سنّة لبنان.. في ميزان القوة والضعف
الجمعة 2 تشرين الثاني 2018
بسام حمود: تماسك الجماعة
تحت عنوان: "سنّة لبنان بميزان القوة والضعف والعتب على السعودية"، كتبت جنى الدهيبي في جريدة "المدن" الإلكترونية: لم يختبر أهل السنّة في لبنان "حساسيّةً"، كتلك التي يعيشها على امتداد أكثر من عقد. جمهور مصاب بنوع من الازدواجية والمشاعر المتضاربة. فحساسيّته تجاه خصومه، لا تقلّ ضراوتها عن حساسيّته تجاه قياداته ورموزه السياسية، المحليّة والإقليميّة. يعبّر الشارع السّني في لبنان عن "مظلوميّة"، يعتقد بوجودها بشتّى الأشكال. لكنّه في المقابل، يصرُّ على قوّته المؤثرة والوازنة في التركيبة اللبنانية، كمًّا ونوعًا. يشعرُ بتمايزٍ لامتلاكه عُرفاً دستوريًا برئاسة السلطة التنفيذيّة، ثمّ ما يلبثُ أن يتحسس الخيبة، وهو يجد في هذه السلطة الحكومية مساحةً مخروقةً لتقديم التنازلات على حسابه، واحدًا تلو الآخر.
واقعُ سنّة لبنان، لا ينفصل عن مسارٍ طويلٍ من الأحداث التاريخيّة والمفصليّة. في التاريخ الحديث، ثمّة منعطفات بالغة الأثر في مصير الطائفة، اختبرتها صعودًا وهبوطاً. بدءًا من العام 1990، بعد أن انتهت الحرب الأهليّة باتفاق الطائف، الذي تم التوصل إليه برعاية المملكة العربية السعودية، وتمتعت على إثره الطائفة السنية بنفوذ كبير، من خلال سلطة رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري.. مرورًا بالعام 2005، لحظة اغتيال الحريري، الذي تسبب بفجوة فراغٍ في قيادة الطائفة وأفقدها زعيماً وسنداً قويّاً.. وصولاً إلى العام 2011، لحظة اندلاع الحرب في سوريا، التي انعكست تداعياتها على واقع الطائفة في لبنان بمختلف المستويات، وأدخلتها في نفقٍ طويلٍ من الهواجس، لم تخرج منه حتّى اليوم، ليبقى السؤال: هل يخشى سنّة لبنان من محاولات تقليص دورهم وإقصائهم تدريجيّاً من السلطة السياسية؟
في الآونة الأخيرة، بدا واضحًا أنّه في كلِّ قضيّةٍ داخلية أو خارجيّة تمسُّ الطائفة، يندلع سجالٌ سنيّ – سنيّ، يتخلله تصادم حاد في الآراء والمواقف. قد يُسجل هذا لصالحها، لما تشهده هذه الجماعة من حيويّةٍ في النقد والنقاش الداخلي، بمنأى عن التساؤلات المطروحة حول مسارها ومصيرها، الذي لا ينفصل داخلياً عن واقعها الإقليمي.
أربع شخصياتٍ حاورتها "المدن". أربع شخصيات، قدّمت قراءات مختلفة في مشهد الطائفة السنيّة وأحوالها بلبنان، وتأثيرات ارتباطها بالواقع الإقليمي، من زوايا متباينة.
بسام حمود: تماسك الجماعة
في المقابل، يعتبر نائب رئيس المكتب السياسي في الجماعة الإسلامية بسام حمود، أنّه لا بدّ من الدعوة للقاء سياسي تشاوري يجمع الأقطاب والأحزاب السنية الفاعلة، لمزيد من تماسك الصف والتمسك بالدولة العادلة والفاعلة، حتّى تحافظ من خلال التوازن الداخلي مع كل الأفرقاء على ما تبقى من وطن. فـ "في خضم هذه الأهوال التي تعصف بالإقليم، يجد سنة لبنان أنهم ليسوا على أفضل حال، حيال فائض القوة التي تشعر به بعض القوى المحلية وتحاول صرفه في الداخل اللبناني، والذي يأتي على حساب صلاحيات ومواقع الطائفة السنية السياسية، التي لا بدّ لقياداتها السياسية والدينية أن تحرص بالدعوة إلى هكذا لقاء".
إقليمياً، يشير حمود إلى أنّ الطائفة السنيّة عموماً والجماعة خصوصاً، لطالما دعت إلى بناء أفضل العلاقات مع المحيط العربي والإسلامي. لكن، بما أنّ كل الطوائف والأحزاب والقوى في لبنان، لها ارتباطات خارجية، وطالما هذا هو واقع الحال، "ندعو لأن تكون هذه العلاقات لتحقيق مصلحة لبنان على حساب الخارج وليس العكس".
المصدر: جنى الدهيبي - المدن
https://www.almodon.com/politics/2018/11/2/سنة-لبنان-بميزان-القوة-والضعف-والعتب-على-السعودية