تحرك الناس في انتفاضتهم المتواصلة التي فرضت إقالة حكومة العهد الأولى برئاسة سعد الحريري، وهي ما تزال تضغط من أجل تشكيل حكومة من أصحاب الاختصاص حتى تكون مهمتها إقرار قانون انتخاب جديد وإجراء الانتخابات في أسرع وأقرب وقت وِفقَا، والعمل لاستعادة الاموال المنهوبة، يعتبر ذلك الحدث اللبناني الأبرز. إذ أن هذا الحراك الذي كان عابراً للطوائف وللقوى السياسية وشاملاً لكل المناطق، بمثابة ثورة حقيقية حاولت أن تطيح الطبقة السياسية الحاكمة لتأسيس نظام سياسي يقوم على أساس المواطنة، وذلك لأن الناس ضاقت ذرعاً بممارسات وسياسات السلطة المالية، والتي جعلت لبنان مفلساً ومهدداً بالانهيار على المستوى المالي. وهذا الحراك لم يحقق كل أهدافه الى الآن، لكنه متواصل بأشكال متعددة تهدف الى تحقيق تلك الأهداف، لا سيما وضع حد للفساد والهدر وكل أشكال التخلف والتقهقر الى الوراء.
ومن لبنان الى العراق حيث كان الحدث الأبرز هو تحرك الشارع أيضاً في تظاهرات كبيرة وواسعة وشاملة رفعت شعار محاربة ومكافحة الفساد وبناء دولة عادلة وشفافة تضع حداً للنهب والسرقة واستغلال المال العام، فيما المواطن يعاني الأزمات والتخلف، وقد تمكن المتظاهرون على الرغم من القمع، من تحقيق بعض الأهداف، ففرةوا على الحكومة الاستقالة، وهم اليوم شركاء في اختيار الشخصية والحكومة التي ستدير البلد. إنهم باختصار رفضوا الاستمرار في حالة النزف , بغض النظر عن أية اعتبارات أخرى.
ومن العراق الى الجزائر فعلها أيضاً الشعب الجزائري إذ أجبر النظام على الرحيل وإن كانت له بعض الملاحظات على الطريقة التي جرت فيها الانتخابات الأخيرة. لقد قرر الشعب الجزائري وكان له ما يريد.
لقد شكلت هذه الانتفاضات الجديدة، بل الثورات الحقيقية أملاً جديداً للشعوب للتخلص مما تعانيه، وأعطت قوة دفع حقيقية وجديدة لشعوب قُمعت واضطهدت لأنها ثارت من قبل المصري والسوري.
على صعيد آخر شهد العام 2019 اخفاق كيان الاحتلال الاسرائيلي مرتين في اختيار حكومة جديدة بعد انتخابات حصلت مرتين. لقد أظهر ذلك هشاشة الكيان وامكانية الانتصار عليه في ظل الانقسام والهشاشة التي تتحكم بمفاصله.
كما ظهر خلال العام 2019 حجم المؤامرة التي تستهدف تركيا كدولة صاعدة تريد أن تحرر قرارها من أي قيد وأن تؤدي دورها القيادي على صعيد العالم الاسلامي، وهي مؤامرة ما تزال مستمرة ومتواصلة من قوى دولية واقليمية وللأسف حتى عربية اسلاميسة.
العام 2019 كان عاماً للأمل على الرغم من الأزمات المتصاعدة، وعلى أمل أن تتحقق تلك الآمال في العام 2020 لتكون الشعوب حرة وصاحبة السيادة على أرضها وقرارها.
المكتب الإعلامي المركزي