في ذكرى تحرير صيدا الثالثة والثلاثين
السبت 17 شباط 2018
منذ 16 شباط 1985 إلى 16 شباط 2018؛ ثلاث وثلاثون من السنين مرت على اندحار العدو الصهيوني عن تراب مدينتنا الغراء. بُعد السنين عن الحدث لم يلغ أهميته، والأجيال اللاحقة لم تنسَ للجيل الذي صنع الانتصار إقدامه وتضحياته.
تحرير صيدا لم يكن حدثاً عادياً؛ فقد كان بداية اندحار عدوانٍ؛ حشد له العدو الصهيوني عام 1982 مئة ألف مقاتل وأسراب من الطائرات وجحافل من المدرعات. والـ 985 يوماً التي قضاها الاحتلال في صيدا؛ علّمته أن أهل هذه المدينة لا يخضعون لمحتل ولا يركنون لظالم، وأنهم فئة آمنوا بربهم.
رغم قساوة أيام الاحتلال والدمار العمراني والنفسي الذي خلفه، والمجازر والجرحى والمبعدين والمعتقلين؛ فقد سطّر أبناء صيدا بدمائهم صفحات من نور ونار. سطّروا في 27/12/1983 "ملحمة" المواجهة البطولية في القياعة بين وحدة النخبة في جيش الاحتلال ونخبة أبطال "الجماعة الإسلامية" – قوات الفجر- (جمال حبال ومحمود زهرة ومحمد علي الشريف)، وتلاها خروج المدينة كلها وراءهم؛ تشييعاً وتأييداً، وموقفاً تصّدره مفتي المدينة الراحل الشيخ محمد سليم جلال الدين. سطّروا تلبية الشاب نزيه قبرصلي نداء شيخه المجاهد محرم عارفي في 18/12/1984 وحيداً في مواجهة المحتلين.. سطّروا عودة المعتقلين منتصرين، ومعهم الكرامة الموفورة.
في ذكرى تحرير صيدا تؤكد "الجماعة الإسلامية" على ما يأتي:
أولاً: كانت صيدا، ولا تزال، وستبقى مدينة الإباء والمقاومة. الأصالة والانفتاح. موئل الشرفاء ومقتل الفتن. أثبتت ذلك عبر التاريخ، وأكّد ذلك حضورها في كل المحطات الوطنية، من خلال قياداتها وقواها السياسية المختلفة.
ثانياً: لقد مرّت صيدا بتجربة قاسية عام 2013 فيما عرف باسم "أحداث عبرا"، وقد كشفت ظروف المعركة التي حصلت، والمعلومات اللاحقة، أن طرفاً ثالثاً شارك في الفتنة والقتال، وأن التحقيقات قد شابها عيوب كبيرة، وأن المحاكمات لدى المحكمة العسكرية قد أنتجت أحكاماً قاسية، لذلك تدعو "الجماعة الإسلامية" لختم هذا الجرح، والإسراع بإقرار قانون العفو الموعود، وإنهاء معاناة عشرات الأسر الصيداوية.
ثالثاً: تعاني صيدا -من جديد- من مشكلة بيئية، تتمثل بعوادم النفايات المحلية و"المستوردة" والمتراكمة قرب معمل معالجة النفايات، و"الجماعة"؛ انطلاقاً من حرصها على حمل هموم الصيداويين، لن تألو جهداً في العمل على حل هذه المشكلة، بأسرع وقت ممكن، من داخل البلدية ومن خارجها، على قاعدة الحفاظ على الإنجازات البيئية التي حققتها البلدية، وحل المشكلات التي تشوب هذه الإنجازات.
رابعاً: ستكون صيدا إلى جانب شقيقتها جزين دائرة انتخابية في أيار القادم، وهو استحقاق وطني طال انتظاره، و"الجماعة" ستتقدم مع مرشحين من جزين لتمثيل هذه الدائرة وحمل همومها، وهي تدعو كل ناخب في هذه الدائرة، لا سيما في صيدا؛ إلى ممارسة حقهم الانتخابي وواجبهم الوطني وحسن الاختيار.
في ذكرى تحرير صيدا؛ تحية إلى صيدا وأهلها.. إلى رجالاتها وأبطالها.. وكل من رفع اسمها عالياً بين المدن.
صيدا في 16/2/2018