الشيخ إبراهيم محمد علي شهاب في ذمة الله

الثلاثاء 3 تموز 2018

Depositphotos_3381924_original


#انا_لله_وانا_اليه_راجعون


إبراهيم شهاب الذخيرة المنيرة

من الناس من يشكل في حياة الآخرين، معنى من معاني الذخيرة الفطرية الأصيلة،

قد بكون الآخرون هنا  أسرة أو أصدقاء،
 جماعة أو حزباً أو جمعية،

قرية أو مدينة..!!

وقد يمتد ليكون لشريحة من الناس ، عابرة للحيز الحغرافي، كالفقراء أو اليتامى أو المرضى أو الأسرى..!!

وقد يشمل هذا المعنى بلداً كاملاً أو حتى أمة..!!

رأينا هذا في كثيرين معاصرين، كما كان الشيخ بن باز رحمه الله نصيراً لأهل العلم والدعوة والشعوب الاسلامية المستضعفة،

وكما كان ابو بدر عبد الله العلي المطوع مقصداً للمؤسسات والمنظمات الخيرية والاجتماعية حول العالم

وكما شكل د عبد الرحمن السميط، أملاً حياً، وواقعاً متحركاً، لأهالي أفريقيا وفقرائها..!!

وغيرهم كثير.

كان لدى الاسلاميين في لبنان، وتحديداً لدى مناخ الجماعة الاسلامية، هذا النوع من الذخيرة الحية، ذخيرة الأخلاق والتجرد، والبساطة والتيسير، والربانية والصلة بالله، والتبشش للإخوة، والتحمل عنهم ولهم وبهم، متمثلاً برجل شهد له كل من عرفه بذلك وزيادة، وكان الى ذلك لا يرى الا ذاكراً وتالياً ومراجعاً ومذكراً، وبشوشاً مستقبلاً مضيافاً، ومتحركاً مبادراً في جنبات المرافق التربوية والدعوية والاجتماعية والشبابية والكشفية وغيرها، داعية ومحدثاً، ومستوعباً ومسترضياً، وناشراً للوئام والمحبة، تحت مظلة الأخوة في الله، وابتغاء مرضاة الله.

تنسب له مجموعة من المبادرات، التي أسهم في تأسيسها، كمدارس الايمان وغيرها..!!

لكن البصمة العميقة لشخصيته الايمانية، وتأثير بساطته ووداعته على كل من لقيه، ولو لفترات عابرة قصيرة، أكبر وأوقع، وأطول تفكراً، وأعمق تحليلاً..!!

اذ فيها عبرة واضحة، ودرس عملي، يثبت أن ما أودعه المولى من رصيد لحسن الخلق، وطيب المعشر،  ورطوبة اللسان بالذكر والتذكير، ترافق محبيه في صلواتهم وأذكارهم وخلواتهم، كما يستحضرونه عند احترار شحناء نفوسهم، وضغائن شياطينها، فيسترجعون حلمهم بعد تشدد، وتسامحهم بعد تظلم، وتراحمهم بعد غضب، فيكون له لقمة معهم في "حلاونة الصلحة"، ودعوة بظهر الغيب مع تبرد القلب بالذكرى..!!

وفي الامثال الشعبية يقولون: عندما يضيق الحال بالتاجر، يفتح في دفاتره القديمة، عله يجد ديناً له او حقاً منسياً، أودعه الدفتر ليكون ذخيرة له بتقلب الأزمان.
 
الشيخ ابراهيم شهاب من تلك الأوراق في دفتر الجماعة، ذخيرة خير ورحمة، وبذل وبركة، وصفاء وإخاء، ومودة وإصلاح..!!

رحمه الله في الأولين والمبادرين والمؤسسين،

واورثه الجنة وظلالها

وأعان أهله ومحبيه

وثبتهم وربط على قلوبهم
وأرضاهم بقضائه

عبد الحليم زيدان
اسـطـنبول - تـركـيـا

في رثاء الشيخ ابراهيم شهاب رحمه الله واسكنه فسيح جناته
من الدكتور عبد الرحمن الذاكر الهاشمي

بين مشاغل الدنيا ومشاهيرها، ومشاغل الآخرة ومشاهيرها ممن نحسن الظن بهم: عزاء من منظور آخر

في غمرة اشتغال طلاب الدنيا بدنياهم: دراسة أكاديمية لا يُرتجى منها خير، مهنة مستعبِدة، قصر منيف، سيارة فارهة ...
وفي غمرة اشتغال بعضهم بحفلة زفاف لن تطول أكثر من سويعات، وكم سينفق عليها، وأين ستكون أيام وَهْم العسل
وفي غمرة اشتغال سفهاء الدنيا بالمونديال وحرب الولاء والبراء الكروية، وكل ما يلحقها من محرمات في الشوارع والمقاهي
وفي غمرة اشتغال جماهير الدنيا بأخبار أعلام الدنيا من راقصات وعاهرات وممثلين ومغنيين ومغنيات وغيرهم
وفي غمرة الاحتفالات التي شهدتها طرابلس، قلعة المسلمين كما يسمونها هنا في لبنان، أمس بفوز البرازيل
وفي غمرة هجمات أعداء دين الله على آيات الله وسنة نبيه، صلى الله عليه وسلم، والدعاة إليهما
وفي غمرة نشوة النصر التي حققته المرأة النجدية لتشعر أنها قائدة، وهي في الحقيقة مَقودَة من قبل طواغيتها ومعبوديها
وفي غمرة انشغال الناس عموما، والمسلمين خصوصا، بكل التفاهات عن ما يجري هنا وهناك للمستضعفين
وفي غمرة انشغال قطعان الأحزاب، أيا كان توجهها، بحرب بعضهم، والانتصار لأهوائهم، سعيا للاستعلاء في الدنيا
وفي غمرة ضياع الآباء والأمهات، فضلا عن ضياع أبنائهم وبناتهم من هذا الجيل الذي يفتقر لأصول التربية الدينية

في غمرة هذا كله وغيره
يبلغني نبأ وفاة رجل ممن نحسبهم عاشوا للآخرة وسعوا لها سعيها
الشيح المربي إبراهيم محمد علي شهاب
أحد الدعاة إلى الله من أواسط القرن الميلادي الماضي
وأحد رموز الدعوة في بيروت، بل في لبنان
وأحد مؤسسي جماعتي: عباد الرحمن والجماعة الإسلامية

رجل صالح، فيما سمعنا وعلمنا عنه
رحل عن هذه الدنيا بكل ما فيها مما ذكرناه وأكثر
رحل عن تلاعب الأطفال في هذه الدنيا، إلى مقامات الكبار في الحياة الحقيقية
رحل عن صخب الدنيا بكل ما فيها، إلى سكينة الآخرة
رحل عن وهم الدنيا، إلى دار الحق
رحل عن تنازع أهل السياسة، إلى تحاور أهل الآخرة
رحل عن مناصب الدنيا، إلى مقاعد الآخرة

رحمك الله يا شيخ إبراهيم
وآنسك حيث أنت
وجمعك بمن تحب يوم تلقاه
وآنسم من بعدك
وهدى العاملين في الدعوة إلى ما يحبه ويرضاه
وثبتهم على طريق الحق، فلا تغرنهم الدنيا بكل أشكالها

اللهم آمين