محمود موسى – هيئة نصرة الأقصى ودورات "رواد بيت المقدس"

الإثنين 7 تشرين الثاني 2022

Depositphotos_3381924_original

بتاريخ 25/9/2022 أعلنت هيئة نصرة الأقصى في لبنان عن تخريج أكثر من 600 طالب وطالبة، ضمن دورة "رواد بيت المقدس"، وذلك في مسرح الإيمان في طرابلس، وذلك ضمن حفل جماهيري شارك فيه المئات من اللبنانيين، وخلال الحفل، شارك رئيس قسم الأبحاث والمعلومات في المؤسسة، هشام يعقوب، بكلمةٍ أكدّ خلالها أنّ هذه الدورات تحيي الأمل بأنّ الشعب اللبناني، لن ولم، يفقد بوصلته تجاه قضية فلسطين والمسجد الأقصى، وعلى هامش حفل تخريج طلاب الدورة، أجرى فريق موقع مدينة القدس هذا الحوار، مع محمود موسى، رئيس هيئة نصرة الأقصى في لبنان. 

أين تكمن أهمية هذه الدورات؟

أطلقت هيئة نصرة الأقصى في لبنان مشروع رواد مشروع رواد بيت المقدس منذ نحو 10 أشهر، وميزة هذا البرنامج أنّه شمل معظم المحافظات اللبنانية، ومشروع "رواد بيت المقدس"، مشروع ثقافي يسعى إلى تعميق المعرفة بالقضية الفلسطينية لدى الشباب اللبناني.

ويهدف هذا المشروع لجعل قضية القدس وفلسطين ثقافة كل فردٍ في المجتمع اللبناني، لينتقل التفاعل مع القضية الفلسطينية من التفاعل العاطفي ومبدأ ردات الفعل إلى ميادين العمل المستمر النافع، ومن هنا أحببنا أن يكون مشروع "رواد بيت المقدس" مدخلاً لدراسة عددٍ من العناوين المهمة في القضية الفلسطينية، مثل: الربط العقائدي بالمسجد الأقصى، وقضية بيت المقدس، لكي يتشكل الوعي لدى الشباب اللبناني المسلم بارتباط المسجد الأقصى والقضية الفلسطينية بالعقيدة الإسلامية، وذلك من خلال استقراء وتحليل النصوص الشرعية في القرآن الكريم والسنة النبوية.

ومن مواضيع الدورة أيضاً ما يرتبط بواقع القدس والقضية الفلسطينية، والمسجد الأقصى، وما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي من مشاريع تهويدية في المسجد الأقصى والقدس وفلسطين، ونتحدث في هذه الدورة عن تاريخ القدس وفلسطين، مقدمين الرواية الفلسطينية العربية الإسلامية الصحيحة بالدليل التاريخ الثابت، كما نعرّج على الجغرافية المرتبطة ببيت المقدس وفلسطين لتكتمل الصورة لدى متلقي تلك الدورات.

من أين ولدت فكرة الدورات؟

عند الحديث عن ولادة دورة "رواد بيت المقدس" وغيرها، فنحن نتحدث عن مسارين، المسار الأول مرتبط بأنّ دورات رواد بيت المقدس هي ثمرة برنامج سفراء القدس وما أتى من بعده، حيث أنّ برنامج سفراء القدس قد وضع الأساسيات الأولى لمشاريع ثقافية للقدس وفلسطين، وبالتالي كانت هذه الدورة من حيث الشكل من مخرجات هذا المشروع.

وبالعودة للحديث عن مشروع سفراء القدس، فللمشروع تفاصيل كثيرة ومجالات عدة، أمّا المسار الثاني، فبالنسبة للشباب والشابات في لبنان ومن خلال مجتمعهم سواءً في المدرسة، أو في الجامعة، أو في النقابة، أو في أي مجالٍ من مجالات العمل، أو في المجتمع الشعبي الجماهيري العام، أو في النقاشات السياسية، أو غير ذلك، فإنّ التطرق لقضية فلسطين يكون حاضراً دوماً من زوايا معينة، ويكون لكل جهة طرح معين، ونقاش معين، وبعض هذه النقاشات مبنية على أفكار مختلفة عن أفكارنا، أو أفكار مستوردة، أو معلومات قد لا تكون صحيحة، أو قد تكون مغلوطة، وبالتالي يعجز الشباب والشابات عن ترتيب أفكارهم وتنظيمها، ووضع الحجج والبراهين، فيما يخص القدس وفلسطين، خاصة وأنّ الصهاينة لديهم مكرهم، ولديهم أساليبهم، ولديهم مشروعهم، ومن أهم مشاريع جماعات "المعبد" على سبيل المثال "سفراء المعبد"، وقد عملوا على تثقيف الكثير من الناس في الغرب بهذا المشروع، وبالتالي لا بد من تشكيل الثقافة المعرفية لدى الشباب والشابات لتكون منطلقاً لهم للنقاش والعمل في أي مساحة، وفي أي مؤسسة، وفي أي مجتمع، وكذلك ليكونوا هم لبنة البرامج والأنشطة في هيئة نصرة الأقصى.

