الحوت شدد على الالتزام بمبدأ النأي بالنفس: لطاولة حوار لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية

الخميس 14 كانون الأول 2017

Depositphotos_3381924_original

 رأى نائب الجماعة الإسلامية د. عماد الحوت، في حديث لـ "اذاعة الشرق" أن "إلتزام الحكومة بكل مكوناتها مبدأ النأي بالنفس ساهم إلى حد كبير بتوفير كل الدعم الدولي للبنان"، وقال: "أعتقد أن نتائج إجتماع باريس يعطي نموذجا أن لبنان إذا إستطاع التوحد حول سياسة مشتركة للدولة اللبنانية يستطيع أن يجلب الدعم العالمي لإقتصاده، لذلك فإن موقف الحكومة من النأي بالنفس أعطى إشارة للعالم أن اللبنانيين أخذوا درسا من تجارب الماضي واتخذوا قرارا بالنأي بالنفس عن المشاكل المحيطة بهم تجعل المجتمع الدولي أكثر إهتماما بلبنان".

واشار الحوت الى ان "هناك بعض الأفرقاء يعلنون إنتماءهم لمحور خارج لبنان ويعطون الأولوية لهذا المحور، فتنتج ممارسات تسيء للواقع اللبناني ولقرار النأي بالنفس"،
وقال: "لبنان في النهاية عربي الهوية والإنتماء ولا يستطيع إلا أن يكون على أحسن العلاقات مع محيطه العربي".

وعن زيارة قيس الخزعلي للحدود الجنوبية، قال: "ينبغي أن نحذر من مثل هذه الممارسات، لبنان لم يعد يستطيع أن يتحمل عبء مغامرات البعض وطموحاته الإقليمية وهو اليوم في عين العاصفة. هناك تسويات تتم في المنطقة وأعتقد أنه ينبغي على هذه القوى السياسية، التي تتصرف وكأنه لا يهمها هذه المصلحة، أن تصبح أكثر عقلانية لأنه في النهاية إذا غرق المركب سيصاب كل من على متنه".

وأكد ان "أي خرق لمبدأ النأي بالنفس مهما كان صغيرا ينبغي وضعه على طاولة مجلس الوزراء وأن يكون هناك نقاش جدي حتى يدرك من يقوم بالخرق أنه مراقب من الرأي العام وتصرفه مرفوض. فالدعم الإقليمي والدولي مرتبط بإنتظام عمل الحكومة وإلتزامها مبدأ النأي بالنفس، وأي خرق لهذا الأمر سوف يؤثر سلبا على المواطن".

وتمنى الحوت على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن يدعو الجميع إلى طاولة الحوار لمناقشة موضوع الإستراتيجية الدفاعية، وقال: "نحن بحاجة الى أن نحدد المصطلحات لنخرج من هذا الإلتباس، فلا يعود هناك مجال لأن يدعي أي فريق أنه مقاوم وأنه خارج إطار المحاسبة، فيخضع الجميع إلى هذا المنطق بشكل متواز".

وعن تظاهرة عوكر وما رافقها من اعمال شغب، قال الحوت: "يوم الأحد الماضي كان هناك مشهدان، الأول سلمي حضاري وإنتهى سلميا، والثاني ظهر من خلال مجموعة شباب متحمس وربما مندس حاول أن يحرف الأنظار عن القضية الفلسطينية. فلا يزال هناك فريق من اللبنانيين لا يتقن إلا لغة الفوضى والمظاهر الضعيفة والمواجهة مع القوى الأمنية وهذا الأمر غير مقبول".

ورأى الحوت ان ردة الفعل الشعبية على قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب جاءت أقوى من ردة الفعل الرسمية على المستوى العربي، معتبرا ان الإدارة الأميركية والرئيس الأميركي يستفيدان من لحظة إنقسام وإنشغال العرب بالداخل، وقال: "آن الأوان لكي يخرج العرب من هذا الإنقسام، والمطلوب تضامن عربي من اجل دعم الإنتفاضة المتجددة في القدس. وأعول على إجتماع منظمة التعاون الإسلامي اليوم في أن يتخذ قرارا بالمقاطعة مع الولايات المتحدة حتى تعود عن قرارها".

وأعلن ان القمة الإسلامية - المسيحية التي ستعقد في بكركي تؤكد الاتفاق والتضامن للدفاع عن القدس.

وتوقع الحوت ان تتخذ مجموعة قرارات في قمة اسطنبول، ومنها مقاطعة الإدارة الأميركية حتى تتراجع عن قرارها، ووقف كل محاولات التطبيع مع العدو الإسرائيلي وأي إتصالات مباشرة أو غير مباشرة لإشعاره أنه مرفوض في هذه المنطقة. كما يجب أن يتخذ قرار على مستوى قمة التعاون الإسلامي لدعم الإنتفاضة الثالثة التي بدأت سياسيا وإعلاميا وماديا ودعم المصالحة الفلسطينية".

وفي الموضوع الإقتصادي، قال: "لا شك أن الدعم الدولي والمظلة الدولية للدولة اللبنانية مهم جدا، لذلك أدعو الجميع الى أن يلتزم جديا بما جاء في البيان الوزاري للحكومة وألا يكون مصيره مثل مصير إعلان بعبدا".