وفد من الجماعة الاسلامية في جبل لبنان يجول على الاديرة في اقليم الخروب مهنئا بعيد الميلاد
الثلاثاء 26 كانون الأول 2017
جال وفد من قيادة الجماعة الإسلامية في جبل لبنان، على الأديرة في منطقة اقليم الخروب وساحل الشوف، وقدم التهنئة بعيد الميلاد، وضم الوفد رئيس مجلس محافظة جبل لبنان في الجماعة المهندس محمد قداح، المسؤول السياسي المهندس عمر سراج، عضو المكتب العام الشيخ احمد عثمان واعضاء مكتب الجماعة في في الجبل.
دير المخلص
وكانت بداية الجولة من دير المخلص في جون، حيث التقى الوفد بالرئيس العام للرهبانية المخلصية الأرشمندريت انطوان ديب وعدد من الرهبان، وقدم لهم التهاني بعيد الميلاد، حيث كانت مناسبة تم خلالها البحث في الاوضاع العامة.
وتحدث عثمان، فنقل تحيات الجماعة والتهاني بالعيد، ثم تطرق الى موضع مدينة القدس،فحيا موقف الكنيسة على مستوى العالم العربي ككل، وموقف الفاتيكان"، مشيرا الى "انه كان موقفا مميزا فيما يعني القضية الفلسطينية"، وقال:" ان فلسطين ما زالت تجمع، واليوم هناك موقف عادل وحق للإنسان الفلسطيني، وهناك حقوق تاريخية"، وشدد على" ان ما يطرحه اليهود من حقوق تاريخبة باطلة"، مؤكدا "انهم يزورون التاريخ، وان كان هناك جانب من التاريخ قد مر وكان لليهود وجود في فلسطين مثلهم مثل اي دين من الأديان ، لكن هذا لا يلغي وجود الاديان الاخرى والشعوب الاخرى".
وشدد عثمان على" ان الحقوق لا تموت بالتقاضم، فلسطين دولة احتلت واليهود صادروا املاك الناس واخرجوهم من ارضهم."
وأضاف "اصل القدس ان تكون مدينة مفتوحة وميزتها بالنسبة للمدن الاخرى، انها مدينة عريقة بالتاريخ ومرت عليها كل الأديان .وبالعهدة العمرية وعندما دخل عمر ابن الخطاب الى القدس اعطاهم الامان لاهلها، واعتبر عمر الخطاب ان القدس يجب ان تبقى مدينة مفتوحة تجمع كل الاديان ورفض ان يصلي في كنيسة القيامة كي لا ياتي من بعده احد ويقول عمر ابن الخطاب صلى هنا وهذا من حقنا بل هو قال ان هذه من حق المسيحيين ، اذا للمسلمين فيها حقوق وللمسيحيين لهم فيها حقوق وفيها اثار تاريخية وهي مهد المسيح".
وتابع " ان موقف الكنيسة موقف مشرف والاعياد التي مرت في فلسطين اكدت اننا نشعر بفخر واعتزاز عندما رأينا التلاحم الفلسطيني الموحد".
ديب
بدوره رحب ديب بوفد الجماعة، شاكرا له على هذه الاخوة الصادقة، معتبرا ان المشكلة هي في عدم وعينا كشعب عربي، مشددا على ان القدس يجب ان تكون مدينة للجميع، معتبرا انه وكأنها آخر لقمة تؤكل من مشروع يدرس ويخطط له منذ سنوات طويلة، منبها انه اذا اخذت القدس انتهينا جميعا، مشيرا الى ان صدور هذا القرار عن اكبر دولة في العالم له ابعاد واهداف عديدة وليس قرارا عابرا او عاديا، خصوصا وانه يتزامن مع اوضاع صعبة وخطيرة تتعرض لها الدول العربية، حيث منذ خمس،سنوات والدول العربية تشتعل بالنار والبارود وتذهب كل امكاناتها الى اماكن اخرى ومعينة"، مؤكدا ان موقف الكنيسة الكاثوليكية العربية وفي العالم، وموقف الفاتيكان، منذ العام 1948 هو نفسه وموقف ثابت مع القضية الفلسطينية، وحتى اكثر من المواقف العربية وحتى اكثر الموقف الفلسطيني بحد ذاته، ولفت ديب الى ان المطران حجار مطران الجليل في حيفا، اغتالوه قبل العام 1948 ، لأنه حذر من مخاطر تطبيق وعد بلفور في فلسطين، لذلك نحن نعتبره شهيد القضية الفلسطينية."
وفي الشأن اللبناني الداخلي شدد ديب على اهمية وضرورة الوحدة والتلاقي والتواصل بين الطوائف والمذاهب اللبنانية وجميع الاطراف، واحترام خصوصيات الآخر، الذي يشكل هذه الباقة الجميلة للبنان.
