كلمة الدكتور عماد الحوت في الافطار السنوي الثالث لجمعية الامل للرعاية والانمية الاجتماعية

الجمعة 8 حزيران 2018

Depositphotos_3381924_original

 ما اجمل ان نلتقي بالأصدقاء والمحبين بمناسبة شهررمضان المبارك لنفرح فرحتين، فرحة اللقاء والتواصل مع شركائنا في نهضة مجتمعنا بمختلف شرائحه، وفرحة فرصة أن يغفر الله لنا كل ذنب سابق وأن نفتح مع الله صفحة جديدة (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)،

أيها الحضور الكريم،
لقد كان عبد الله بن أم مكتوم رجلاً أعمى البصر وكان مقبلاً على رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وكان الرسول منشغلاً عنه بدعوة كبار قريش، فنزلت الأيات (عبس وتولّى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعلّه يزّكى أو يذّكر فتنفعه الذكرى)، وتدور الايام فيصبح ابن أم مكتوم أحد مؤذنَي الرسول يعتمد عليه المبصرون في معرفة دخول أوقات الصلاة، ثم تدور الايام فيؤمّره الرسول على المدينة المنورة أثناء مغادرته لها.
هكذا يمارس دمج الاشخاص ذوي الإعاقة فعلاً لا قولاً، وهكذا يكون الإيمان بأنه إذا كانت الأقدار قد غيّبت جزءاً من جسم الإنسان صاحب الإعاقة، فهي لم تغيّب لديه الإرادة في أن يكون عنصر قوةٍ للمجتمع وليس نقطة ضعفٍ فيه كما يصرّ البعض.
لذلك نحن مستمرون في جمعية الأمل للرعاية والتنمية الاجتماعية في مختلف مبادرات الدمج مثل مسابقة ابداعات السنوية ومثل وضع مراجيح خاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة في الحدائق العامة في بيروت وصيدا وغيرها من المناطق الى جانب المراجيح العادية الأخرى.

أيها الأصدقاء،
عندما تغيب السياسات الحكومية الرامية لتنمية المجتمع، تزداد الحاجة الى مؤسسات المجتمع الأهلي لتملأ فراع هذا الغياب،
وعندما تنشغل الطبقة السياسية الحاكمة بحصصها عن هموم الناس لتشكيل حكومة من 32 وزير في بلدٍ بلغ دينه العام 80 مليار دولار، بينما حجم حكومة سويسرا 8 وزارات وحكومة فرنسا 18 وزير،
عندما يكون كل ذلك، تزداد حاجتنا لمبادرات المجتمع الأهلي في مختلف القطاعات فنحتاج لدار الأيتام الإسلامية، والى جمعية المقاصد الإسلامية، والى جمعية التربية الإسلامية، والى الجمعية الطبية الإسلامية، والى جمعية الأمل للرعاية والتنمية الاجتماعية والى غيرهم من المؤسسات الفاعلة،
ولكننا نحتاج فوق هذا لتكامل الجهود في شبكة مؤسسات تتعاون فيما بينها فيزداد الأثر ويقوي بعضها بعضاً،
ونحتاج أيضاً الى أن ينتشر مفهوم التكافل في المجتمع، فيحمل القويُ منا الضعيف، ويقوم افراد المجتمع بدعم هذه المؤسسات بالمال والإمكانات حتى ننهض بمجتمعنا بقدراتنا الذاتية وهي كثيرة إن أحسنّا توظيفها بعيداً عن الأنانيات والحسابات الضيقة.

ختاماً، إن الله لا ينظر الى صوركم ولا الى أموالكم، ولكن ينظر الى قلوبكم وأعمالكم،
وأحب الناس الى الله أنفعهم لعباده،
تقبل الله منكم الصيام والقيام والزكاة والصدقات والمبادرات وكل عامٍ وأنتم بخير.