احتفال حملة البهاء للحج والعمرة

الثلاثاء 17 تشرين الأول 2017

Depositphotos_3381924_original


استضاف مجمع مسجد بهاء الدين الحريري في صيدا احتفالا تكريمياً لحجاج بيت الله الحرام الذين أدوا المناسك هذا العام اقامتها حملة «البهاء للحج والعمرة»

نائب الجماعة الإسلامية د. عماد الحوت الذي شارك في احتفال حملة البهاء للحج والعمرة هنأ الحجاج الذين لبّوا نداء الرحمن. وشدد على أننا أحوج ما نكون في لبنان لوحدة ساحتنا وأن لا نبقى في حالة تفرق واستئثار وتفرد من أي جهة كانت، وذلك بأن نكون أصحاب مشروع مشترك لنهضة ساحتنا. وقال: كل جهة تخالف هذا التوجه إنما تضعف مجتمعها وتضعف نفسها قبل أي شيء آخر.


كلمة الحوت في احتفال التكريم:

الحديث في صيدا له نكهة خاصة، فحين تتحدث أمام أهل صيدا مقاومة العدو الصهيوني تدرك صعوبة المهمة، وحين تتحدث أمام أهل صيدا المستجد ومحرم العارفي تدرك أيضاً صعوبة الموقف، ولكننا تعودنا نحن أهل بيروت والاقليم وصيدا أن نعتبر أنفسنا مجتمعاً واحداً يعزز بعضه بعضاً ويفرح لإنجازات بعضه بعضاً.
لذلك انا سعيد بانجازات حملة البهاء للحج والعمرة التي جسدت هذا التواصل من خلال خدمتها للحجاج من مختلف المناطق، واسمحوا لي ان اتوجه بالشكر لفريق حملة البهاء للحج والعمرة وعلى رأسها الحاج مصطفى البيلاني أن أتاحوا لي شرف المشاركة في تكريم حجاج بيت الله الحرام، وكيف لا ازداد شرفاً بتكريمكم، وقد تركتم أهلكم ودياركم استجابة لنداء الرحمن وطمعاً في ضيافته فجزاكم على ذلك مغفرةً واسعة ورجعتم بيض الصحائف كيوم ولادتكم، فهنيئاً لكم رضى الرحمن ومغفرته، وهنيئاً لكم السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أيها الحجاج المكرمون،
إننا نتعلم منكم ومن محطات حجكم خريطة حياةٍ وسلوك تساعدنا على التمسك بصراط الله المستقيم وتمييز الحق من الباطل والتعامل مع الواقع من خلال قواعد ومعايير واضحة.

فإنتم حين لبستم ثياب الإحرام علمتمونا أن نتحرر من التعلق بالأرض والتوجه نحو رب السماء، (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين).

وأنتم حين طفتم حول الكعبة كنتم تعلمون أنها حجرٌ لا يضر ولا ينفع ولكنها رسالةْ بوجوب أن ندور مع شرع رب الكعبة، نلتزمه في جميع أحوالنا، نقبل على حلاله ونجتنب حرامه ونتقي الشبهات فيه.

وانتم بسعيكم بين الصفا والمروة، ذكرتمونا بثقة السيدة هاجر بربها وعدم استسلامها لواقعها وسعيها في عتمة الليل بين الجبلين حتى فجّر الله تحت قدمي رضيعها بئراً تسقي الناس الى يوم القيامة، وكذلك المؤمن لا ييأس وإنما يستمر بالسعي للإصلاح وتغيير الأمور نحو الأفضل.

أيها الحضور الكريم،
لأننا لا نفصل بين الدين والدنيا التزاماً باسلامنا الذي جمع بينهما، فإنه لا ينبغي لنا أن نتجاوز هذه القواعد فنركن الى واقعنا كما يريد لنا البعض، فالاستقرار والأمان جيدان بل حيويان ولكنهما لا يمثلان إلا الحد الأدنى المطلوب من مقومات البلد الذي يستصرخنا للنهوض به.

شبابنا لا يحتاج لمجرد المحافظة على الأمن والاستقرار وإنما يحتاج الى التنمية والتوظيف بدل فرض الضرائب والهدر في الإنفاق ،
يحتاج الى حوكمة رشيدة في إدارة الدولة ومحاربة الفساد والشفافية بعيداً عن صفقات البواخر وأمثالها من المناقصات او صفقات التراضي،
يحتاج الى أن لا يرى حقه في الوظيفة يضيع على خلفية توازن طائفي مزعوم ثم لا يجد من من يدافع عن حقه فيدفع دفعاً لليأس من بلده،
شبابنا يحتاج الى أن لا يرى نفسه يدفع بعيداً عن المسجد من خلال تعديل دوام عمل يوم الجمعة،
شبابنا يحتاج أن يشعر أن ميزان العدالة مستقيمٌ فعلاً فلا يُتشدد بظلمٍ في الأحكام على الشباب المسلم ثم يُتساهل على عميل أو على قاتل ضابطٍ في الجيش لأن انتماءهم يشفع لهم.

إن جميع هذه الاحتياجات لشبابنا تستدعي من ساحتنا منهجية تفكيرً وعمل قائمة على التشاركية وليس التفرد، وعلى تجاوز التنافس على الموقع وأحلام النفوذ، فالإستهداف الواقع لن يميّز في أثره بين قوةٍ سياسية وأخرى، أو زعيمٍ وآخر. وحدها الرؤية المشتركة والإرادة المشتركة يمكن أن تستعيد لساحتنا المبادرة ومن لا يعمل على ضوء هذا الطرح يعمل من حيث لا يدري على إضعاف هذه الساحة وفي هذا إضعافٌ له أيضاً.

أكرر التهنئة لحجاج بيت الله الحرام متمنياً لكم سعياً مشكورا وحجاً مبرورا وكل عام وانتم بخير.