مخاطر وتحدّيات

الإثنين 26 آب 2019

تتجه الامور في لبنان والمنطقة نحو مزيد من التعقيد والتصعيد في ضوء انسداد أفق الحلول من ناحية، وتكشّف تصاعد الضغوط من ناحية اخرى، وقد كانت آخر فصول هذا التصعيد الغارات التي شنّتها طائرات استطلاع اسرائيلية على أهداف عند أطراف السلسلة الشرقية للبقاع فجر الاثنين، وسبقها هجوم بطائرتي استطلاع على الضاحية الجنوبية لبيروت فجر الأحد , وبما انذر بخروج الامور عن نطاق السيطرة، خاصة وأن حزب الله خشي من ان يكون الهجوم تأسيساً لقواعد اشتباك جديدة يعطي الاسرائيلي فرصة الهجوم من خلال طائرات الاستطلاع على أي هدف في لبنان، لذا حذّر الحزب من هذه المحاولة، وتعهّد بعدم السماح بحصولها.
لا شك أن هذا العدوان الجديد بل المستمر على لبنان يحمل الكثير من المخاطر والتحديات، فالمسألة قد تجر لبنان، بل المنطقة الى حرب مفتوحة غير معروفة النتائج. ومعها قد يتحوّل لبنان الى ساحة قتال في لحظة يعاني فيها من جملة أوزمات سياسية واقتصادية واجتماعية وغيرها، وهو ما يجعله أمام مخاطر أكبر وتحديات أعمق، ومن هنا كانت الكثير من المواقف اللبنانية تشدد على إدانة العدوان وضرورة مواجهته بوحدة وطنية متكاملة , لا تسمح للعدو بتسجيل أي خرق يعطيه فرصة تحقيق الأهداف والمكاسب. إلا ان الكثير من المواقف شددت أيضاً على أن تتولى الدولة إدارة هذه المرحلة للخروج عنها بأقل الخسائر الممكنة.
على صعيد آخر حيث يواجه لبنان التحدي الاقتصادي , فقد جاءت تصنيفات بعض المؤسسات المختصة بالتصنيفات الائتمانية الدولية لتبقي لبنان على مكرتبته دون تراجع كما في تصنيف مؤسسة "ستاندرد ان بورز" التي أبقت لبنان عند نقطة b-  مع نظرة سلبية. فيما جاء تصنيف مؤسسة "فيتش" ليعيد لبنان من نقطة B-  الى ccc  ما يعني الخطر الشديد من إمكانية قدرة لبنان على سداد ديونه وبالتالي تعثره اقتصادياً مع ما يعنيه ذلك من فرار المستثمرين وحتى الدول والصناديق الدائنة، وبالتالي انهيار الاقتصاد اللبناني.
إن الحكومة اللبنانية والقوى السياسية مدعوّة لإجراء إصلاحات حقيقية على المستويات الادارية والاقتصادية من اجل إنقاذ الموقف قبل فوات الأوان، وإلا فإن هذه التحديات والمخاطر قد تطيح بالهيكل اللبناني وتجعله أثراً بعد عين.
خلاصة القول إن المنطقة كلها تعيش مجموعة من التحديات والمخاطر والمواجهات المفتوحة على أكثر من شكل، وإن استقرار المنطقة على شكل نهائي ما يزال يحتاج الى وقت طويل، وخلال هذه الفترة ستشهد المزيد من جولات التفاوض والحوارات التي تجري تحت ضغط النار.
المكتب الإعلامي المركزي