الحوت في حفل بذكرى المولد في بيروت: الحكومة ليست مكاناً لإثبات الحضور والأوزان، بل فريق عملٍ لخدمة الناس لا رشوتهم من خلال وزارات الخدمات

الجمعة 16 كانون الأول 2016

Depositphotos_3381924_original

 

تحت شعار" البدر بالدار" نظمت الجماعة الإسلامية  بالتعاون مع حملة طلع البدر علينا مهرجان ذكرى المولد النبوي الشريف "مولد النور" الذي أحياه فريق بيروت الفني بعمل مسرحي بحضور سماحة مفتي الجمهورية  اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ممثلا بأمين الفتوى الشيخ أمين الكردي- دولة رئيس مجلس الوزراء  الرئيس سعد الحريري ممثلا بالنائب عمار حوري  - النائب عن الجماعة الإسلامية الدكتور عماد الحوت - الامين العام السابق إبراهيم المصري-  مدير عام جهاز أمن الدولة اللواء جورج قرعة ممثلا بالمقدم أيمن محمود – رئيس المنتدى الإسلامي الوطني الأستاذ جميل قاطرجي  - رئيس جمعية الواقع الأستاذ مصطفى بنبوك-  ممثلي حزب الوطنيين الأحرار والحزب التقدمي الإشتراكي-  ممثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نزيه صعب  - السادة أعضاء مجلس بلدية بيروت والسادة مخاتير بيروت -  الوزير السابق خالد قباني -  النائب السابق زهير العبيدي.  وذلك يوم الأربعاء 14-12-2016 في قصر الاونيسكوا بيروت