دير سيدة البشارة
ثم انتقل الوفد الى دير سيدة البشارة، والتقى الرئيسة العامة للراهبات الباسيليات المخلصيات الأم منى وازن وعددا من الراهبات، حيث قدم الوفد تهنئة قيادة الجماعة الاسلامية بالأعياد، وتحدث الشيخ عثمان فأكد ان زيارة الراهبات تأتي في اطار التواصل والتلاقي مع اخوتنا في الوطنية والانسانية، مشددا على تمسك الجماعة الاسلامية بصيغة التعايش والعيش المسدشترك بين مختلف مذاهب وطوائف الوطن.
وتطرق عثمان الى القضية الفلسطينية ومدينة القدس، فأشاد بموقف الشعب الفلسطيني الواحد بسلميه ومسيحيه من القدس، والذين اكدوا ان القدس يجب ان تبقى مدينة مفتوحة للجميع، ولكن للأسف التعصب اليهودي، حيث هناك مشروع لليهود لإقامةالدولة اليهودية، مبديا الخشية من ان تلحق خطوة الرئيس الاميركي دونالد ترامب، خطوات أخرى، كالتاكيد على يهودية الدولة، وضرب حق العودة للفلسطينيين نهائيا، وهذا الموضوع يحدث ازمة ومشكلة في جميع دول الشتات، والفلسطينييون يخشون هذا الأمر، مشيرا الى انه في حال الغي حق عودة الفلسطينيين، فهذا يعني ان هناك اتجاه لايجاد وطن بديل للفلسطينيين او توطينهم في دول الشتات، مؤكدا ان هذه مشكلة كبيرة ولها تداعيات سلبية في الدول التي تستضيف الاخوة القلسطينيين ومنها لبنان، منوها بالموقف الفلسطيني المتمسك بحق العودة الى ارضهم ووطنهم وارزاقهم.
وأضاف عثمان، جئنا اليوم في زيارة اخوية، لنقدم لكم التهنئة بالعيد، وبالمناسبة نحي مواقف الكنائس الشرقية والغربية وموقفها من القدس، مشددا على ان القدس قضيتنا جميعا وهي الجامعة لنا، كموقف انساني على الاقل، كون الشعب الفلسطيني هجر واقتلع من ارضه اقتلاعا، لذلك من حقه كأي شعب من شعوب العالم ان يعيش بسلام، متمنيا ان يعم السلام جميع دول العام وننتهي من هذه الحرب العبثية التي نعاني منها جميعنا".
وردت وازن بكلمة شكرت فيها الجماعة الاسلامية على الزيارة والتواصل، وهذه اللفتة الكريمة، وأكدت ان الكنيسة ومن مبادئ الديانة المسيحية احترام حق اي انسان مهما كان دينه او لونه، ولا نميز ايضا بين انسان وآخر"، وأشارت الى ان رسالة الكنيسة في لبنان هي عدم التمييز بين انسان وآخر ولا بين مسلم ومسيحي"، وقالت :" نحن في رسالتنا نخدم الانسان، وهذا حق مقدس في ان يكون للانسان وطن وهوية وموقف في حياته الخاصة كائن من كان، فأنا لا يحق لي ان انتزع حق انسان والاستيلاء عليه، فمن هنا كان موقف قداسة البابا مع القضية الفلسطينية، وطلب منا تطبيق وتعميم هذا الموضوع فعليا على الارض، لا الابقاء على التصاريح فقط، واعتبرت ان الاعياد المسيحية والاسلامية هدفها واحد وهو الانسان، واكدت اذا بقينا على هذا الموقف لا يمكن لأحد ان يهزنا، متمنية ان تزوال هذه الغيمة السوداء التي تمر فوق لبنان والمنطقة العربية، وان يعود الحق في فلسطين الى أصحابها الاخوة الفلسطينيين لا اليهود."
دير مار شربل
بعدها انتقل الوفد الى الجية، وزار دير مار شربل، التابع للرهبانية المارونية اللبنانية، حيث قدم التهاني بالعيد لرئيس الدير الأب شربل القزي وعدد من الرهبان.
واختتمت الجولة بزيارة لدير مار جرجس في الناعمة، حيث التقى رئيس الدير الأب سليم نمور، وكانت مناسبة تم خلالها التطرق لعدد من القضايا، وكان تأكيد على اهمية وضرورة التواصل والتلاقي والعمل سويا لخدمة المنطقة ولبنان.
مطرانية صيدا
وبعد الجولة زار المسؤول السياسي للجماعة في جبل لبنان عمر سراج على رأس وفد، راعي ابرشية صيدا ودير القمر المارونية المطران مارون العمار في دار المطرانية في صيدا، وقدم له التهاني بالعيد.
احمد منصور