الأمين العام لـ موقع وجهة نظر: الساحة المشتركة باقية مع المستقبل.. وقد نلتقي مع حزب الله

الأربعاء 13 كانون الأول 2017

Depositphotos_3381924_original

يعود تعبير “الساحة المشتركة” بقوة هذه الأيام إلى مركز الجماعة الإسلامية في منطقة عائشة بكار مواكبة للتطورات المحلية اللبنانية.

صحيح أن الجماعة غير مرتاحة الى كامل صورة المرحلة، إلاّ أنها بحسب أمينها العام الأستاذ عزام الأيوبي الذي تحدث الى موقع “وجهة نظر” في حوار شامل تعوّل على أي مسعى وتحرك من شأنه جمع الساحة الإسلامية السنية التي يشكل ضربها إضرارا بالمعادلة اللبنانية ككل مع إشارته إلى أن إيجابيات مفهوم النأي بالنفس تكمن في إبعاد لبنان عن أن يكون ساحة لتصفية الحسابات الاقليمية وهو الأمر الذي لا يتحمله الواقع اللبناني.

الجماعة التي تفضل العمل السياسي على أي خطاب شعبوي مذهبي تبدي بحسب الأيوبي استعدادها لخوض الانتخابيات النيابية المقبلة مع بقاء الساحة مفتوحة لأي التقاء مع تيار المستقبل دون انتفاء بعض نقاط الالتقاء مع حزب الله.

كما كانت للأيوبي إضاءات على جهود تحديث خطاب الجماعة عشية افتتاح شبابها الجامعي الأحد المقبل لمؤتمر “الشباب نبض الوطن” كما علق على تطورات المشهد الفلسطيني الأخيرة والأوضاع في سوريا واليمن رافضا إعلان نهاية الربيع العربي رغم كل الاحباط.

وفيما يلي نص الحديث الكامل مع الأيوبي:

-كيف تلقفت الجماعة مرحلة الشهر والنصف الماضية الحافلة بتحولات لم يعرفها المشهد اللبناني سابقا؟

كان لدينا خشية في اللحظات الأولى من الاستقالة بدخول لبنان في أزمة أمنية تغير حالة الاستقرار “غير الكامل” التي كنا نعيشها من خلال التجاذبات الاقليمية في المنطقة وكان تقديرنا أن لبنان لا يحتمل هذا الواقع وعطفا على التجارب السابقة لم نكن مستعدين الى أن تدفع الساحة السنية كما في كل مرة ثمن هذه الأزمة وهذا الصراع وهذا الضغط فتحركنا في هذا الاتجاه والحمد لله أن هذا القطوع قد مر على خير ضمن التوازنات القائمة في المنطقة.

 -الأيام الماضية حفلت بكل أشكال خروقات مفهوم النأي بالنفس وابرزها التصريحات الايرانية وفيديو قيس الخزعلي، فما هي توقعات الجماعة بصمود النأي بالنفس؟

لدينا قناعة بأن لبنان ينبغي أن يكون خارج اطار التجاذبات لذا نحن مع الناي بالنفس وأيام عهد الرئيس ميشال سليمان نادينا بهذا الأمر وأيدنا إعلان بعبدا ولبنان عاش أزمات سياسية في المرحلة الماضية كادت أن تطيح بالتركيبة اللبنانية ككل.

توقعاتنا الموضوعية تقول أن تنازل حزب الله وايران عن امساك أوراق المنطقة أمر أشبه بالوهم ونحن مضطرون للتعايش مع هذا الأمر دون القبول به بالضرورة لسبب واحد أن لبنان ليس في الأولوية الدولي ولا أحد مستعد للالتفات الينا لأن كل من العراق وسوريا ومصر والخليج في المقدمة حاليًا.

من هنا طلبت القوى أن ينعم لبنان بقسط من الأمن حفاظا على التركيبة اللبنانية التي تعني للمجتمع الدولي.

-السبب الأساسي لاستقالة الرئيس الحريري كان بحسب بيان استقالته التطاول الايراني في المنطقة وتصرفات حزب الله، هل بقيت نقاط التقاء اليوم بين الجماعة والحزب وما هي؟

لم تنتف نقاط الالتقاء مع حزب الله فهو يمثل شريحة كبيرة في البلد فالحوار مع الحزب ومحاولات الوصول الى نقاط مشتركة معه لمستقبل لبنان لا نستطيع الا الذهاب باتجاهه.

كما أن اعادة خلط الأوراق في المنطقة قد تعيد طرح نقاط التقاء مع الحزب لا سيّما في الأمور المتعلقة بالمقاومة والقضية الفلسطينية وهيمنة اسرائيل على المنطقة مع الإشارة الى أن كل اللبنانيين كانوا يتمنون بقاء الحزب في صورته المقاومة وليس في صورة إسناده ودعمه لأنظمة القمع العربية.

نحن معنيون بتبريد مثل هكذا حوارات لأن أي صراع سني-شيعي على أرضنا اليوم لن يكون الا في مصلحة الكيان الاسرائيلي.

