الاعتذار والتأجيل

الإثنين 9 كانون الأول 2019

Depositphotos_3381924_original

كما كان متوقعاً فقد لجأ المرشح لتشكيل الحكومة سمير الخطيب الى الاعتذار عن حمل هذه المسؤولية بعد جولة من الاستطلاع والتشاور وسبر حقيقة المواقف لأغلب القوى السياسية، والالتفات الى صرخة الشارع المنتفض. ولكن تبقى الحقيقة الأساسية التي لا يمكن حجبها بأي شيء هي في تجاوز النصوص الدستورية الواضحة لناحية آلية وطريقة تشكيل الحكومات. فقد حبس رئيس الجمهورية الاستشارات النيابية الملزمة التي نصّ عليها الدستور دونما اعتبار لأي شيء لأكثر من شهر كامل، بل أكثر من ذلك أدار مشاورات خارج إطار الصلاحيات للتفاهم على شكل ودور الحكومة المقبلة في حين أن هذه الصلاحية وهذا الدور هما من مسؤولية الشخصية التي تكلّف بموجب الاستشارات النيابية الملزمة، بمعنى آخر فإن الرئيس صادر وتجاوز دور المجلس النيابي من ناحية والرئيس الذي يكلفه بموجب الاستشارات من ناحية ثانية تحت عنوان تسهيل عملية التأليف. هذه الحقيقة هي التي جعلت المرشح سمير الخطيب يعتذر عن التكليف، وهذه الحقيقة هي التي جعلت الرئيس يرجئ موعد الاستشارات الى السادس عشر من الشهر الجاري.
أما وقد أرجأ الرئيس موعد الاستشارات الى السادس عشر من الجاري فإن المطلوب الآن في ضوء ما حصل وجرى أن يتم احترام الآليات الدستورية والتزامها، وأن يصار الى تشكيل حكومة تلبي تطلعات الشعب اللبناني المنتفض منذ قرابة الشهرين، لأن الواضح أنه خلال الفترة السابقة تركز الجهد والعمل على الوضع المالي الاقتصادي على أفضل ما يكون، ولعل في تشكيل حكومة كفاءات للمرحلة المقبلة ما ينقذ البلد أو ما تبقى منه.
إن العودة الى ممارسة الطريقة والأسلوب ذاته في تشكيل الحكومة سيوصل حتماً الى النتائج ذاتها، وسيدخل البلد في أزمات جديدة هو بغنىَ عنها.
أما الشعب اللبناني الذي انتفض على الفساد والهدر والديون والمحاصصة والمحسوبيات ولكل هذه الأمور التي أوصلت الى هذه الأزمات، فإنه مطالب أولاً بالاستمرار في مراكمة الانجازات في معركة تحصيل الحقوق وعبر الطرق السلمية الديمقراطية الحضارية، وبموازاة ذلك فهو مطالب بمنع أي استغلال داخلي أو خارجي لتحركاته وانجازاته وبذلك يحفظ الانجازات لكل المواطنين دون استثناء، ويبدد هواجس الشركاء في الوطن خاصة من محاولات الاستغلال الخارجي.
لبنان وعلى الرغم من أزمته إلا أنه أمام فرصة حقيقية للخروج من الأزمات ولمرة أخيرة وواحدة ومكافحة كل مظاهر الفساد التي أوصلت البلد الى هذا الواقع المرير الذي يعاني منه الجميع.
المكتب الإعلامي المركزي