ما هي المفاجئة التي تحضر لها الجماعة الإسلامية الأحد المقبل؟

الإثنين 8 أيار 2017

Depositphotos_3381924_original

الجماعة الإسلامية تحت أرزة لبنان
جنى الدهيبي - المدن

مع اقتراب موعد المؤتمر العام الذي ستعقده الجماعة الإسلامية في 14 أيار، وما يتوقع أن يشهده من تغييرات جذريّة في الشكل التنظيمي والمضمون الخطابي، انتشرت شائعات عن إعداد الجماعة مفاجأة، هي، إعلان شعار (لوغو) جديد لها، تستبدل فيه السيفيّن بالأرزة اللبنانية، وذلك تحت عنوان عريض هو "الجماعة الإسلامية: رؤية وطن".

هذا التغيير "الفنّي"– إن حصل في المؤتمر– لا تنفصل تفسيراته عن التغيير المرتقب في النهج السياسي- الداخلي للجماعة، وما أصابها من تأثيرات خارجية انعكست عليها أخيراً، مع إعلان حركة حماس في وثيقتها السياسية الانفصال عن جماعة الإخوان المسلمين.

وإن كانت الجماعة في لبنان، تتجه نحو "لبننة" خطابها أكثر من قبل، وترتيب أولوياتها بالإلتفات إلى القضايا الداخلية وتغليبها على القضايا الخارجية، تشير المعلومات إلى أن العناوين العريضة التي ستتناولها وثيقتها في المؤتمر المقبل، تُرسّخ مبادئ هذا الاتجاه.

ينفي مسؤول المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في الشمال إيهاب نافع، أن تكون الجماعة عازمة على إعلان لوغو جديد لعلمها في المؤتمر. فـ"احتمال تغيير اللوغو وارد، لكن ليس في المؤتمر. لأنّه يحتاج إلى قرارٍ من مجلس شورى الجماعة. وهذا ما لم يحدث بعد". لكن الإلتباس في شأن تغيير اللوغو، "هو نتيجة إعلان المؤتمر الذي حمل شعار الأرزة مع ألوان العلم اللبناني الأحمر والأخضر والأبيض، وعبارة (الجماعة الإسلامية قريباً). وهذه خطوة لها دلالاتها أيضاً".

يشرح نافع لـ"المدن"، تفاصيل الخطوة الاستثنائية التي تخطو نحوها الجماعة الإسلامية. فهذا المؤتمر، يأتي تنظيمه بطريقة مختلفة كليّاً عن المؤتمرات السابقة. فبعدما درجت الجماعة على تنظيم مؤتمراتها السابقة، بعيداً من الإعلام، وكان الحضور فيها يقتصر على قادتها وأعضائها، ثم كانت تصّدر للإعلام خلاصة ما تريده وتبقى بقية التوجهات قيد الكتمان، "قررت قيادتنا هذه المرة، تنظيم مؤتمرها العام خارج مقارها". فـ"اختارت وسط بيروت– البيال مكاناً له. ووجهت دعوة إلى الرؤساء الثلاثة ورؤساء سابقين ووزراء ونواب ورؤساء أحزاب وممثلي دول وسفارات، وسيكون مباشراً بحضور مختلف وسائل الإعلام".

وفي الخطوط العريضة، يشير نافع إلى أنّ "ما كان يُعاب على الجماعة الإسلامية بإعطائها الأولوية للقضية الفلسطينية وقضايا مصر وأفغانستان وباكستان.. سيتغيّر في المؤتمر". فرغم "إلتزامنا القضايا العربية، لكنّ الأولية ستكون للداخل اللبناني".

ووفق المعلومات، فإن وثيقة المؤتمر ستتضمن التركيز على ملفات شائكة. وأهم المطالب، ستكون بوقف محاكمة المدنيين في المحاكم العسكرية، على أن يطال ملف الموقوفيين الإسلاميين. واللافت أنّ الوثيقة ستركز على قضايا المرأة، التي ستغلب فيها المقاربة المدنية على المقاربة الإسلامية، ولاسيما أنها تتناول مبدأ مساواة المرأة مع الرجل، والتشديد على حقّها بإعطائها الجنسية لأبنائها.

في الواقع، يبدو أنّ الجماعة تسعى إلى النأي بنفسها عن التحولات الخارجية. فمبدأ "فصل الساحات" الذي تتجه جماعة الإخوان إلى تنفيذه، تتبلور مشهديته في لبنان. فـ"رابطنا مع الأخوان فكريٌّ وليس عضوياً". يضيف نافع: "نسعى إلى رصّ الصف السنّي وإبعاده من الصراع المذهبي مع الطائفة الشيعية، خصوصاً أن الحرب السوريّة أثرت سلباً علينا بعد انقسام المعارضة. ما جعلنا في موقع الضعف لا القوّة. وتغيير هذا الواقع، يحتاج منّا إلى التوجه نحو الشباب وإلى جهدٍ كبيرٍ بمعالجة القضايا الداخلية أولاً".

http://www.almodon.com/politics/2017/5/8/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%AD%D8%AA-%D8%A3%D8%B1%D8%B2%D8%A9-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86