عود على بدء

الإثنين 13 كانون الثاني 2020

كادت الأمور تصل الى خواتيمها السعيدة الاسبوع الماضي , على صعيد تشكيل الحكومة بعد جرعة التفاؤل التي تمّ ضخّها في الأجواء، إلا أن الخلاف على شكل ودور ووظيفة الحكومة، وعلى المحاصصة من جديد فيها فرض حالة من الجمود هي اليوم تهدد بعودة الامور الى المربع الأول إن لم تكن قد عادت فعلاً، في حين يحتاج البلد الى تضحية حقيقية تخرجه من عنق الزجاجة، ومن الأزمتين السياسية والاقتصادية، خاصة في ظل تراجع سعر صرف الليرة اللبنانية أمام العملات الأجنبية الأخرى. لكن للأسف بات المطلوب منهم التضحية والتنازل عن المحاصصة وعن المكاسب الشخصية والخاصة يتصرفون كما لو أن البلد في حالة عادية ولا يعاني شيئاً. هؤلاء هم أصل الداء، ورحيلهم عن القرار السياسي الذي يصادر البلد هو أصل كل دواء. هؤلاء ببساطة وعندما شعروا أن الحراك الشعبي خارج إطار المربعات الطائفية والمذهبية قد تراجع، وأن الاصطفافات بدأت تعود كما كانت من قبل، بدأوا هم يعودون الى سابق عهدهم وسياساتهم ومنطقهم.
وفي مقابل حالة الجمود على مستوى مساعي تشكيل الحكومة كان هناك تحرك جديد للشارع المنتفض في محاولة متجددة لتفعيل الحراك والانتفاضة حتى تظل حارساً على المكتسبات التي يمكن القول إنها تحققت (على قلتها) حتى اليوم. الطبقة المتحكمة بقرار البلد عادت الى ممارسة سياستها، والشارع المنتفض عاد الى تفعيل حراكه من جديد. هي لعبة الشد والجذب بين الطرفين أو بالأحرى بين الأطراف الكثيرة التي تتمظهر في فريقين، وهو ما يعكس إصرار كل فريق على مطلبه أو موقفه، وهو ما قد يعني العودة الى حالة من عدم الاستقرار، وهذا بحد ذاته مسألة لا يتحملها البلد في ظل الظروف التي نعيشها.
على مستوى المنطقة أيضاً عادت الأمور الى ما كانت عليه، خاصة بعد ما شهدت توتراً أمريكياً ايرانياً في أعقاب قيام أمريكا باغتيال قائد فيلق القدس الايراني، الجنرال قاسم سليماني. فقد اكتفى الايرانيون برد صاروخي استهدف قاعدة عسكرية أمريكية في العراق، بينما تفهمت واشنطن الرد واكتفت هي أيضاً بالرد الاعلامي. لقد عادت الأمور الىى ما كانت عليه قبل ذلك. تظاهرات في العراق، تظاهرات في ايران، وتهديدات متبادلة بين الطرفين في الاعلام، ومحاولات لتفادي المواجهة خلف الكواليس.
الحقيقة أن المنطقة برمتها تشهد حالة من الانتظار والاحتقان الذي ينذر بما هو أسوأ، والذي يمكن أن ينزلق بها في أية لحظة نحو المجهول الذي يعيد خلط الأوراق كافة بما ينتج معادلات جديدة في كل الاقليم.

المكتب الإعلامي المركزي