ما الذي يمكن البناء عليه من تلك الدورات؟

نحن نعتبر المشروع الثقافي رافدٌ لكل المشاريع الأخرى المرتبطة بالقدس وفلسطين، ونعلم أنّ قضية القدس وفلسطين، يلزمها العديد من المشاريع، يلزمها مشاريع ثقافية، يلزمها المشاريع الإعلامية، يلزمها مشاريع الدعم والتثبيت، ومشاريع الكتابة والفن، ومشاريع المقاومة، وغيرها من المشاريع التي لا تخفى عن الكثيرين، وهذه المشاريع تبنى من خلال كوادر يحملون هذه القضايا عن علمٍ وثقافةٍ وهم، فبالتالي نحن نعتبر أنّ المشروع الثقافي رائد المشاريع الأخرى، وهو المحفز والمؤسس لها، وقد لمسنا هذا الأمر من خلال هذا الأمر في هيئتنا، وأؤكد هنا أن هؤلاء الخريجين سيكونون النواة والأدوات لترتيب وتنفيذ الكثير من البرامج والأنشطة التي تخدم قضية القدس وفلسطين، بمختلف المسارات، سواءً الإغاثية أو الإعلامية، وغيرها من المسارات الجماهيرية والسياسية.

ما هي أبرز مشاريع الدورة؟

إذا أردنا الحديث عن المشاريع التي قامت عليها هيئة نصرة الأقصى في لبنان، فهي كثيرة بفضل الله تعالى، وهيئة نصرة الأقصى، هيئة لبنانية بمسؤوليها ومتطوعيها وكوادرها ورقعة تأثيرها، وتستشعر الهيئة مسؤولية الشعب اللبناني تجاه القضية الفلسطينية، فقضية القدس وفلسطين مسؤولية كل فرد مسلمٍ كل أصقاع الأرض، ولأننا في لبنان أقرب من القدس وفلسطين من غيرنا فقد كبرت المسؤولية علينا.

وإن أردنا الحديث عن المبادرات الثقافية فللهيئة برامج ثقافية في الجامعات والمدارس والأندية، وغير ذلك من الساحات المفتوحة للعمل الشعبي، فمثلاً وخلال الدورات والأندية الصيفية نقدم مسرحيات فنية تقدم للشباب والفتيان مفاهيم أساسية تتعلق بالقضية الفلسطينية، ومن يقدم هذه المسرحيات هم من خريجي دورات الهيئة، وفي الجامعات اللبنانية تقيم الهيئة حلقات تدريس ونقاشات بهدف تثقيف الطلاب اللبنانيين بالقضية الفلسطينية، وبين الفترة والأخرى تطلق الهيئة حملاتٍ إعلامية، ومن تلك الحملات على سبيل المثال حملة (لبنانيون ضد التطبيع) والتي كان لها صدى كبير في الفضاء الإلكتروني في لبنان، والأوساط الإعلامية، وعلى الأرض، تمخض من الحملة العديد من المحاضرات واللقاءات والفعاليات الشعبية اللبنانية الرافضة للتطبيع، وفي هذا الحراك كان أفراد وكوادر هيئة نصرة الأقصى، اللبنة الأساسية وحجر الزاوية له، ومنهم من كان من طلاب دورات سفراء بيت المقدس.

ومن المسارات المهمة في عمل هيئة نصرة الأقصى، المسار الخاص بدعم وتمكين صمود الفلسطينيين والمقدسيين، حيث أقامت الهيئة العديد من الحملات، مثل: حملات إفطار المرابطين في رمضان، وتقديم الأضاحي لأسر الشهداء والأسرى والمصابين، وتقوم تلك الحملات على شقين، الأول: وهو جمع المساهمات المالية من الساحة اللبنانية، ومن أهل لبنان، وهنا يتسابق الطلاب اللبنانيون، برغم ضيق الحال، لجمع المال من مصروفهم الشخصي وأهلهم ومحيطهم المجتمعي، وخلال معركة (سيف القدس) الأخيرة أطلقت الهيئة حملةً لدعم المقاومين والمرابطين تمكنت من جمع أكثر من مليار ليرة لبنانية، على الرغم من الظروف الاقتصادية السيئة. 

ما هي رسالتكم للمرابطين في الأقصى والمقاومين في الضفة والقدس؟

قضية القدس وفلسطين قضيتنا جميعاً، وكلٌ يقدم لهذه القضية المباركة بقدر استطاعته، إرضاءً لله تعالى، ونجتمع سوياً على هذه القضية والعمل لها، فبعضنا يقدم بالكلمة، وبعضنا يقدم بالمال، وبعضا يقدم البرامج والأنشطة، والآخرون يقدمون للقضية الفلسطينية من خلال إحياء الاهتمام بالقضية الفلسطينية في مجتمعاتهم، فكلٌ لديه أسلوبه، وكلٌ عليه مسؤولية معينة بحسب ظروفه ومعطياته.

ورسالتنا إلى المقاومين في الضفة والمرابطين في الأقصى، أنكم لستم وحدكم، وأن صمودكم يشجعنا على المضي قدماً بالعمل لهذه القضية، والعمل على دعمكم، فأنتم تقفون على ثغرة أساسية من ثغور الأمة، والحمل عليكم كبير، ونحن في لبنان القريبة من فلسطين والقدس، تزداد علينا المسؤولية تجاه القضية الفلسطينية ومشروع المقاومة فيها، فنحن لسنا داعمين للمشروع وحسب بل نحن أصحاب المشروع، جنباً إلى جنب مع إخواننا الصامدين في فلسطين.

مصدر المقال : موقع مدينة القدس