احتفال للجماعة الاسلامية في شحيم "في ذكرى بدر وفتح مكة" بحضور الأمين العام

الإثنين 4 حزيران 2018

Depositphotos_3381924_original


 اقامت الجماعة الاسلامية في شحيم احتفالا لمناسبة "ذكرى معركة بدر وفتح مكة"، في قاعة النادي الثقافي في شحيم، في حضور امين عام الجماعة الاسلامية في لبنان عزام الايوبي، النائب بلال عبد الله، جميل الحجار ممثلا النائب محمد الحجار، رئيس بلدية شحيم زيدان الصغير واعضاء المجلس البلادي، رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب السابق محمد بهيج منصور، رئيس رابطة مخاتير الشوف محمد عبد الرحمن شعبان، ، المدير الاقليمي للدفاع المدني في جبل لبنان حسام دحروج، احزاب واندية وجمعيات وفعاليات واهالي.
افتتح الحفل بتلاوة ايات من الذكر الحكيم وكلمة ترحيبية من المهندس محمد فواز، ثم القى الايوبي كلمة تمنى فيها ان يكون شهر رمضان شهر خير على كل شخص وعلى وطننا بل على اوطاننا وامتنا في كل اسقاع الارض.
وقال: في مناسبة النصر والفتح، كثير منا يحب ان يستذكر مثل هذه الصفحات، كيف لا وهي صفحات التفوق والعز والعنفوان وسيادة العالم، لكن قليل منا من يتذكرون في مثل هذه المناسبات ان هذا النصر لم يأتِ من فراغ. لا يحب طبعنا البشري ان يتذكر ان هذه الانتصارات انما كانت نتيجة لمنهج سمو الانسان على نفسه وحاجته الخاصة وتطلعاته الذاتية الى مستوى مصالح المجتمع، مصالح الامة، فيذوب الفرد في المجموعة، وتصغر النفس والروح امام ما يمكن ان تجنيه الامة بكل تلاوينها وابعادها.
واعتبر الايوبي ان هناك نموذجين من البشر، الاول نموذج بني اسرائيل الذي سطره القرآن الكريم في كثير من المواضع، ونموذج المؤمنين الذين التزموا منهج الله عز وجل في صناعة الامم والمجتمعات وخدمة الناس تقرّباً الى الله. وكانت هذه الحال هي البوابة لوعد الله لهذه الفئة بالنصر والفتح.
واضاف: نعيش اليوم واقعاً لا يسر احداً منا، نعيش في واقع تتصارع فيه الارادات، وللاسف ان معظم هذه الارادات ما زالت فئوية ضيقة لا تقوم على مصلحة المجتمع ولا على مصلحة الوطن، وبالتالي فاننا لا نستطيع ان نستبشر من خلال هذا الاداء والننهج ان وطننا قد اوشك على الخروج مما يعاني منه من ازمات وتشققات، بل اننا نخاف اكثر فاكثر من ان نقترب من المشهد الذي تعيشه الشعوب والدول المحيطة بنا.
وتابع: لبنان اليوم بالرغم من كل المآسي التي عاينها قادته وابناؤه، ما نزال نرى ان كثيراً من الفئات تحاول ان تقاتل من اجل مصالحها الضيقة على حساب مصلحة الوطن والمواطنين، فنجد ان الشعارات التي تطلق على اساس قيم ومبادئ لا يصدقها اداء من يطلق هذه الشعارات في واقع الامر. نخوض انتخابات نيابية نسمع فيها شعارات طنانة ورنانة وبعد ذلك نجد ان هذا الاداء لم يتغير بل نجد ان هناك من اهل هذا البلد وممن يتولون سلطة هنا او هناك تزداد شهيتهم بالسيطرة على مفاصل الحكم، ولو ان هذه السيطرة كانت تصب في مصلحة المواطن والوطن لكانت قيادتهم مرغوبة ومحمودة، ولكن طالما ان هذه السلطة التي بأيديهم تسخَّر من اجل استقواء لفئة على اخرى ومن اجل محاولة لالغاء فئة هنا وهناك بما يشعرون به من فائض القوة أكانت هذه القوة قوة سلطة وسياسة وقوة مؤسسة دستورية او كانت سلطة سلاح وقوة شعبية او غير شعبية.
واعتبر الايوبي ان كل هذا لا يدوم لأحد، والتاريخ يشهد، فاننا في هذه الايام اشد ما نكون بحاجة الى استلهام دروس وعبر التاريخ الذي يؤكد ان القوة التي تستطيع ان تدوم وتستمر وتتصاعد قوة وتقبلاً من قبل الناس انما هي القوة التي تقدم اكثر مما تأخذ، انما هي القوة التي تعمل من اجل مصلحة الناس، فالدماء تسيل من اجل ان يحيا بقية الناس، والمال يبذل من اجل ان ينعم الناس بالرخاء. اما ان كانت الاولويات من اجل ان نزيد نفوذنا وقوتنا واموالنا على حساب بقية الشركاء وعلى حساب بقية المواطنين، فهذه القوة مهما بلغت فهي الى زوال. هذا هو التاريخ يتحدث وهذه هي سنة الله عز وجل الذ اساله في هذا اللقاء المبارك ان نكون من الفئة التي تصبر على قيمها مهما تبدل الناس ومهما تلونوا، وان يجعلنا من الفئة التي تقدم امثر مما تاخذ، وان يجعلنا من الفئة التي لا تعمل بردة الفعل فتقابل السيئة بالسيئة، بل ان نكون من الفئة التي تصبر على اذى الناس ومن اجل الناس فتكون من الذين يزرعون حتى لو كان الحصاد لغير غيرنا.
وفي الختام قدمت فرقة الفجر والمنشد وليد علاء الدين باقة من الاناشيد في مدح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومن وحي مناسبة شهر رمضان المبارك.