الحوت: محكومون بالتوافق، خيارنا ليس تعطيلًا، وموقفنا احترام خيارات الشّعب السّوري!
الثلاثاء 3 كانون الثاني 2023
أشار النائب د.عماد الحوت إلى أنّ "العام ٢٠٢٢ كان عام النكد السياسي من رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، وعرقلة العمل الحكومي في ظل إرباك اقتصادي واضح انعكس على الواقع المعيشي". وفي حديث لـ"في أروقة السّياسة" من إذاعة الفجر، قال الحوت: "سنرى ضغطاً متصاعداً على المستوى الشعبي في المرحلة المقبلة يواكب الدفع باتجاه الإصلاح، ومن واجب حكومة تصريف الأعمال العمل بأقصى طاقة يتيحها لها الدستور بما في ذلك الاجتماع عند الضرورة". وتخوّف من "أن نشهد انفجاراً اجتماعياً في العام 2023 نتيجة عدم قدرة المواطن على التحمّل أكثر، وبالمقابل فإن القوى السياسية ليس لديها القدرة على تحمّل الوصول إلى هذا الانفجار". واعتبر د.الحوت أنّ "ما يجري في الملف الرئاسي هو تمرير للوقت بانتظار الإشارة الخارجية، والكل يحاول اللعب في الوقت الضائع لتسويق مرشحه وفرضه، إلا أن التوزانات في المجلس لا تسمح بذلك لذلك نحن محكومون بالتوافق". ولفت الحوت إلى أنّ "توازنات مجلس النواب لا تتيح حل المعضلة الرئاسية إلا بالحوار، والجميع يتحمّل جزءاً من مسؤولية التعطيل سواء من خلال الإنسحاب من الجلسة أو من خلال رفض ديناميكية حوار تساهم في الوصول الى معايير مشتركة ومناسبة وإنجاز الاستحقاق الرئاسي". وحول المرشحين الأبرز، رأى نائب الجماعة: "أنّ الجماعة الإسلامية لم تحسم خيارها ولم تدخل بالأسماء حتى الآن، ويبدو أنّ قائد الجيش أقرب إلى الوصول لقصر بعبدا من الوزير سليمان فرنجية وإن كان لكل من الرجلين عقبات ففرنجية مرشح غير وفاقي في هذه اللحظة كونه مرشح تحالف حزب الله، وجوزيف عون أمامه عقبة دستورية كونه لا يزال قائداً للجيش". وعن النائب ميشال معوض قال الحوت: "لديه عدد من المقومات الإيجابية، ولكنّه غير قادر على تأمين جلسة فيها 86 نائباً أو تأمين 65 نائباً في الدورة الثانية". وإذ أشار إلى أنّ "هناك من يسعى لرسم صورة مشتّتة للنواب السنة، بينما الحضور السني في المجلس النيابي إيجابي وفاعل"، كشف أنّ "التصويت بورقة "لبنان الجديد" يميّزهم عن فريق حزب الله الذي يصوت بالورقة البيضاء، وهذا التصويت ليس تعطيلاً". بالإضافة لذلك فإن التشاور مع جميع النواب المستقلين عن الأحزاب الكبيرة مستمر حول كل أمر يتيح تأمين مصالح المواطنين، وهو ما يشكل أولوية حالياً". وأضاف أيضًا: "أويّد أي دعوة للحوار شرط أن لا تتوقف جلسات انتخاب رئيس للجمهورية، والحوار ليس تسوية على المحاصصة، وإنّما هدفه البحث عن نقاط مشتركة، والرئيس بري معني بالذهاب إلى جلسات ثنائية للحوار إذا فشلت طاولة الحوار الوطني". وكشف الحوت أنّ "التسوية الإقليمة لم تنضج بعد، وقد تلعب فرنسا الدور الدولي وقطر الدور العربي في هذا الملف الرئاسي"، مضيفاً أن "فكرة مؤتمر دولي لأجل لبنان قد لا تكون مناسبة في هذا التوقيت وأن المسار الدولي ليس في هذا الوارد حالياً". ورأى بالمقابل "أن هناك مناخ دولي - اقليمي مؤاتٍ على غرار المناخ الذي سهّل الوصول الى اتفاق ترسيم الحدود، ينبغي على القوى السياسية اللبنانية اغتنامه لإنجاز الاستحقاق الرئاسي والبدء بالخروج من الأزمة الاقتصادية". وعن علاقات الجماعة الإسلامية الداخلية قال الحوت: الجماعة الإسلامية في لبنان على تواصل مع كل القوى السياسية وعلاقة حوار مع أغلبها، كما ننظر إلى دار الفتوى على أنّها المظلة الجامعة للمكون السني في لبنان والمظلة الجامعة للتوافق مع باقي المكونات والعلاقة معها أكثر من ممتازة". وعن تطبيع العلاقة بالنظام السوري قال الحوت: "إذا استطاع النظام إصلاح علاقته مع شعبه سنتعاطى مع ما ارتضاه الشعب السوري، والجماعة لن تكون، قيميّاً، ضد الشعب السوري". وختم مؤكّدًا: "الجماعة الإسلامية ترفض كل أنوع التطبيع مع العدو الإسرائيلي، وترى أن الصراع معه صراع وجودي وليس حدودياً".