إنتظار

الثلاثاء 10 أيلول 2019

Depositphotos_3381924_original

استمر الهدوء الحذر المشوب بالتوتر على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة بعد العملية التي نفذها حزب الله في الأول من أيلول، واستهدف فيها آلية عسكرية اسرائيلية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
فعلى الرغم من تراجع حدة التوتر على طرفي الحدود , الا أن حالة الهدوء التي سادت في أعقاب العملية ظلت مشوبة بالتوتر، خاصة وان أجواء التصعيد بين الطرفين استمرت على المستوى الاعلامي والتهديدات والخروقات، وقد أعلن حزب الله فجر يوم الاثنين إسقاط طائرة استطلاع اسرائيلية مسيّرة عندما عبرت الاجواء الفلسطينية باتجاه الأراضي اللبنانية في منطقة الجنوب، وهذا التطور أبقى على حالة التوتر والتحسب قائمة.
الواضح أن كلا من الطرفين يريد الحفاظ على الهدوء النسبي في هذه المرحلة بانتظار تبلور معطيات جديدة تتصل بما يجري في المنطقة العربية بشكل عام، خاصة في ظل العقوبات والحصار الامريكي على ايران، والتصعيد الايراني بمواجهة أميركا في أكثر من منطقة. إلا أن حالة الانتظار هذه قد تتحول في لحظة من اللحظات الى انفجار حقيقي إلا لمس طرف من الأطراف المعنية أن مصالحه ووجوده بات مهدداً أو على المحك.
في سياق داخلي يحكم مسار الأحداث بالانتظار أيضاً، زار لبنان موفد فرنسي لمتابعة بعض الملفات المتعلقة بنتائج مؤتمر "سيدر" وما يجب تطبيقه من إصلاحات حقيقية في الاقتصاد والادارة اللبنانية، لا سيما في قطاع الكهرباء، حتى يتمكن لبنان من الحصول على الأموال والقروض الموعودة في مؤتمر "سيدر"، ومن الواضح من خلال نتائج زيارة المبعوث الفرنسي أننا سنكون بحاجة الى مزيد من الانتظار أيضاً حتى تتبلور الامور بشكل أفضل للمضي ببعض الاصلاحات التي تخوّل لبنان الحصول على الأموال.
كما يزور لبنان خلال هذه الأيام مبعوث أمريكي لمتابعة مسألة ترسيم الحدود البحرية والبرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، ولا يبدو أيضاً أن الظروف ناضجة لانجاز مثل هذا الملف، لذا فإن الانتظار فيه سيكون سيّد الموقف.
المسألة التي لا تحتمل الانتظار، والتي تحتاج الى إعادة نظر هي في ترميم العلاقة مع الدولة التركية بعد الانتكاسة التي أصابتها خلال الأيام الاخيرة على الخلفية التي باتت معروفة. مصلحة البلدين بتجاوز هذه الانتكاسة وإعادة ضبط العلاقة بما يوفّر لكل من لبنان وتركيا فرصة لتحقيق المصالح المشتركة، وهي كثيرة، فلبنان يمكن أن يكون سنداً لتريكيا في الكثير من الملفات، وتركيا يمكن ان تكون سنداً وعمقاً مهماً للبنان في هذه المرحلة , وهذا ما لا ينبغي التفريط به.


المكتب الإعلامي المركزي