-هل الالتقاء مع الرئيس الحريري بجملة القضايا والملفات الحالية ينسحب على مستوى الانتخابات النيابية؟ وهل جرى حديث انتخابي بينكم وبين الرئيس الحريري؟

لم نفاتح أحدا في موضوع الانتخابات النيابية بعد لا الرئيس الحريري ولا غيره، بعد لكننا مستعدون لها وسنعمل على ايجاد اطار تعاوني في هذا المجال ولا خيارات سلبية أو ايجابية تجاه اي فريق.

بعض المراجعات عند الرئيس الحريري تصب اليوم في الاتجاه الصحيح، لا سيما ما يتعلق بالساحة السنية، فتراجع موقع هذه الطائفة أشعر الجميع في ساحتنا بالتململ نتيجة تغوّل الطوائف الأخرى وكلنا نشأنا على خطاب سني وطني جامع ومعتدل لكن هذا الأمر لم يعد كافيا في الساحة لحاجتها الى خطاب يثبّت حقوق هذه الطائفة في ظل التقاء كل مكونات الطوائف الأخرى في اللحظات السياسية الحرجة.

الرئيس الحريري اليوم أكثر واقعية في مقاربة السياسية اللبنانية وكلنا أمل أن يكون واقعيا أيضا في مقاربة الشأن الداخلي السني قبل الانصراف الى موضوع الانتخابات.

-كيف تقرأ الجماعة البرودة الحاصلة في علاقة المستقبل مع القوات اللبنانية والقطيعة مع اللواء ريفي؟

نتوقع أن هذه البرودة قد تتغير في اي لحظة وتقديرنا انها ناتجة عن التباعد في مقاربة طريقة التعاطي مع حزب الله ما بين حالة مساكنة يريدها الرئيس الحريري لتجنيب لبنان صراع غير محسوب وما بين وجهة نظر أخرى تدفع باتجاه الصدام.

أما عن الخلاف مع اللواء اشرف ريفي فنحن من الفريق الذي يأمل بفتح طريق نحو تفاهم بين الرجلين وليس الى تعميق الخلاف.

-هل التسوية تفرض بالضرورة على الجماعة عدم التعرض بالسياسة الى العهد؟

بالعكس تماما، لا يمكن ان نسكت على هذا الأمر لأن ذلك قد يذهب بكل البلد. وشهية الوزير باسيل لاستعادة المكاسب تحت عنوان الهواجس المسيحية لا أظن أنها ستثبت الحضور المسيحي في المنطقة ونحن مع رفع الصور ضد كل من يحاول الاستئثار.

-تذهبون الأحد الى مؤتمر طلابي وشبابي هام تحت عنوان “الشباب نبض المجتمع”، الاستماع الى الرأي الشاب داخل الجماعة سيُترجم في اي مجالات تحديدا؟

الشباب فرضوا أنفسهم وأبدعوا في اي ملف يكلفون به داخل الجماعة من هنا هم يأخذون المساحات التي يستحقونها ونحن في الجماعة نولي موضوع الشباب وحضور المرأة أهمية كبرى منذ فترة طويلة ونحن على استعداد دائم لدعمهم في التعبير عن أنفسهم في مؤتمرات مستقلة وغيرها من النشاطات.

أيضا عندما سيكون الأمين العام المقبل للجماعة اصغر من الأمين العام الحالي بنحو 20 عاما فهذا يعني أننا مع الشباب في التعبير عن أنفسهم.

-هل يمكن للترجمة أن تكون قريبة، في الانتخابات النيابية المقبلة مثلا؟؟

هذا أمر وارد وممكن وقد نرى وجوها تحت الأربعين كمرشحين.

-رؤية الجماعة لخطوة ترامب الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الاسرائيلي؟

هو موقف غبي من ترامب أثبت أن الرؤساء الأميركيين السابقين كانوا أكثر دراية في موضوع مصلحة الولايات المتحدة الأميركية التي اعتادت اقتناص الفرص الا أنها أخطأت هذه المرة لأن ردة فعل الشعوب كانت متقدمة جدا وأشعرت كل العرب بالعودة الى لباسهم الأصلي وترمب أحرج من كان اصلا على وشك الذهاب الى حالة التطبيع.

-مستقبل الثورة السورية هل هو مقنع بعد سبع سنوات من الترقب والانتظار؟

نحن نحتاج لإعادة تقييم الصورة لأن كل المتفاوضين على سوريا ليسوا من السوريين ومما يؤسف له أن المعارضة السورية انتهت وهذا مشهد مؤلم.

-بعد اغتيال علي عبد الله صالح، هل باتت الحرب الاهلية علنية في اليمن؟

الحرب الأهلية مفتوحة في اليمن منذ زمن طويل، والقضية تحتاج لإعادة نظر في التوازنات القائمة حتى في اليمن وسياسيات التحالف العربي ليست موحدة حتى في مواجهة الحوثيين.

هناك تخوف خليجي للأسف من أن يصب أي انتصار في اليمن لمصلحة “إخوان اليمن”.

http://wejhetnazar.com/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%8a%d9%91%d9%88%d8%a8%d9%8a-%d9%84%d9%88%d8%ac%d9%87%d8%a9-%d9%86%d8%b8%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%a7%d8%ad%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b4%d8%aa%d8%b1%d9%83%d8%a9-%d8%a8%d8%a7/