الجماعة الاسلامية في مؤتمرها...هل من ثورة قادمة أم جملة مواقف 'محافظة' !؟

الإثنين 15 أيار 2017

شكلت المواقف السياسية الخاصة بالجماعة الاسلامية سسلة من النقاط الذي يمكن وصفها بالخجولة والمترددة أحيانا بما يتعلق بقضايا لبنانية واقلييمية كثيرة والتي تجد مبرراً لها ربما في "الوسطية" من دون أن تحمل تجدداً حقيقياً لدى ما كان ينتظره جمهور واسع من اللبنانيين. فلم تتجاوز هذه المواقف الطروحات نظرية وفكرية ولم تتحول الى خطوط واضحة المعالم قد تسلك دربها نحو التنفيذ العملي. قد يكون هذا السلوك "المحافظ" قد حفظ لللجماعة الاسلامية حيثيتها منذ عهد الوصاية السورية وبعد العام 2005 وصولاً الى الثورة السورية ومروراً بعواصف الربيع العربي. موقع لبنان 360 كان له لقاء خاص مع الاستاذ وائل نجم، عضو المكتب السياسي للجماعة الاسلامية، والذي تناول موضوع مؤتمر الجماعة بكل "دبلوماسية" محتفظاً بالكثير ليوم الأحد 14 أيار.
 
1 – ماذا نتوقع من المؤتمر القادم للجماعة الاسلامية؟
الجماعة الاسلامية في مؤتمرها الذي ينعقد يوم الاحد 14 أيار 2017 ستقدم رؤيتها الجديدة تحت عنوان "رؤية وطن" وتلخص فيها نظرتها إلى الوقاع اللبناني ومقاربتها لهذا الواقع، فضلاً عن سبل التعاطي والتعامل معه.
 
2- هل تسير الجماعة الاسلامية على خطى حماس ومراجعات الاخوان المسلمين ؟
الجماعة الاسلامية في لبنان هي جماعة إصلاحية لبنانية مرخّصة من قبل الحكومة اللبنانية، وتعمل ضمن القوانين والأنظمة المعمول بها في لبنان، وتحمل بشكل اساسي ورئيسي الهم اللبناني الوطني، وإن كان لها اهتمام بمختلف القضايا العربية والاسلامية من منطلق التفاعل مع هذه القضايا كجزء من مسؤوليتنا انطلاقاً من انتمائنا إلى الأمة العربية والاسلامية.
الجماعة اعتمدت الفكر والمنهج الوسطي القائم على الانفتاح والاعتدال في فهمها للاسلام، وهي تتشارك في هذا الفهم مع الكثير من المجموعات في الداخل والخارج، ومن الطبيعي أن تكون متقاربة معها، ولكن ذلك لا يعني الارتباط التنظيمي أو التبعية. الجماعة جماعة لبنانية وقرارها لبناني وتعمل على خدمة وإصلاح المجتمع الذي تتحرك فيه.
أما بالنسبة للمراجعات فمن حق أي جهة أن تقوم بإجراء مراجعات على أدائها وذلك من السياقات الطبيعية جداً.
 
3- ما رأيكم في الاضطهاد الذي يتعرض له أهل السنة والجماعة في لبنان؟ وما هي السبل الى نساواتهم على الاقل بالطوائف الأخرى امام الدولة اللبنانية ؟
نحن نعتقد أن قيام دولة العدالة والمواطنة والمؤسسات كفيلة بأن تُشعر كل اللبنانيين بالطمأنينة والتخلّي عن الهواجس والاحباط. وأن اختلال الموازين بحيث يكون في لبنان صيف وشتاء تحت سقف واحد يولّد شعوراً بالغبن الذي يقود في لحظة ما إلى الرفض وربما إلى الثورة.
نحن نريد لساحتنا الاسلامية أن تكون موحدة ومتماسكة في مواجهة التحديات التي تواجه البلد، فهي كانت على الدوام صمام الامان لهذا البلد، وبقدر ما تكون موحدة بقدر ما تحفظ نفسها ودورها وتحفظ البلد، وليس من الضرورة أن يكون ذلك على قاعدة مواجهة الآخرين.
 
