استحقاقات الأسبوع
الإثنين 7 تشرين الأول 2019
يشهد يوم الأحد المقبل 13/10/2019 استحقاقاً مهماً على المستوى الاسلامي حيث يتم انتخاب مجلس شرعي إسلامي جديد يقوم بمهام مساعدة المفتي في إدارة الشؤون الوقفية والادارية وغيرها للمسلمين في لبنان. وتأتي أهمية هذا الاستحقاق هذا العام من الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان بشكل عام ومعه المنطقة كلها، وما يمر به المسلمون من أوضاع وظروف، لا سيما في لبنان، حيث بدا واضحاً تراجعهم وحالة شبه الضياع التي تسيطر عليهم في ظل انعدام الظهير الخارجي أسوة بباقي المكونات الشريكة في البلد.
المسلمون اليوم في لبنان وامام الظروف والأوضاع، وأمام التحديات الكبيرة والكثيرة مدعوون الى رص الصف، والتخلي عن الأنانيات، والتحلي بالحكمة والالتفاف حول نفسهم دون تقوقع أو هواجس ، وتشكيل ضمانة جديدة لهذا البلد عبر مروحة واسعة لكل أبناء "الطائفة" تكون بمثابة الحصن الذي يقيهم الصدمات ويحافظ على دورهم وتواجدهم وحضورهم.
حتى الساعة يبدو أن أجواء الاستحقاق مقبولة وتعطي انطباعاً أن الجميع حريص على الشراكة على قاعدة التكامل والتكافل لا على قاعدة الالغاء والتفرد، وهذا يبشر بما يمكن أن يكون في صالح الوطن، في صالح ضمانة استقراره واستمراره، وفي صالح "المكوّن الأساسي فيه".
وفي سياق آخر يشهد يوم الأحد 27/10/2019 استحقاقاً آخر هو الانتخابات البلدية الفرعية في كل لبنان (انتخابات البلديات المنحلة أو المستقيلة). صحيح أن هذا الاستحقاق لا يرقى في مستواه الى استحقاق الانتخابات البلدية الشاملة أو النيابية، غير أنه يجب أن يشكل محطة على مستوى قرانا وبلداتنا لاختبار إمكانيات صناعة التكامل والتكافل بما يعزز استقرار البلد، وبما يعزز حالة الاطمئنان وينهي أي مؤشر على الإحباط واليأس. والمرجعيات الاسلامية المعنية بانتخابات المجلس الشرعي. والتي اختارت توسيع مروحة التمثيل على قاعدة التكامل مدعوة الى الاستمرار في هذا النهج لأنه يكاد يكون الوحيد الذي يجعل الناس مطمئنة الى دورها وحضورها ووجودها.
وفي مشهد آخر من الساحات العربية , تابعنا بعض المؤشرات التي تؤكد أن الشعوب ما زالت حية وموجودة وحاضرة في كل الساحات من أجل كرامتها وعيشها، فها هو العراقي يزرع الامل من جديد بالشعوب العربية من خلال ثورته على الفساد، وتصدّيه لآلة القمع الرهيبة. وها هو الشعب التونسي يزرع الأمل أيضاً من جديد من خلال صناديق الاقتراع حيث وجدنا أنه اقترع للخط الثوري المتطلع الى كل ما من شأنه تحقيق تطلعات الشعب التونسي والشعوب العربية , على الرغم من كل الأموال التي أغدقها بعض الحكام لثني الثوار التونسيين من تحقيق نصرهم.
كثيرة هي الاستحقاقات التي تؤكد لنا يوماً بعد يوم أن خيارات الشعوب تبقى هي الأساس، وأنه لا مكان في قاموسنا لليأس.
المكتب الإعلامي المركزي