منسق حملة "التطبيع جريمة" في حوار مع المركز الفلسطيني للإعلام

الإثنين 12 تشرين الثاني 2018

Depositphotos_3381924_original

التطبيع لأهداف سلطوية تتناقض مع مصالح الدول العربية

قال منسّق حملة "التطبيع جريمة" وسام حجّار: إن التطبيع جريمة؛ لأن المطبعين يطعنون كل التضحيات التي قدّمها الشعب الفلسطيني والأمّة، ولأنهم يساهمون في نحر القضية الفلسطينية العادلة من الوريد إلى الوريد.

وعد حجار في سياق مقابلة مع "المركز الفلسطيني للإعلام" أن "التطبيع خيانة لدماء الشهداء ولكل التضحيات التي قُدمت من أجل فلسطين، وهو خيانة لله ولرسوله وللعدالة الإنسانية جمعاء".

يشار إلى أن حملة "التطبيع جريمة" انطلقت مؤخرا، ويشارك فيها عدد كبير من المؤسسات المناهضة للتطبيع، منها هيئة نصرة الأقصى في لبنان، والمركز الفلسطيني لمقاومة التطبيع.

وحدد حجّار أهداف الحملة بـ"إظهار المخاطر السياسية جرّاء التطبيع، والتركيز على أن الكيان الصهيوني كيان مصطنع وغاصب، ولا يمكن بحال من الأحوال أن يصير طبيعياً، وتعبئة الشعوب العربية للضغط على الحكام لتعديل سلوكهم فيما يخص التطبيع".

كما أوضح أن الحملة تهدف إلى "رفع معنويات الأمة وتبيان قدرتها على مقاومة التطبيع، وتوضيح المخاطر الاقتصادية من جراء التطبيع، والتأكيد أن الفلسطينيين ليسوا وحدهم في المقاومة، بل تسندهم أمة عربية وإسلامية ترفض رفضاً قاطعاً عمليات التطبيع".

أما الجهات التي تدير الحملة فهي، حسب حجار، "هيئة نصرة الأقصى في لبنان والمركز الفلسطيني لمقاومة التطبيع، والكثير من الجهات والمؤسسات الداعمة، تتنوع ما بين مؤسسات إعلامية وثقافية وطلابية ودينية في لبنان والعالم العربي، وضعت كل إمكانياتها للمشاركة في إنجاح هذه الحملة، وهناك الكثير من المؤسسات والشخصيات الرسمية والشعبية التي سيتم زيارتها ووضعها في صورة الحملة وأهدافها".

وأضاف أنّ "الحملة عمومًا هي حملة شعبية تهدف إلى استنهاض الشعوب العربية على رفض التطبيع مع الاحتلال، وتقديم شرح مفصل عن مخاطر هذا التطبيع على بلداننا أولاً وعلى القضية الفلسطينية ثانياً".

ومع ذلك ستخاطب إدارة الحملة مكتب المقاطعة في الجامعة العربية والطلب منهم تحمل مسؤولياتهم، وتفعيل دورهم في عملية المقاطعة، حسب حجار.

ويقسم حجار الوسائل التي ستعتمدها الحملة إلى ثلاثة أقسام؛ "الأول هو الإعلام التقليدي؛ حيث بدأنا بالتواصل مع المؤسسات الإعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة لتسليط الضوء على القضية".

والقسم الثاني سوف يأخذ طابع الإعلام الاجتماعي والحملات الإلكترونية، عبر بروموهات وتصميمات خاصة بالحملة، وذروة هذه الحملة الإلكترونية سوف تكون يوم السبت القادم؛ حيث يكون هناك حملة تغريد على جميع منصات التواصل الاجتماعي تحت وسم #لا_للتطبيع".

وآخر الوسائل هي "زيارات وعقد ندوات لشخصيات سياسية ودينية، رسمية وشعبية تسلط الضوء على خطورة التطبيع من جميع جوانبه السياسية والشعبية والاقتصادية".

