عامان بالتمام والكمال مرّا على معركة "طوفان الأقصى" التي سجّلت فيها المقاومة الفلسطينية انتصاراً تاريخياً حطّمت فيه أسطورة الجيش الذي لم يكن يقهر، فقهرته وكسرت جبروته ولطخّت سمعته بالطين، والأهمّ من ذلك دقّت مسماراً كبيراً في نعش الكيان الإسرائيلي، وسدًدت ضربة قويّة لأحلامه في الاستيطان واستقدام قطعان المستوطنين من أصقاع الأرض، وأعادت الزخم للقضية الفلسطينية والتفاعل معها، وعرّت الاحتلال أمام العالم.

عامان مرّا وأثبتت المقاومة الفلسطينية ثباتها بالميدان وقدرتها على الصمود وإلحاق أكبر الخسائر بالاحتلال حتى إقرار بعض قادته بالهزيمة أمام المقاومة الفلسطينية، والشيء الوحيد الذي نجح فيه الاحتلال هو ارتكاب المجازر والإبادة الجماعية بحقّ الشعب الفلسطيني.

عامان مرّا والشعب الفلسطيني ذخيرة المقاومة وحاضنها أثبت أنّه وفيٌ لها، صامد معها في الميدان، يتقاسم معها الهمّ والغمّ والصمود والنصر غير مبالٍ بما أصابه، لم يهن ولم يتراجع ولم يبدّل.

عامان مرّا وحكاية الصمود والانتصار ما تزال مستمرة على الرغم من حجم الإبادة التي يمارسها الاحتلال، فحريّة الشعوب لا تُعطى وإنّما تنتزع، ومعركة "طوفان الأقصى" جعلت كيان الاحتلال يعيش النزع الأخير عكس الصورة التي يريد أن يصدّرها إلى العالم كأنّه منتصر.

إنّنا في الجماعة الإسلامية في لبنان وبعد مرور عامين على انطلاق معركة "طوفان الأقصى" نجدّد دعمنا لأهلنا في فلسطين، ونقف معهم وإلى جانبهم حتى تحقيق تطلعاتهم في التحرير واسترجاع الحقوق، وكلّنا ثقة بنصر الله، وأمل بصمود الشعب الفلسطيني حتى إنجاز التحرير، والله أكبر ولله الحمد.

بيروت في ٧ تشرين الأول ٢٠٢٥

الجماعة الإسلامية في لبنان