الأمين العام للجماعة الإسلامية يطرح رؤية الجماعة للمرحلة المقبلة:
الخميس 4 نيسان 2024
العالم أمام لحظة تحوّلات ستنعكس على لبنان ونحتاج إلى وعي من أجل حماية وطننا ومصالح شعبنا وترميم جسور التواصل بيننا الجماعة لا تعمل وفق القسمة الرائجة، وتنحاز لمحور الوطن ومصالح الشعب نريد بناء دولة المؤسسات والشراكة والقانون، واللبنانيون إمّا أصدقاء نتعاون معهم أو منافسون نتحاور وإياهم لبنان جزء من العمق العربي، ولا نتدخّل بشؤون الدول، وليس لنا عدو سوى الاحتلال الذي ما يزال يجثم على جزء من أرضنا نؤمن بعدالة القضية الفلسطينية ومظلومية الشعب الفلسطيني ومساندتنا له جزء من الواجب الديني والوطني والإنساني نرفض انتشار السلاح في المدن وسنستمر في ممارسة مقاومتنا الحكيمة والرشيدة حتى الوصول إلى استراتيجية دفاعية تحمي لبنان ومواطنيه رأى الأمين العام لـ "الجماعة الإسلامية" الشيخ محمد طقوش أنّ العالم أمام لحظة تحوّلات ستنعكس حكماً على لبنان، ولذلك نحتاج إلى الوعي وحسن التعامل مع المستجدات من أجل حماية وطننا ومصالح شعبنا، وإلى ترميم جسور التواصل من أجل تعزيز المشتركات بيننا. الأمين العام وخلال حفل الإفطار التكريمي الذي أقامه المكتب الإعلامي المركزي للإعلاميين، أكّد على أنّ "الجماعة لا تعمل وفق القسمة الرائجة، إمّا في هذا المحور وإمّا في ذاك المحور، بل تنحاز لمحور الوطن ومصالحه وللشعوب وطموحاتها وللأمة وتطلعاتها". كما أكد على "رفضها الانقياد لأحد إلاّ لربها". وقال: "نكره الاستبداد ونمقت الاستزلام، ننشد الحرية ونعشق العمل وفق القناعات من دون مؤثرات أو إغراءات أو تهديدات، وقد دفعنا بسبب ذلك أثمانا باهظة ولا زلنا". الأمين العام شدّد على أننا "لسنا هواة حروب، لكننا هواة أمن وسلام وحياة وبناء أوطان، ونرفض ظاهرة انتشار السلاح في المدن والعواصم، ونشدّد على ضرورة نزع كلّ تلك المظاهر، إلاّ ما تحتاجه طبيعة المعركة على الجبهة الجنوبية حصرًاً". الأمين العام وضع خريطة طريق لما تريده الجماعة في هذه المرحلة، قال نحن على المستوى الداخلي: "نريد بناء دولة المواطنة والشراكة والمؤسسات، نريد سيادة القانون ومكافحة الفساد وتكافؤ الفرص واعتماد الكفاءة فعلاً وسلوكاً لا شعارات ولا دعاوى تكذّبها الأفعال. وليس لدينا أعداء في الداخل إطلاقاً، فاللبنانيون بالنسبة إلينا إمّا أصدقاء نتعاون معهم أو منافسون نتحاور معهم. ونسعى لصون الحرية وتحقيق العدالة للجميع". وعلى مستوى قضايا المنطقة أضاف الأمين العام: "على مستوى قضايا المنطقة نرى أنّ لبنان جزء من عمقنا العربي والإسلامي، نعمل ونتحرك في هذا الأصل. وليس لنا خصومات مع أحد سوى العداء للعدو الصهيوني الذي لا يزال يحتلّ جزءاً من أرضنا في جنوبنا، فضلاً عن مقدّساتنا على أرض فلسطين. ولا نتدخّل في شؤون وقضايا الدول الأخرى، لكننا في الوقت نفسه نؤمن برفع الظلم عن الشعوب المقهورة. ونؤمن بأحقية القضية الفلسطينية، ومظلومية الشعب الفلسطيني، الذي عجز العالم أو تلكّأ العالم أو تآمر العالم عن رفع الظلم عنه، ونؤمن بضرورة مساندته انطلاقاً من الواجب الديني والإنساني. ولا نعمل وفق القسمة الرائجة، إمّا في هذا المحور وإمّا في ذاك المحور.. (نحن ننحاز لمحور الوطن ومصالحه وللشعوب وطموحاتها وللأمة وتطلعاتها)"... وفيما يتعلق بانخراط الجماعة في العمل المقاوم في هذه المرحلة كرر الأمين العام القول: "إن انخراطنا بالعمل المقاوم ليس جديداً... وانخراطنا بالعمل المقاوم قيامٌ بالواجب الديني والخلقي والإنساني فضلاً عن الوطني. ولسنا هواة حروب، لكننا هواة أمن وسلام وحياة وبناء أوطان، نؤثر الموت كراماً شامخين على حياة الذلة والمهانة والانكسار لدى محتلّ غاصب". وتابع الأمين العام: "نقاوم اليوم دفاعاً عن أهلنا وأرضنا المحتلة والتي كفلها الدستور وضمنها البيان الوزاري، ونصرة للشعب الفلسطيني المقهور، لقناعتنا أن طبيعة وتاريخ العدو الصهيوني يؤّكّد أن أطماعه في بلداننا وإجرامه بحقّ أبنائنا طيلة العقود الماضية وإلى وقتنا هذا لا حدّ لها وهذا أمرٌ لا يحتاج إلى دليل، ولا يناقش فيه إلاّ من جانب الصواب وجانب الحقيقة". وأكّد الأمين العام على أنّ "الجماعة ترفض ظاهرة انتشار السلاح في المدن والعواصم، ونشدّد على ضرورة نزع كلّ تلك المظاهر، إلاّ ما تحتاجه طبيعة المعركة على الجبهة الجنوبية حصراً". ودعا الأمين العام إلى أن تكون المقاومة "محلاً لتقريب المسافات بين اللبنانيين وفرصة للتلاقي لا مناسبة للشقاق والنزاع والتباعد، خاصة في هذا الزمن الصعب واللحظة الحرجة والتي نحن بأمسّ الحاجة إلى وحدة الصف وجمع الكلمة إزاء عدوّ طامع ومجرم ولا حدّ لعدوانه وعنصريته"... وختم الأمين العام: "سنمارس مقاومتنا الحكيمة الرشيدة إلى حين الاتفاق على استراتيجية دفاعية تشكّل حماية ومنعة لأهلنا ووطننا"، مشيرا الى "أنّنا قدّمنا ورقة بذلك منذ سنوات ولم تلق آذاً صاغية". هذا وقد حضر حفل الإفطار نقيب محرّري الصحافة اللبنانية الأستاذ جوزيف القصيفي، وأعضاء من النقابة، الأمين العام السابق للجماعة الأستاذ عزّام الأيّوبي، رئيس المكتب السياسي الأستاذ علي أبو ياسين، أعضاء من المكتبين السياسي والإعلامي للجماعة، وحشد كبير من الصحفيين والإعلاميين مثّلوا مختلف الاتجاهات الإعلامية.