الحوت: جميع الطبقة السياسية تتحمل مسؤولية التعطيل وآن الأوان لطرح حكومة الاقطاب او الكفاءات

الأربعاء 9 كانون الثاني 2019

Depositphotos_3381924_original

قال رئيس الدائرة السياسية في الجماعة الإسلامية د. عماد الحوت بحديث لـ إذاعة الفجر إن "الواقع الإقتصادي والإجتماعي العام في البلد بات بغاية السوء، ما يدل على فشل الطبقة السياسية في إدارة مقاليد البلاد بكل المقاييس وعدم قدرتها على أن تكون بخدمة المواطن بدلاً من أن تسخّر المواقع لمصالحها الذاتية وتقاسم الحصص السياسية فيما بينها، بعد أن فوّضها الشعب اللبناني بإدارة البلد بموجب الإنتخابات النيابية. وبالتالي، آن الأوان لهذه الطبقة السياسية بأن تعود خطوة للوراء وتعيد زمام الأمور للبنانيين الذين إنتخبوها مؤخراً."
واضاف الحوت أن "السبب الرئيسي لتعطيل تشكيل الحكومة هو شراهة القوى السياسية بالسيطرة على قرار الدولة، ومحاولة كل فريق زيادة حصته بالحكومة، التي تمثل بالنسبة لهم مكاناً تنافسياً لإثبات ذاتهم قوتهم وليست مجالاً لإدارة شؤون الدولة. وبالتالي، فإن هذه القوى السياسية تحاول الحصول على الثلث المعطل للتحكم بقرارات الحكومة من جهة أولى، والإثبات أولوية حصول بعضها على رئاسة الجمهورية من جهة ثانية، وربط البعض الآخر عملية تشكيل الحكومة بتسوية العلاقات مع سوريا. وهذه العوامل كلها هي جزء من أسباب عدم تشكيل الحكومة حتى اللحظة، فيما اللبنانيون يئسوا من الوضع الراهن وهم يواجهون مخاطر مشاكلهم اليومية، التي تنأى الطبقة السياسية بنفسها عنها".
وأوضح الحوت أن "الرئيس المكلف سعد الحريري لا يتحمّل مسؤولية التعطيل بشكل مباشر لأن المعطّلين هم الذين يخوضون الآن معركة الرئاسة قبل أربع سنوات على إستحقاقها، وهم الذين يربطون من جديد مصير لبنان بمصير النظام السوري، وهم الذين يريدون أن يفرضوا انفسهم على الحكومة من دون إمتلاكهم القدرة على التمثيل الحقيقي في الشارع اللبناني. لكن الرئيس المكلف يتحمّل جزءاً من مسؤولية التعطيل، وذلك حين رضخ لجميع المعايير التي فرضها البعض لتأمين مصالحهم وتوازناتهم".
ودعا الحوت "للتوقف عن المعايير الفاشلة والذهاب لحكومة أقطاب أو كفاءات بعيدة عن التناتش السياسي، لتعطي اللبنانيين جرعة من الثقة بالدولة"، وإعتبر الحوت أن مفاعيل القمة الإقتصادية في بيروت لن تكون ذات تأثير واسع على واقع لبنان في ظل انشغال الدول العربية بمشاكلها الداخلية، خاصةً وأن لبنان غير جاهز أصلاً لإستقبال مفاعيل أية قمة في ظل التعطيل القائم.