الفرج والثبات
الثلاثاء 13 كانون الأول 2016
بوادر انفراجة بدأت تلوح في أفق تأليف الحكومة اللبنانية، في ضوء الاتصالات والمشاورات التي كانت تجري بعيداً عن الأضواء، والتي على ما يبدو انتهت الى ما يشبه المصالحة بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، حيث من المقرر أن يزور فرنجية قصر بعبدا اليوم الاثنين بصحبة البطريرك الماروني بشارة الراعي. وبالطبع فإن هذه المصالحة قد تفتح الباب أمام تأليف الحكومة حيث بدأ الحديث عن تذليل عقبة وزارة المردة من خلال تنازل الرئيس نبيه بري عنها لصالح المردة مقابل الحصول على وزارة الصحة، وحصول القوات اللبنانية التي كانت وُعدت بالأشغال على وزارة التربية، وقد أبدت القوات انفتاحاً على المقترح حتى لا تكون معرقلة لحكومة العهد الأولى.
على هذا الأساس تتوقع الأوساط المتابعة أن يتم الاعلان عن الحكومة خلال الأيام القليلة المقبلة في موعد أقصاه نهاية الأسبوع الجاري إذا صدقت كل هذه الأنباء والأحاديث، ولكن في بلد كلبنان لا يقول الانسان "فول حتى يصير بالمكيول" على ما جاء في المثل الشعبي.
القضية الأخرى التي ستفتح بعد تأليف الحكومة هي معركة قانون الانتخاب، وكل القوى السياسية أو أغلبها، يقول إنه لا يريد القانون الحالي النافذ، ويريد قانوناً حديثاً وعصرياً يؤمّن صحة وعدالة التمثيل. لا يعني هذا القول الوصول الى اتفاق على هذا القانون، بل يمكن أن يدور النقاش في الأروقة الكثيرة حول قانون الانتخاب، ثم بعد ذلك الوصول الى الفشل والركون مجدداً الى قانون "الستين" النافذ.
إقليمياً، تبدو حلب الى الآن في صدارة الأحداث من خلال الهجوم الهمجي الذي يستهدفها ويستهدف إفراغها من أهلها، وقد تمكنت القوات الروسية والميليشيات الأجنبية وقوات النظام من إحكام الحصار على أحياء حلب التي كانت مع المعارضة، وبفعل غزارة النيران من كافة أنواع الأسلحة، تمكنت هذه القوات من السيطرة على العديد من الأحياء التي دمرتها، وجرى تآكل ذلك وسط صمت دولي وعربي وعالمي .. دون أن يتمكن مجلس الأمن من حماية المدنيين الذين يتعرضون لأبشع أنواع الإبادة وذنبهم الوحيد أنهم يريدون أن يتمتعوا بحريتهم وكرامتهم.
إلا ان السوريين متمسكون بثورتهم وتطلعاتهم، ولا يعني خسارة موقع خسارة التطلعات أو "المعركة"، فمن قبل قيل إن حمص انتهت وغيرها من المدن انتهت، وأن الثورة انتهت.. ولكن أثبتت الأيام أن الثورة ما زالت متجذرة في النفوس وتتقدم على الرغم من كل الخسائر. إنهم يريدون أن يئدوا فكرة الثورة في النفوس، ولكن لن يكون لهم ذلك.
الشعب السوري يواجه اليوم احتلالات كثيرة لبلده وأرضه، وهو بكل تأكيد سيواجه هذه التحدّيات وسينتصر عاجلاً أو آجلاً .. لأنه صاحب الحق والأرض.
المكتب الإعلامي المركزي