"الجماعة الإسلامية" في لبنان تدخل عصر التغيير برؤية "مفاجئة"

الأربعاء 19 نيسان 2017

Depositphotos_3381924_original

 

يلاحظ المتابعون تصاعد المسار الذي تسلكه "الجماعة الإسلامية" في لبنان، وذلك منذ انتخاب عزّام الأيوبي أميناً عاماً جديداً لها، وهو أوّل من يشغل هذا المنصب من خارج جيل المؤسّسين، إضافة إلى القيادة والهيكلية الجديدتين اللتين أظهرتا جلياً خطاً جديداً تسلكه "الجماعة"، في الشأن العام اللبناني من جهة والأحداث الإقليمية والدولية من جهة أخرى.

وعلى رغم حدوث بعض الثّغرات خلال هذه الفترة القصيرة والتي يعتبرها البعض طبيعية في ظلّ انطلاقة مسار جديد لم تتّضح معالمه بعد، إلّا أنّه يمكن الجزم بأنّ "قطار التغيير مستمرّ ولو ببطء".

وفي هذا الإطار تتحضّر "الجماعة" لتنظيم مؤتمرها العام، والذي سيشارك فيه كوادرها ومندوبوها من كلّ المناطق اللبنانية، ويهدف إلى إعلان الرؤية الجديدة لـ"الجماعة" في المرحلة الآتية، إضافة إلى شدّ العصب الداخلي وإعادة استنهاض عمل "الجماعة" بكامل مؤسساتها.

المؤتمر سيحمل عنوان: "رؤية وطن"، سيقام في الـ 14 من أيار 2017 في معرض "البيال" في بيروت، وستنطلق حملته الإعلامية والترويجية عبر وسائل التواصل الاجتماعي خلال اليومين المقبلين.

مسؤول ملف العلاقات الإعلامية في المؤتمر صهيب جوهر يشير في حديث لـ"لبنان 24" إلى أنّ "المؤتمر ينقسم إلى قسمين: القسم الأول منه سيكون مفتوحاً للقوى السياسية والأحزاب والسفراء والمدعوّين وممثّلي الأجهزة الأمنية والقضائية والديبلوماسية ووسائل الإعلام. وسيكون هناك بداية عرض لفيلم مصوّر عن "الجماعة" ومؤسّساتها، ثمّ ستكون هناك كلمة لأمين عام "الجماعة" عزّام الأيوبي، والكلمة ستكون شاملة وجامعة تتضمّن رؤية "الجماعة" الجديدة للمرحلة المقبلة والخطوط العريضة التي سترسو عليها سياسة الجماعة". ويؤكّد جوهر أنّه "سيكون هناك تغيير جذري في الخطاب سيحدث ضجّة في الأوساط الداخلية والخارجية، وستكون الرؤية مفاجئة للجمهور اللبناني ولا سيّما أنّ حزباً "إسلامياً" يتبنّى هذا الخطاب التجديدي، في ظلّ الخلفيات والتجارب السابقة مع الأحزاب والحركات الإسلامية، التي كانت سيئة نتيجة لبعض الإعلام، ولكن طبعاً نتيجة لبعض الأداء السيّئ، وهذا الأمر لا يمكن إنكاره".

ويوضح جوهر أنّه "بعد كلمة الأيوبي سيتتضمّن القسم الأول أيضاً عرض "إنفوغرافيك" لشرح الرؤية الجديدة".

وبعد ذلك ينتهي القسم المفتوح من المؤتمر، ويبدأ القسم الثاني وهو القسم الداخلي التنظيمي، حيث ستعقد ورشات عمل للّجان والقطاعات والمؤسسات التابعة لـ"الجماعة" وهو القسم الخاص بالكوادر والأعضاء، بحسب جوهر.

وعلى الصعيد الداخلي التنظيمي يوضح جوهر أنّ "الدعوة للمؤتمر ستصل لكلّ الكوادر والمندوبين في مختلف المناطق، أي حوالي الـ 1500 مندوب من كلّ لبنان وهم مسؤولو الأقسام وأعضاء اللجان والمكاتب والمؤسّسات التي تنضوي تحت لواء الجماعة".

ويضيف جوهر أنّ "القيادة الجديدة لـ"الجماعة" هدفت منذ انتخابها إلى استنهاض عمل "الجماعة" في مختلف الميادين، وتجلّى ذلك خلال الفترة الماضية عبر زيادة دور الشباب حيث أصبح أكثر فعالية وانتاجية، سواء في الصفّ الأول أو الثاني، وفي كافة القطاعات والمؤسّسات"، وعن الدور القادم للمرأة في "الجماعة" يؤكّد جوهر أنّ "المرأة سيكون لها دور أساسي في المؤتمر من خلال المشاركة في الفقرات إضافة إلى دور بارز وأساسي في الرؤية الجديدة".

ويشير جوهر إلى أنّ "هدف المؤتمر هو أولاً إعلان الرؤية الجديدة لـ"الجماعة" بشكل واضح وصريح للواقع اللبناني، وثانياً شدّ العصب الداخلي لأعضاء "الجماعة"، فما بعد هذا المؤتمر لن يكون كما قبله وبالتالي نحن نرّحب بأيّ شخص يتماهى مع هذه العقلية الجديدة والرؤية التغييرية، بل وأن يكون جزءاً من هذا المسار، ومن لا يجد نفسه مقتنعاً فهذا أمر عادي وهذه حريّة الجميع، نحن نعتبر أنّ الزمن يتغيّر وعلينا أن نتغيّر معه".

ويوضح جوهر أنّه "سيتمّ تفعيل منظومة المحاسبة داخل "الجماعة" بمختلف مؤسّساتها، لتعود هذه المؤسّسات تحت عباءة مكتب المؤسسات في "الجماعة" مع الحفاظ على استقلالية عملها واحترافيتها".

http://www.lebanon24.com/articles/1492588966402608700/

     حسن هاشم - خاص "لبنان 24"  2017-4-19