الحوت: لا رؤية مستقبلية للاقتصاد، أو رؤية اسكانية، ولا رؤية لفرص العمل، ولا رؤية للتنمية، ولا للبيئة واللائحة تطول...
الثلاثاء 28 أيار 2019
اليوم، بعد مقابلتي مع الاعلامية نوال ليشا عبود في صوت لبنان، ازددت قناعةً بحجم الجريمة التي قامت بها اطياف الطبقة السياسية حين فضّلت ان تمارس التعطيل بعضها على بعض بدل الاتفاق على رؤية مستقبلية مشتركة للبلد، فلا رؤية مستقبلية للاقتصاد، أو رؤية اسكانية، ولا رؤية لفرص العمل، ولا رؤية للتنمية، ولا للبيئة واللائحة تطول...
في مقابلة اليوم كنا نناقش موضوع قانون الايجارات الجديد، الذي أريد منه ان يفتح صفحة جديدة بين المالك القديم والمستأجر القديم، وأن يحمّل الدولة عبء تصحيح الخلل الذي أوجدته نتيجة اهمالها للملف لسنواتٍ طويلة، من خلال ادراج حساب المساعدات في نص القانون للتخفيف عن عاتق المستأجر وعدم الاخلال باستقراره وامنه المعيشي وفي نفس الوقت انصاف المالك، فإذا بالطرفين يعيشان حالة توتر، وكيف لا:
- والسياسة الاسكانية للدولة غير موجودة.
- ولا اولوية للطبقة الوسطى والمحدودة الدخل من خلال انشاء شقق شعبية.
- وما زال اقتراح قانون الايجار التملكي حبيس الادراج.
- وليس هناك سياسة واضحة للحكومة للتعامل مع المسنين من ابناء الشعب اللبناني، الذين اعطوا زهرة شبابهم للمشاركة في الانتاج، فكافأتهم السلطة بالاهمال وغياب الرعاية وترك هذا العبء للمؤسسات الاجتماعية.
- وليس هناك تفكير جدي برؤية اقتصادية انتاجية وليس ريعية توجد فرص عمل مستدامة وليس موسمية من خلال اللجوء للاستدانة كل عدد من السنوات.
وغير ذلك من الهموم كثير...
لا اكتب هذه الكلمات لأعبر عن احباط في داخلي، فما تعودت نفسي اليأس أبداً، ولا لأزيد من احباط الناس، بل لأحرض نفسي واياهم على نهج المراقبة والمحاسبة الواعية لكل مسؤول ساهم ويساهم فيما وصلنا اليه من تدهور اقتصادي-اجتماعي،
وكل مسؤول يعطي الأولوية للخطاب الشعبي والشعبوية على الخطاب العلمي والمنطقي،
وكل مسؤول يتكلم عن محاربة الفساد ويمارس المحسوبية في أبشع صورها،
وأخيراً كل مسؤول يمارس هواية نيرون الذي احرق روما، من خلال الخطاب الطائفي الذي يضع اللبنانيين في وجه بعض ليحافظ على زعامته.
اختم بكلامٍ معبر لجبران خليل جبران: "ويلٌ لأمةٍ تكثر فيها المذاهب والطوائف وتخلو من الدين، ويلٌ لأمة تلبس مما لا تنسج، وتأكل مما لا تزرع، وتشرب مما لا تعصر... ويلٌ لأمة مقسمةٍ الى اجزاء وكل جزء يحسب نفسه فيها أمة".
الدكتور عماد الحوت