كلمة النائب عماد الحوت:
الحمد لله الذي أرسل إلينا سيدنا محمدٍ نوراً أضاء الكون بالحق والعدل فقال (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيرا * وداعياً الى الله بإذنه وسراجاً منيرا)،
والحمد لله الذي أنعم علينا أن نكون من تلاميذ مدرسة محمدٍ صلى الله عليه وسلم، نتعلّم فيها الوحدة فيما بيننا فقال لنا (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا)،
والحمد لله الذي جعل من مولده صلى الله عليه وسلم مولد حضارةٍ وأمةٍ انتقلت برسالة الإسلام من عبادة الحجر والثمر لتصبح أمةً رائدةً للأمم.
أمةً كان يتذلل زعمائها أمام قيصر الروم وكسرى الفرس ليصبحوا كربعي بن عامر يغرس رمحه في بساط رستم قائد الفرس قائلاً له "إن الله قد ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد الى عبادة رب العباد".
أمةً وصفها الله عز وجل قائلاً: (وكذلك جعلناكم أمةً وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا)، فكانت وسطيتها أن تبحث عن الحق فتشهد عليه وتتمسك به ولا يحيد عنه.
من أين أبدأ في الحديث عن صاحب المناسبة، وكل سيرته مسكٌ وطيب،
أعن حبِّه للعبادة، حيث كان يستشعر الراحة فيالصلاة قائلاً (أرحنا بها يا بلال)، وكذلك نحن سنبقى متمسكين بديننا ، ولئن حاول العدو الصهيوني أن يسكت صوت الأذان في القدس فلن يزيدنا هذا وأهلها سوى تمسكاً بشعائرنا، وقد فعل ربيبهم أتاتورك مثل فعلتهم، وها هي تركيا تعود لدينها وتستهدف في أمنها واقتصادها في إطار استهداف الإسلام في المنطقة، وكذلك فلسطين سنقوم بتحريرها ليعود مسجدها الاقصى ثالث مسجدٍ تشد اليه الرحال من جديد بإذن الله.
أم عن خلقه وحسن تعامله مع الناس وقد قال (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورّثه)، وهو الذي عندما مرت جنازة وقف فلما قيل له أنها ليهودي أجاب اليست نفساً، فماذا سيقول لربه من يمارس الإجرام في حلب فيقتل الاطفال والشيوخ ويعتدي على النساء ويمارس الإعدامات الميدانية.
أم عن شجاعته وصموده حين حاصره أهل الشرك في شعاب مكة ثلاث سنوات لا يجد فيها ومن معه ما يأكل سوى خشاش الأرض، غير أنه خرج على هذا الحصار الظالم  رجالاً من قصي وبني عبد مناف بينما ترك العرب أهل حلب لمصيرهم لإجرام القتلة المحتلين من روسٍ وإيرانيين وميليشيات حقدٍ طائفي ومذهبي.
مخطئٌ من يظن أن النظام هو الذي يقاتل في حلب وغيرها، فما هو إلا أداة في خدمة أغراض الروس والإيرانيين ومشاريعهم، وإن فرار قوات النظام السوري بسهولة أمام قوات داعش في تدمر يذكرنا بفرار الجيش العراقي أمامها في الموصل في وقتٍ سابق، والذي لا يمكن أن يفسر إلا تواطأً حتى تستولي داعش على السلاح لتستخدمه في قتال الثوار في سوريا وأهل السنة في العراق، ثم بعد ذلك لتكون حجةً لتغيير ديمغرافي في هذين البلدين.
أم عن ثقته بربه وزرعه الأمل في نفوس صحابته في غزوة الخندق أتحدث، حين ظن الأحزاب أنهم سيبيدون الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه وحاصروا المدينة من خارجها، ودفعوا يهودها للخيانة من داخلها، وسط كل ذلك يصرخ رسول الله الله أكبر هزم كسرى، الله أكبر هزم قيصر، وهكذا ثوار سوريا الأبطال، كلهم ثقة بالله، ولئن خسروا معركة فهم لن يخسروا الحرب، ولئن كان للباطل جولة فإن للحق صولاتٌ وجولات، وسينال هذا الشعب الصامد والصابر حريته وكرامته بإذن الله.
أيها الحضور الكريم، تعيش أمتنا ذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تمر في ظروف صعبة، ولكنها كالمخاض الذي يسبق الولادة، ستخرج لنا جيلاً يتمسك برسالة الإسلام الخالدة ويعيد لهذه الأمة مجدها ويحرر لها مقدساتها ويرد لها كرامتها.
كلمةٌ أخيرة في واقعنا اللبناني، نحن أيها السادة نستعجل تشكيل الحكومة كجميع اللبنانيين، لكننا لا نريدها حكومة ثلثٍ معطلٍ يضع اليد على قرار البلد، أو تكريس أعراف وتقاسم حصص، أو تزيينٍ لواقعٍ مأزوم.
الحكومة ليست مكاناً لإثبات الحضور والأوزان، بل فريق عملٍ لخدمة الناس لا رشوتهم من خلال وزارات الخدمات، وليست الأولوية في تشكيلها لمقدار الحصص فيها وإنما لدورها ومهمتها.
في ذكرى مولد محمدٍ صلى الله عليه وسلم نؤكد أننا نلتزم ما تعلمناه من هذا الرسول العظيم من ثباتٍ على المبدأ، ووحدةٍ نسعى للحفاظ عليها، وقيمٍ نتمسك بها، وشجاعةٍ تكسر حاجز الخوف الذي يسعى البعض لدفعنا اليه حتى نستسلم لواقعنا في لبنان وفلسطين وسوريا وسائر عالمنا العربي والإسلامي،
متسلحين بحجةٍ قوية، وعزيمةٍ صادقة، وحب خيرٍ للناس، ونصرةٍ للمظلوم في وجه الظالم،
في ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، نؤكد على تمسكنا بنصرة شعب سوريا الثائر وكذلك نصرة الشعوب المظلومة والمستهدفة في اليمن والعراق وسائر عالمنا العربي، بالموقف وبالدعم الإعلامي والإغاثي،
واثقين بربنا، مطمئنين أننا بتعاوننا وتمسكنا بديننا ودعوتنا قادرين على أن نصلح ما بنا حتى يغير الله حالنا الى حالٍ أفضل بإذن الله، وكل عام وأنتم بخير.