ويُعدد حجار بعض مخاطر التطبيع الذي "سوف يوهن نفسية الأمّة، ويُضعف قدرتها على مواجهة الأخطار الخارجية، فالتطبيع يشكل اعتداءً على هوية فلسطين التاريخية والثقافية والدينية، وهو تشجيع للكيان الصهيوني على التمادي بالاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية وتهويد الأراضي، كما أن التطبيع سيشجع دول العالم المترددة، من أجل علاقات مفتوحة مع الكيان".

وتابع "كذلك للتطبيع مخاطر اقتصادية، تتمثل بعدم قدرة العرب على منافسة البضائع الإسرائيلية المدعومة بالأساس، والمقاطعة في الماضي كادت تؤدي إلى انهيار اقتصادي واسع في الكيان الصهيوني، كما أن المقاطعة فعل مارسته شعوب كثيرة قبلنا، من المهاتما غاندي في الهند إلى ذوي البشرة السمراء في أمريكا".

ويلخص بعض أهداف الاحتلال من التطبيع بالقول: إنه "سيقود إلى تدخل إضافي للكيان الصهيوني بالواقع العربي، ومن ثمّ زرع فتن إضافية بين الدول العربية".

كما أن الهدف الأساسي من التطبيع هو القضاء الممنهج للقضية الفلسطينية وحق العودة، وتمرير ما يسمى بصفقة القرن، كما أن التطبيع سيحرج الكثير من المؤسسات الأجنبية الكبيرة التي تقاطع الكيان الصهيوني، ومنها منظمة BDS.

وعن رأيه بردود فعل الشارع العربي من التطبيع الحاصل يقول: "باختصار شديد ومن خلال تواصلنا ورصدنا لتحركات الشعوب العربية كافة من المحيط إلى الخليج، نجد أن هذه الشعوب شعوب حية، محبة لفلسطين ومستعدة لتقديم الغالي والنفيس من أجل هذه القضية العادلة والمحقة، ولكن للأسف هذه الشعوب تعيش حالة من القمع وكتمان للصوت، فنحن من هنا ومن هذا المنبر الكريم نود أن نوجه تحية للشعب الكويتي والقطري والعُماني والتونسي وإلى جميع الشعوب العربية الحية، التي كانت لها مواقف لافتة في رفضها للتطبيع مع  الكيان الغاصب في الأسابيع الماضية، وهذه عينة صريحة وواضحة من أبناء أمتنا الشرفاء".

وأعرب منسق حملة "التطبيع جريمة" وسام حجار عن أمله "من جميع الأنظمة العربية التي تتسابق على التطبيع مع العدو، أن تعود إلى رشدها وإلى ثقافتها وعروبتها، وأن تلتحم بشعوبها، وأن تكون سنداً لفلسطين وقضيتها، لأننا نؤمن أننا ندافع عن قضية وطنية وإنسانية محقة وعادلة، والقضايا العادلة لا بد لها أن تنتصر".


كما وأجرى منسق حملة "التطبيع جريمة" وسام الحجار عدداً من اللقاءات الصحفية شدد خلالها على ضرورة مواجهة التطبيع، والتنسيق والتكامل بين المنظمات المناهضة للتطبيع. محذّراً من أن التسابق بين الأنظمة العربية لإنجاز التطبيع مع الكيان الصهيوني هو لأهداف سلطوية تتناقض مع مصالح الدول العربية.
كلام الحجار جاء خلال لقاءات منفصلة شملت كلاً من قناة القدس الفضائية، فضائية المنار، إذاعة صوت الأقصى، والمركز الفلسطيني للإعلام. واعتبر أن الفعاليات المناهضة للتطبيع، والتي تشهدها الكثير من المناطق العربية، تثبت أن مزاج الأمّة العام منحاز إلى خيار المقاومة ضد الاحتلال، ورافض لأي شكل من أشكال التطبيع. ودعا الحجار إلى التغريد الكثيف على هاشتاغ: #التطبيع_جريمة
ويُذكر أن حملة "التطبيع جريمة" انطلقت في 11/11/2018، بتنظيم من "هيئة نصر الأقصى في لبنان" و"المركز الفلسطيني لمقاومة التطبيع"، بمساندة عدد كبير من المؤسسات والجمعيات والشخصيات البارزة في العالم العربي. وضمن أهدافها التصدي لموجة التطبيع الرسمية، وإظهار المخاطر.