ماذا يفعل خالد الضاهر.. مع الجماعة؟

الثلاثاء 24 تشرين الأول 2017

Depositphotos_3381924_original



جنى الدهيبي   - المدن

في ظلّ الانقسام الحاد الذي تشهده الطائفة السنيّة في لبنان بين قياداتها، وما أفرزه من خطاب "المظلوميّة السنيّة"، لم تعد المعادلة السياسيّة– السنيّة كسابقاتها. إذ ثمّة جهودٌ تُبذل لخلق مقاربةٍ جديدة استعداداً للانتخابات النيابية المقبلة. وهذا ما ترجمه أخيراً سعي التيّارات الإسلاميّة السنيّة إلى الإلتفاف حول نفسها، بحثاً عن خطابٍ موحدٍ وأرضيّة مشتركة تنطلق منها في انتخابات 2018.

وما يتردد عن لقاءات تشاوريّة يجري عقدها بين النائب خالد الضاهر والجماعة الإسلاميّة وشخصيات إسلاميّة أخرى مستقلة، بهدف صوغِ إطارٍ يحدد دورها في الاستحقاق الانتخابي المقبل، وتحديداً في دائرتي طرابلس وعكار، بدأ يطرح السؤال عما إذا كان هناك توجه نحو تأسيس "تيار عقائدي"، يستعيد شيئاً من التوازن الذي فقده السنّة في لبنان.

يتفقُ كلٌّ من النائب خالد الضاهر والأمين العام للجماعة الإسلامية عزام الأيوبي، في حديثٍ إلى "المدن"، على أنّ إعلان "الاتفاق" لا يزال سابقاً لأوانه. لكنّ ذلك، لا ينفي جديّة اللقاءات التي تُعقد مع إسلاميين مستقلين، ونيّة التوحد لخوض المعركة الانتخابيّة بنفسٍ وخطابٍ مختلفيّن.

الضاهر، وهو أحد أبناء الجماعة، الذي نشأ فيها وتقلد العديد من المناصب التنظيمية والسياسية في صفوفها، دخل المجلس النيابي في العام 1996 على لوائحها. و"إن كانت بعض الظروف قد أبعدته عن الارتباط التنظيمي بالجماعة، إلا أنه مازال هناك كثير مما يربطنا به، لاسيما الشأن الإسلامي العام. أمّا بخصوص الانتخابات، فلا يوجد تصور مشترك ناضج حتى الآن، لكننا نتشاور مع مختلف الأطراف ومن بينها الضاهر، في محاولة لإنضاج التصور النهائي الأمثل لخوض الانتخابات المقبل"، يقول الأيوبي.

تنفي الجماعة أن تكون الممثل الوحيد للتيّار الإسلامي شمالاً، وهي لا تسعى إلى ذلك، إنما ترغب على الدوام بأن تتكامل مع بقية أطياف الساحة الإسلامية. "لكن، التطورات الأخيرة محليّاً وإقليميّاً ودوليّاً، وما أنتجته من تنظيمات إرهابيّة ومتطرفة، حمّلت الجماعة دوراً إضافياً مهماً، في إطار حماية الساحة الإسلامية السنيّة في لبنان من آثار هذا الإنحراف".

يشير الأيوبي إلى أنّ الجماعة تقوم حاليّاً بإنهاء المرحلة الأولى من إطلاق الحملة الانتخابية، إذ ستحسم خياراتها بخصوص مرشحيها في كل الدوائر التي تضم مقاعد للسنّة. ومن المفترض أن تبدأ هذه الخيارات بالظهور خلال الأيام أو الأسابيع القليلة المقبلة. كذلك، "ستلي هذه الخطوة مباشرة عملية دراسة الخريطة الانتخابية العامة، والفرص المتاحة من أجل اتخاذ القرار النهائي في شأن الدوائر التي سنكمل فيها مشوار الترشيح المباشر، والدوائر التي سنخوض فيها الانتخابات بسيناريوهات بديلة من الترشيح المباشر".

أما عن خريطة التحالفات فـ"من المبكر الحديث عنها". إذ من المتوقع ألا تبدأ بالظهور قبل بداية العام 2018، نتيجة التذبذب لدى معظم القوى السياسية من القانون الانتخابي الجديد. إلا أن الثابت، أن "أي تحالفات سننسجها لا بد أن تقوم على أساس تحقيق مصالح الساحة الإسلامية التي أستبيحت في السنوات الماضية".

وفي السياق نفسه، ينطلق الضاهر، وهو الخارج من عباءة تيّار المستقبل، من تأكيده البحث عن صيغة "إسلاميّة- سنيّة" صرف، إنطلاقاً من مبدأ الحاجة الملحة. ذلك أنّ المكوّن الوحيد في لبنان، "الذي لا يتمثل في السلطة بتيار أو حزب عقائدي، هو المكوّن السنّي. وقد دفعت الطائفة ثمن ذلك غاليّاً، في ظلّ ما تتعرض له من مظلوميّة واعتقالات تحت شبهة الإرهاب. فالسنة لا يشعرون بالاحباط فحسب، إنّما بالمهانة والاستهداف وعنف الأجهزة الأمنيّة في التعاطي معهم أيضاً؛ إلى جانب التنازل عن حقوقهم في تقلد المناصب والوظائف الحكوميّة".

العلاقة مع القيادات السنيّة
تحرص الجماعة الإسلاميّة على مبدأ صون العلاقات المتوازنة مع مختلف القوى السياسيّة السنيّة. وهي مع المستقبل، تضع الكرة في ملعبه. فـ"العلاقة مع المستقبل تحكمها جغرافيّاً انتشارنا في مختلف المناطق، وما تفرضه تلك الجغرافيا من تنافس حيناً وتقاطع في الملفات التي تهم جمهورنا في أحيان أخرى. ونحن رغم مرور هذه العلاقة بمحطات متفاوتة من الصعود والهبوط، وتأثرها بشكل أو بآخر برياح السياسات الإقليمية، خصوصاً تلك المتعلقة بالمواجهة مع الحركات الإسلامية، إلا أننا نحاول الفصل بين تلك السياسات ومصالح ساحتنا المشتركة لبنانياً، وحاجتها إلى تماسك الصف السني في مواجهة فرض الهيمنة من قبل بعض القوى اللبنانية على حسابنا. واستمرار هذه العلاقة أو انقطاعها، يبقى مرهوناً بمدى قدرة المستقبل على إبعاد نفسه عن التأثيرات الإقليمية"، يقول الأيوبي.

شمالاً، ورغم عدم حسم خيارات التحالف، "تبدو العلاقة مع الرئيس نجيب ميقاتي جيدة، إذ إننا لا نشعر كثيراً بوجود تأثيرات خارجية على علاقاته. بالتالي، فالحسابات الداخلية هي التي تحكم حجم تلك العلاقات".

أما عن العلاقة مع اللواء أشرف ريفي، فـ"هي من الناحية السياسية مستجدة، إذ لم ندخل في استحقاقات مشتركة سابقاً، وهناك حوار ثنائي هادئ ومحاولة لتلمس مدى القدرة على الوصول إلى تفاهمات مشتركة في أي استحقاق مقبل".

http://www.almodon.com/politics/2017/10/24/ماذا-يفعل-خالد-الضاهر-مع-الجماعة