تباينات الايام القادمة
الإثنين 11 آذار 2019
استمر الجدل بين المكوّنات السياسية كاشفاً حجم التباين والخلاف بين القوى السياسية من معظم الملفات المطروحة خلافاً لما هو مطلوب من تضامن حكومي وسياسي داخلي لمواجهات التحديات التي تواجه البلد في هذه المرحلة.
ففي ملف اللاجئين السوريين، وعلى الرغم من الموقف اللبناني الذي يكاد يكون متفقاً على ضرورة عودتهم الى بلادهم، نجد أن التباين والخلاف قائم على الدوام، إن لناحية طريقة العودة، أو لناحية العلاقة مع المجتمع الدولي والمساعدات التي يقدّمها لهم، وإن لناحية العلاقة مع النظام السوري، وقد كانت آخر فصول هذا التباين والخلاف ما أثير على خلفية مشاركة وفد لبناني برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري في مؤتمر ينظمه الاتحاد الاوروبي في بروكسل من أجل اللاجئين السوريين، وقد اعترض وزير شؤون النازحين على عدم إشراكه بالوفد، وتضامن معه فريق رئيس الجمهورية ما جعل الرئيس الحريري يقع تحت هذا الضغط ويقبل مشاركته في عداد الوفد.
وأما في ملف مكافحة الفساد فما يزال التباين والخلاف قائماً، وكل فريق يريد مكافحة الفساد على طريقته الخاصة التي تظهره مدافعاً وحيداً عن حقوق البلاد والعباد، فيما الحقيقة وكما اعترف بعض النواب أن الجميع مشارك بالفساد بنسب وأنواع وأشكال مختلفة. وقد تابعنا المواقف التي أطلقتها بعض القوى السياسية والردود التي تولّتها قوى سياسية أخرى لتؤكد أن مكافحة الفساد باستنسابية وانتقائية لا يمكن أن تعالج بشكل جذري وحقيقي مشاكل البلاد، ولا تضر حداً فعلياً لظاهرة الفساد المستشرية.
والى ملفّي اللاجئين ومكافحة الفساد، هناك ملف الصلاحيات الذي يبرز بين الفترة والاخرى، والذي يكشف أيضاً وأيضاً حجم الفجوة القائمة بين القوى السياسية المشكلة للحكومة، ويعطي انطباعاً أن هذه القوى غير قادرة على إخراج البلاد من ازماتها لأنها هي سبب حقيقي لأزمة البلاد.
في سياق آخر داخلي، وقّع رئيس الجمهورية دعوة الهيئات الناخبة في الدائرة الصغرى لمدينة طرابلس من أجل ملء المقعد النيابي السني الشاغر في المدينة بعد إسقاط المجلس الدستوري نيابة ديما جمالي، وقد حُدد موعد الانتخاب في الرابع عشر من شهر نيسان المقبل.
يبدو أن الاستحقاق في هذه الانتخابات الفرعية سيشهد معركة انتخابية قد تكون حامية، فإلى الآن لم تفصح القوى السياسية الرئيسية في المدينة عن موقفها النهائي لكيفية مقاربتها الاستحقاق، وإن كان بعضها ألمح الى أنه يتجه الى نسج تحالفات مع جهات أخرى دون أن يخوض معركة الاستحقاق بشكل مباشر، فيما تتريث قوى أخرى في تحديد موقفها وإعلانه انتظار جلاء الصورة بشكل أوضح للبناء على الشيء مقتضاه.
والجماعة الاسلامية كقوة معنّية بهذا الاستحقاق في هذه المدينة، واحدة من القوى التي تدرس خياراتها وتتجه الى تحديد وإعلان موقفها في الأيام القليلة المقبلة.
المكتب الإعلامي المركزي