الحوت لـ"الجمهورية": فكرُ "الجماعة" مطابق للدستور

الثلاثاء 16 أيار 2017

Depositphotos_3381924_original

في وقت يعيش العالم العربي والغربي حرباً ضدّ الإرهاب بعد تفشّي ظاهرة "داعش"، تواصل "الجماعة الإسلامية" سياستها الانفتاحية حيث ظهر ذلك في مؤتمرها العام تحت عنوان "رؤية وطن" الذي عُقد أمس الأول في "البيال" وحيث ركزت الوثيقة التي أصدرتها على أربعة محاور أساسية هي: البناء القيمي، المؤسسي، المجتمعي، وبناء الدولة. كما تضمّنت دعمَ دور المرأة التكاملي مع الرجل وتفعيل دور الشباب وفتح آفاق جديدة لهم.


هذه النقاط شكّلت مادةً للنقاش خصوصاً أنّ مؤتمر "الجماعة الإسلامية" عُقد في "البيال" وهذا يُعتبر تطوّراً في المكان، من ثمّ أتت كلمة أمينها العام عزام الأيوبي لتؤكّد النقاط التطويرية في خطاب "الجماعة" وبناء دولة المواطنة وأنّ "الجماعة هي حزب لبناني الهوية، إسلامي التوجهات، تحترم الأديان وتنبذ الطائفية، تسعى إلى بناء وطن قوي يحتضن جميع أبنائه".
 

وفي هذا السياق، أكّد النائب عماد الحوت لـ"الجمهورية" أنّ "فكرنا يسعى دائماً الى التطوّر نحو الأفضل، فولاؤنا هو للبنان وهذا لا يتضارب مع فكرنا الإسلامي، فنحن ننتمي الى الإنسانية الجامعة، من ثمّ الى محيطنا العربي والإسلامي، لكننا لبنانيون"، لافتاً الى أنّ "هذا الأمر يعيشه الجميع، إذ إنّ هويتنا اللبنانية لا تعاكس إنتماءنا الى الدين الإسلامي، وقد لحظ الدستور اللبناني هذا الأمر، حيث يقول إنّ لبنان هو بلد عربيّ، أي إنه ينتمي الى محيطه".
 

وعما إذا كان هذا التطور في الخطاب مرتبطاً بانتشار ظاهرة "داعش"، شدّد الحوت على أنّ 'الجماعة" تتبنّى خطّ الإعتدال، فانتماؤنا الإسلامي لا يعني أننا متطرّفون، وهذا ما نفعله وسط تفشي ظاهرة الإرهاب"، مذكّراً بأنه "عندما وقعت أحداث نهر البارد، عقدنا مؤتمراً عاماً عام 2007 وتحدثنا عن خطر الإرهاب وضرورة مواجهته، في وقت لم يكن أحد يتحدّث في هذا الموضوع، وأثبتت التطورات أننا كنّا على حقّ، وبالتالي كنا سبّاقين الى التنبيه من الخطر الداهم".
 

وأشار الحوت إلى أنّ "الجماعة الإسلامية" تحاول شدّ الشباب اليها، فبين الخطاب الديني المتطرف والتطبيق الخاطئ للدين هناك الفكر الإسلامي الصحيح، وهذا ما نحاول فعله، فالشباب المتديّن يرانا نعبّر عن أفكاره وتطلعاته".
 

بعد خروج الرئيس سعد الحريري من الحكم عام 2011، شهدت هذه المرحلة صعوداً لظاهرة الشيخ أحمد الأسير والتيارات السلَفية، في حين خفّ وهج "الجماعة الإسلامية"، وفي هذا الإطار شرح الحوت ماذا حصل في تلك المرحلة، فأوضح أنّ سبب شعور السنّة بالغبن هو ممارسات "حزب الله" ضدهم وخصوصاً بعد أحداث 7 أيار، لكن على رغم ذلك حافظت البيئة السنّية اللبنانية على اعتدالها، والدليل، أنّ كلّ مناصري الأسير والجماعات الأخرى لم يتجاوزوا المئات".
 

وأكد أنّ "الجماعة لا تهدف الى تبنّي الخطاب التجييشي من أجل حشد الناس، فنحن نتعايش مع الجميع ولا ندخل في صدام مذاهب، حتى لو قيل في بعض الفترات إنّ سقفنا أدنى من سقف تيار "المستقبل"، فهدفنا الأساس الحفاظ على لبنان، وهذا لا يعني أبداً التخلّي عن حقوق أهل السنّة أو السماح بإهانتهم، بل نريد وطناً للجميع ودولةً حازمة وعادلة لا يسيطر عليها أحد".

http://www.aljoumhouria.com/news/index/366193