الجماعة الاسلامية تواجه الحصار.. ما هي الخيارات؟
الخميس 8 شباط 2018
غسان ريفي
كثيرة هي الرسائل التي وصلت بالواسطة أو بشكل غير مباشر الى الجماعة الاسلامية حول غضب سعودي ومصري عليها، قد يمنع بعض التيارات السياسية من التحالف معها في الانتخابات النيابية المقبلة حرصا على عدم إثارة حفيظة دولتين إقليميتين لهما تأثيرهما السياسي في لبنان، وتسعيان الى محاصرة “الاخوان” في كل مكان.
لم تطلق الجماعة الاسلامية إتصالاتها السياسية والانتخابية بشكل رسمي حتى الآن، بل تكتفي حاليا بعمليات ″جس نبض″ بانتظار أن يستكمل المكتب العام برئاسة الأمين العام عزام الأيوبي تسمية كل المرشحين الى الانتخابات المقبلة.
من المفترض أن يعقد المكتب العام إجتماعه اليوم الخميس لكي يحسم أمر المرشحين بشكل نهائي، علما أن ثمة مرشحين للجماعة إتخذ القرار بتسميتهم وهم: رئيس المكتب السياسي النائب السابق أسعد هرموش في الضنية، النائب عماد الحوت في بيروت، الدكتور وسيم علوان في طرابلس، محمد شديد في عكار، الدكتور بسام حمود في صيدا.
أما المرشحين الذين ينتظرون تثبيت ترشيحهم من المكتب العام اليوم فهم: يوسف جاجية في المنية، محمد قداح أو أحمد عثمان في جبل لبنان، وعلي أبو ياسين في البقاع، أو ربما تطرأ خلال النقاشات أسماء جديدة قد تحل مكان الأسماء المطروحة.
تدرك الجماعة الاسلامية أن مهمتها لن تكون سهلة، لذلك فقد وضعت خطة من عدة بنود لمنع حصول أية مفاجآت يمكن أن تنعكس عليها سلبا، خصوصا أن القانون الانتخابي الجديد يشكل لها فرصة سانحة إما بإحداث خرق في هذه اللوائح أو بإثبات وجودها كقوة إنتخابية إسلامية على الساحة اللبنانية، خصوصا أن هذا القانون كفيل بتحديد أحجام كل التيارات السياسية بفعل الصوت التفضيلي.
كل الخيارات الانتخابية مفتوحة أمام الجماعة الاسلامية، حيث ترى مصادر قيادية فيها أنه “في حال تمّ التحالف مع تيار المستقبل، فمن المفترض أن يكون مركزيا وأن ينسحب على كل لبنان، وأن يترجم في بيروت وفي طرابلس وسائر الدوائر الأخرى، لأنه من غير الممكن أن نكون مع المستقبل في بيروت وأن نكون مع خصومه في طرابلس، إلا في حالات نادرة”.
وتشير المصادر الى أنه إذا لم يحصل التحالف مع المستقبل، فإن البدائل ستكون كثيرة، ففي بيروت ربما تكون الجماعة الى جانب لائحة فؤاد مخزومي أو لائحة الشخصيات البيروتية، أو المجتمع المدني، وفي صيدا ـ جزين ربما يكون للجماعة لائحتها المستقلة، أو أن تكون مع عبدالرحمن البزري.
وتقول هذه المصادر: في دائرة طرابلس، الضنية والمنية الخيارات واسعة جدا، خصوصا أن العلاقة متينة مع الرئيس نجيب ميقاتي، وجيدة مع اللواء أشرف ريفي، من دون إستبعاد فرضية أن تكون الجماعة الى جانب المجتمع المدني الذي سيكون له أكثر من لائحة أو ربما تتجه الى أن يكون لها لائحتها المستقلة خصوصا أن لها ثلاثة مرشحين في هذه الدائرة يمكن أن يشكلوا نواة لائحة إسلامية أو مشتركة مع شخصيات مستقلة، أما في عكار فقد يشكل تحالف النائب خالد الضاهر مع القوات اللبنانية خيارا للجماعة.
تقول المصادر القيادية في الجماعة: نحن منفتحون على جميع الأطراف، وننتظر حسم أسماء سائر المرشحين في المنية والبقاع وجبل لبنان لكي نباشر الاتصالات الرسمية مع التيارات السياسية.
وردا على سؤال حول الحصار السعودي ـ المصري الذي يمكن أن تواجهه الجماعة، تقول هذه المصادر: نحن نسمع الشيء ونقيضه، فالرسائل غير المباشرة شيئ والواقع شيئ آخر، لكن في كل الأحوال نحن تنظيم إسلامي له تاريخ نضالي طويل، وله إمتداده على مستوى العالم، وخياراتنا واسعة وعلاقاتنا جيدة مع الجميع، وحضورنا وازن في المناطق التي تقدمنا فيها بترشيحات، لذلك لن نعدم وسيلة في إيجاد التحالفات المناسبة، خصوصا أن هذه الانتخابات ستكشف الأحجام الحقيقية لبعض التيارات من خلال الأصوات التفضيلية.
http://safiralchamal.com/2018/02/08/%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%85%d8%a7%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d9%88%d8%a7%d8%ac%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b5%d8%a7%d8%b1-%d9%85%d8%a7-%d9%87%d9%8a-%d8%a7/