الحوت لـ"إذاعة الفجر": الطبقة السياسية تتحمل مسؤولية الإنهيار الكامل اذا استمرت في أدائها

الثلاثاء 22 أيلول 2020

Depositphotos_3381924_original

اعتبر رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان والنائب السابق الدكتور عماد الحوت في حديث لـ"إذاعة الفجر"، أنّ عملية تشكيل الحكومة باتت في عنق الزجاجة وفي طريق شبه مسدود نتيجة المراهنات الخارجية للفرقاء السياسيين واستمرار التسابق على تحقيق مكتسبات وممارسة المحاصصة.

وأكّد الحوت إلى أنّ الجماعة ترى أنّ موقف الرئيس المكلّف بالتمسّك بالقواعد الدستورية لتأليف الحكومة أمرٌ سليم ولا ينبغي التراجع أو التنازل عنه للعودة إلى ممارسات سابقة كانت تحاول من خلالها القوى السياسية وضع يدها على طريقة تشكيل الحكومة، كما ترى أنّ تخصيص أيّ حقيبة لأيّ طائفة هي مخالفة للطائف والدستور ومحاولة مكشوفة لتحقيق واقع جديد وتعديل في الدستور بحكم الأعراف والأمر الواقع، كما تدعو الجماعة رئيس الحكومة أن يستمر بالإصرار على تشكيل حكومة مصغّرة من اختصاصيين خارج تأثير الأحزاب المتشاركة في السلطة.

ورأى الحوت أنّ الطبقة السياسية ما زلت تستقوي بالخارج وتعمل على ابقاء لبنان ورقة بين يدي المحاور الخارجية وخاصة ما يتعلق بالمفاوضات الأمريكية الإيرانية التي قد ستتفعّل بعد الإنتخابات الرئاسية الأمريكية، وهو ما جعل لبنان ساحة للصراعات الخارجية مما انعكس سلباً على الداخل وأعاق تأليف الحكومة حينما زاد منسوب الإختلاف الأوروبي الأمريكي الإيراني، وجدّد الحوت موقف الجماعة الداعي إلى تحييد لبنان عن صراعات المحاور الدولية والإقليمية لأنّه لم يعد قادراً  على تحمل نتائج هذه الصراعات وانعكاساتها عليه، قائلاً " نحن قاب قوسين أو أدنى من الإنهيار الكامل وبالتالي فإنّ مصحلة لبنان اليوم أن نحيّده عن هذه الصراعات وأن تتوقف عملية الإستقواء بالخارج  حتى نستطيع الخروج من هذه الأزمة وتشكيل حكومة مصغرة من اختصاصيين".

وعن موقف رئيس الجمهورية المتمسك بالمداورة وعدم تخصيص حقيبة لأيّ طائفة، قال الحوت "إنّه جاء نتيجة لإصرار الرئيس المكلّف على اعتماد القواعد الدستورية في التأليف"، مشيراً إلى أنّ ذلك يدلّ على أنّ صلابة المواقف في بعض الأوقات تؤدي إلى تغيير مواقف الآخرين، وعن تعبير الرئيس عون "أنّ البلد ذاهب إلى جهنّم" اعتبر الحوت أنّ من يقوم بقيادة البلاد لا يصح له استخدام تعابير محبطة للمواطنين، وإن كان من واجبه مصارحتهم.

وفي الوقت ذاته، أشار الحوت إلى أنّ لبنان ذاهب إلى الإنهيار الكامل اذا استمرت الطبقة السياسية على أدائها، وهو ما يحتّم على اللبنانيين الضغط لتغيير وتحييد هذه الطبقة عن إدارة البلاد للخروج من الأزمة التي تعصف بالبلاد.