الأيوبي في ندوة حول نتائج معركة طوفان الأقصى ومعركة غزة : معركة طوفان الأقصى سترسم مستقبل المنطقة

الأربعاء 3 تموز 2024

Depositphotos_3381924_original

بدعوة من مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي عُقد لقاء حواري مع الأمين العام السابق للجماعة الإسلامية في لبنان الإستاذ عزّام الأيوبي حول: نتائج معركة طوفان الأقصى ومعركة غزة على الأوضاع الإسلامية والدولية ودور الحركات الإسلامية. وذلك بتاريخ 1/7/2024 الساعة الخامسة بعد الظهر في مركزه الكائن على طريق المطار بناية ماميا، حضره الكثير من رجال الدين والفكر والسياسة والإعلام. بدأ اللقاء بكلمة للإعلامي قاسم قصير رحّب فيها بالحضور ومعرفاً بالضيف المحاضر ومقدماً لعرض موجز لعملية طوفان الأقصى وتداعياتها الإقليمية والدولية ونتائجها الإيجابية على الساحة الإسلامية. أُعطيت الكلمة بعد ذلك للإستاذ الأيوبي الذي قال إنّ معركة طوفان الأقصى بدأت في مكان وأصبحت في مكان أخر متقدم، من خلال الإعداد للمعركة وقرار الحرب، وأن هناك إرادة إلهية تتدخل في هذه الحرب. فقرار الدخول في هذه المعركة كان مبنياً على معلومات لدى المقاومة بأن العدو الإسرائيلي كان سيقوم بها بعد الأعياد اليهودية (الفصح)، فالمعركة منذ لحظاتها الأولى أفرزت معطيات أساسية لم نكن ندرك معانيها كما نعيشها اليوم، حيث ظهر الكيان الصهيوني ضعيفاً عند كل الدوائر والبيئات التي لم تكن تؤمن بذلك قبل المعركة، بالإضافة الى تبدل الصورة النمطية عن دولة الكيان عند طلاب أفضل الجامعات العالمية بعد أن عرفوا حقيقة إسرائيل. فمعركة غزة بدأت بشيء وتطورت الى أشياء أخرى بعد تسعة أشهر على إنطلاقتها، فقرار وقف المعركة لم يعد بيد أحد، فهي معركة مفتوحة على الإحتمالات كافة. فلم يعد بإستطاعة نتنياهو إيقافها لإنها سوف تنتقل الى الداخل الإسرائيلي. فهناك صراع بنيوي في إسرائيل بين المتدينين والأحزاب الأخرى أي بين مجتمعين متناقضين. من جهة ثانية تبين أن إسرائيل لا يمكنها العيش والبقاء دون مساندة خارجية كما ظهر في أثناء الرد الإيراني على قصفها للقنصلية الإيرانية في دمشق. يالإضافة الى ذلك فقدت إسرائيل صورتها كدولة ديمقراطية وأخلاقية وهي تعيش اليوم حالة معاكسة لذلك، وهذه الصورة من المستحيل أن تعود الى ما كانت عليه، أما غزة فيمكن إعادة إعمارها. من جهة أخرى نرى مطالب من دول عديدة لمحاكمة إسرائيل وأبدت إعترافها بدولة فلسطين. كما أظهرت هذه المعركة أن الولايات المتحدة هي الوجه الحقيقي للكيان الإسرائيلي، وهي حاميته من خلال ممارسة حق النقض (الفيتو في مجلس الأمن) ومن خلال إدارتها لغرف العمليات الحربية ميدانياً، كما حصل في عملية تحرير الرهائن في مخيم النصيرات، وهي بذلك لم تعد تشكل الضامن الأخلاقي لاي اتفاق لأنها متورطة في هذا الصراع. ومن التداعيات الإيجابية لهذه المعركة، هو ما قامت به من ~فرز جديد لكل الكيانات والدول على قاعدة من هو على عداء كامل للمشروع الصهيوني وبينما من هو في مواجهة محور المقاومة من كلا الطرفين، كما دفعت هذه المعركة القوى الإسلامية الى القيام بمراجعات لمواقفها وعلاقاتها على ضوء ذلك، فتراجعت حدة الخلافات بينها وازداد التنسيق من خلال العمليات على الأرض. وختم الأستاذ الأيوبي بالتأكيد على أن المعركة مفتوحة ومن الممكن أن تتدحرج الى عملية عسكرية ضد لبنان للخروج من المأزق الذي تعاني منه الحكومة الإسرائيلية، مشيراً الى أن المعركة لا تدار بالعاطفة التي تتميز بها مجتمعاتنا، وأن اسرائيل ضُربت في مقتل لن تشفى منه ولكنها لا زالت تملك الكثير من القوة، ويجب إعمال العقل للتخفيف من الخسائر في الحرب معها. وأنه يقتضي تدعيم ساحة المعركة معها ورص الصفوف وعدم تشتيت الجهود. كما علينا بناء تحالف واسع بين قوى المقاومة لمواجهة التحالف الغربي الداعم للكيان، ويجب علينا المحافظة على الهدوء في الواقع اللبناني الذي يعاني من فراغات في السلطة. إن الحرب فُرضت علينا ولا نستطيع التعامل معها إلاّ من خلال القيم التي نشأنا عليها للمحافظة على الأرض والكرامة، وقد تم تقديم أثمان باهضة في سبيل ذلك، ويجب علينا توطين أنفسنا على تقديم المزيد من التضحيات، لأن المستقبل سوف يحمل تغييراً كاملاً للمشهد في فلسطين ولبنان والمنطقة. في النهاية تم فتح المجال للمداخلات والأسئلة الكثيرة وتمت الإجابة عليها من قبل المحاضر.