4- هل ستخرج مواقف الجماعة الاسلامية من اطار التنظير السياسي أم أنها تبقى اسيرة الأطر الفكرية العامة من دون خطط عملية واقعية على الأرض ؟
مؤتمر الجماعة الذي ينعقد الاحد سيعرض الرؤية التي تتضمن في جزء منها الوثيقة السياسية، وفي جزء منها أيضاً الخطة العامة، ولذلك فإن الجهد سينصب في المرحلة المقبلة على ترجمة ما سيقر في المؤتمر العام حتى يتحوّل إلى سياسات عامة وواقع تعيشه ساحتنا الوطينة والاسلامية، ونأمل أن نوفق في ذلك.
 
5- هل سيشارك ممثلون من حزب الله أو أحزاب 8 آذار أو ممثلين للجمهورية الاسلامية الايرانية في المؤتمر ؟
حرصنا في المؤتمر أن نؤكد على انفتاحنا، ووضوح خطابنا وموقفنا، وعلانيته، تأكيداً لحرصنا على دورنا في الساحة الوطنية لناحية تعزيز استقرارها بما يحفظ حضور ودور وكرامة كل المكوّنات التي تنتمي إلى هذا الوطن. كما حرصنا على دعوة اكبر طيف من المكوّنات الوطنية التي نظنّ أنها تساهم في تعزيز من نصبو إليه، ولكننا لا نملك تأكيد مشاركة أو عدم مشاركة أي من هذه المكوّنات.
 
6- هل من تأكيد حول تغيير شعار أو لوغو الجماعة الى شعار أكثر "لبنانية" ؟ وهل مؤتمر "رؤية وطن" يعني التركيز على الشأن الداخلي اللبناني وفك الارتباطات مع الخارج وامتداداته ؟
الشعار الذي تمّ اعتماده للمؤتمر هو خاص بالمؤتمر حصراً، ولكن لا نخفي أن هناك نقاشاً داخلياً في أطر الجماعة يقارب موضوع الشعار، ولكن إلى الآن ليس هناك أي قرار بهذا الخصوص، وعندما تتخذ القيادات المعنية قراراً بهذا الخصوص سنعلنه للرأي العام اللبناني.
أما بخصوص التركيز على الشأن اللبناني، فكما قلت : الجماعة جماعة لبنانية، واساس اهتمامنا منصبّ على المجتمع الذي نعيش فيه، ولتأكيد ذلك فإن الجماعة منتشرة في معظم المناطق اللبنانية، وخدماتها الصحية والاجتماعية والتربوية وغيرها تقدّم لأهلنا في مناطق تواجدنا، وهو جزء من اهتمامنا وتركيزنا على قضايانا المحلية.
وفي موضوع الخارج أجزم وأؤكد أننا من بين الجماعات القليلة التي لا ترتبط بأي جهة خارجية أو دولة عربية أو إسلامية، سوى بصداقات مع بعضها دون أن تملك أية جهة التأثير على قرارنا الحر المستقل.
 
7- اي قانون للانتخاب تفضلون ؟ ولماذا ؟ وماهي مقترحاتكم في هذا الاطار ؟
أعلنا في بياناتنا، وفي مواقف مسؤولينا أكثر من مرة أننا مع القانون النسبي الذي يعتمد الدائرة الوطنية الواحدة  أو ما هو أقرب إلى ذلك، ظناً منا أنه القانون الأكثر عدالة لصحة التمثيل، ونؤكد على مسؤولية الحكومة والمجلس النيابي في إنتاج قانون جديد يعتمد هذا القانون النسبي لأننا رفضنا التمديد للمجلس النيابي، ولا نرى أن القانون النافذ (قانون الستين) يؤمن صحة التمثيل أو يلبي تطلعات اللبنانيين.

طارق السيد حسن - لبنان 360

http://lebanon360.org/article-desc_116929_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9%20%D9%81%D9%8A%20%D9%85%D8%A4%D8%AA%D9%85%D8%B1%D9%87%D8%A7...%D9%87%D9%84%20%D9%85%D9%86%20%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9%20%D9%82%D8%A7%D8%AF%D9%85%D8%A9%20%D8%A3%D9%85%20%D8%AC%D9%85%D9%84%D8%A9%20%D9%85%D9%88%D8%A7%D9%82%D9%81