أمين عام الجماعة الاسلامية لـ″سفير الشمال″: هذا هو سقف العلاقة مع حزب الله…
الثلاثاء 19 كانون الأول 2017
تدرك الجماعة الاسلامية أن المتغيرات التي شهدتها المنطقة، تفرض عليها إعادة قراءة للواقع اللبناني، ولعلاقتها مع المكونات السياسية فيه، ومن بينها حزب الله الذي يبدو أن محاولات تهويد القدس قد أعادت وصل ما إنقطع بينه وبين الجماعة التي إستقبلت في مؤتمرها الطلابي العام وفدا من الحزب، ما يشير الى بوادر إيجابية في ترميم العلاقة بين الطرفين المقاومين.
منذ أكثر من أربع سنوات إنقطع التواصل الرسمي على صعيد الاجتماعات الشهرية الدورية بين الجماعة وحزب الله، وذلك على خلفية الاختلاف في الموقف من الأزمة السورية، لكن قنوات الاتصال لم تنقطع وإستمرت بشكل غير رسمي بهدف معالجة بعض الأمور المستجدة التي تدخل في إطار الحفاظ على الاستقرار.
لم تتبدل المواقف، فالجماعة على موقفها من دعم الثورة السورية، وحزب الله على موقفه من دعم النظام السوري، لكن يبدو أن الفريقين إقتنعا بفصل المسارات عن بعضها البعض، مراعاة للخصوصية اللبنانية، وفي محاولة لدرء الفتنة عن الداخل اللبناني، ولمنع إنقلاب المشهد بشكل دراماتيكي بما يؤدي الى خسارة جميع الأطراف.
تعتبر الجماعة أن مشاركة وفد من حزب الله في مؤتمرها الطلابي العام هي خطوة إيجابية لن تكون الجماعة بعيدة عنها، خصوصا بعد التطورات التي شهدتها المنطقة، بما في ذلك قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الغاصب، وإعلانه عن نقل سفارة بلاده الى المدينة المقدسة، لكن في الوقت نفسه تعتبر الجماعة بأن هذه الايجابية تحتاج في الاطار السياسي الى مزيد من الانضاج، والى كثير من التشاور، خصوصا أن حزب الله (برأيها) يظهر قابلية أيضا لاعادة قراءة المشهد في المنطقة ومن خلاله المشهد اللبناني.
تعترف الجماعة بأن الأزمة السورية نتج عنها خسائر كبيرة جدا لكل القوى التي ساهمت أو شاركت فيها، وأن هذه الخسائر كانت نتيجة حتمية لعدم قراءة المشهد على حقيقته، لذلك ترى نفسها معنية بأن تستفيد مما جرى في سوريا، وهي تدعو الجميع الى مراجعة ما حصل وأخذ العبر منه، والى التعامل مع الواقع بوعي أكبر لكي لا يتسبب أحد بنقل النيران السورية أو نقل نيران المنطقة الى لبنان الذي يكفيه ما يعاني من أزمات على كل صعيد.
يقول أمين عام الجماعة الاسلامية الأستاذ عزام الأيوبي لـ″سفير الشمال″: ″إن العلاقة مع حزب الله تحتاج الى مزيد من الترميم، ونحن حريصون على التعاطي مع هذا الموضوع بعيدا أن أية تأثيرات عاطفية أو شعبوية، وهناك مسار غير رسمي مع حزب الله لاعادة تقييم ما حصل في السابق، وللقيام بقراءة جديدة في العلاقة المشتركة، أو في القواسم المشتركة″.
ويضيف الأيوبي: ″لا أحد ينكر أن المتغيرات في المنطقة ومنها القرار الأميركي بتهويد القدس، من شأنه أن يعيد جمع المؤمنين بهذا المسار المقاوم، خصوصا في ظل تسارع الخطوات باتجاه التطبيع مع الكيان الصهيوني من بعض الأنظمة التي لها تأثير على الوطن العربي وعلى لبنان، ما يدعو الى تكاتف وتعاون كل القوى لرفض هذا التطبيع، وهذا الأمر سيجعلنا حتما نتقاطع مع حزب الله في أكثر من مكان″.
يؤكد الأيوبي أن ″اللقاءات الدورية مع حزب الله إنقطعت منذ تدخل الحزب في الأزمة السورية بشكل رسمي، لكننا حرصنا على عدم القطع بالكامل، لأن هناك حاجة دائمة للحوار الذي نؤمن به، ولإبقاء بعض القنوات غير الرسمية مفتوحة، لما لذلك من تأثيرات إيجابية على الساحة اللبنانية″.
ويخلص أمين عام الجماعة الاسلامية الى القول: ″إن فلسطين هي بوصلتنا جميعا، وتحرير القدس وأقصانا هدف مشترك مع كثير من القوى التي تؤمن بمقاومة العدو الاسرائيلي، لكن نحن ثابتون على موقفنا بما يخص الأزمة السورية، لكن علينا في الوقت نفسه أن نأخذ العبر مما جرى في سوريا ومما يجري في كل المنطقة، فنحن كنا وما زلنا حريصون كل الحرص على أمن وإستقرار لبنان، وندعو الجميع الى عدم إستدراج النيران المحيطة بنا الى ساحتنا″.
غسان ريفي
http://safiralchamal.com/2017/12/19/%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%b9%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%85%d8%a7%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%80%e2%80%b3%d8%b3%d9%81%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84/