شهِدَت الأيامُ والشُّهورُ الماضيةُ تصاعداً في عمليّاتِ اقتحاماتِ المسجدِ الأقصى والاعتداءِ على المصلّينَ فيه، كما وشهِدَتْ هذه الاعتداءاتُ حالةً خطيرةً ليلةَ الأربعاءِ الرابعِ عشرَ من رمضانَ، حيثُ قامتْ قُطعانٌ ممّا يُسمّى الشُّرطةُ بالاعتداءِ وبشكلٍ وحشيٍّ على المُصلِّينَ والعاكفينَ والمُرابطينَ فيه، مما تسبَّبَ بعشراتِ الجَرحَى  ومئاتِ المعتقلينَ.

إنّنا في الجماعة الإسلامية في لبنان وإزاء هذا العدوان الجديد نؤكّد على الآتي:

أولاً : نُحيِّي كلَّ المرابطينَ والمرابطاتِ والصامدينَ في المسجدِ الأقصى وأكنافِه الذين  جمعوا في هذا الشَّهرِ المباركِ بين مجاهدةِ النَّفسِ بصيامِهم ومجاهدةِ العدوِّ برِباطِهمْ وصمودِهمْ، حيثُ  يُشكِّلونَ اليومَ خطَّ الدِّفاعِ الأوَّلِ عنْ مُقدّساتِ الأمّةِ وكرامتِها.

 ثانياً : يبدو واضحاً أنَّ العدُوَّ الصَّهيونيَّ في مأزَقٍ داخلي، وأنّه يعيشُ أزمةً غيرَ مسبوقةٍ، عبّر عنها قادةٌ سياسيون وعسكريون في الكيانِ، وتجلَّت بالتّظاهراتِ، والتخبط حول قراراتِ الاصلاحاتِ القضائيّةِ ومِن ثَمّ تأجيلِها بالإضافةِ إلى قرارِ إقالةِ وزيرِ الحربِ ثمّ العودةِ عنه، وبقرار مئاتِ الضُّباطِ والطّيارينَ والجنودِ الذينَ أعلنوا لأوّلِ مرةٍ في تاريخِ الكيان امتناعِهم عن الذّهابِ إلى الخدمةِ، لذلكَ قرّرتْ الحكومةُ العودةَ عن قراراتِها الّتي تسبّبَتْ بأزَماتِ الكيانِ، ونقلِ المعركةِ لتكونَ مع الفلسطينيّينَ من أجلِ ترميمِ جبهتِها الدّاخليةِ كما تعتقدُ فقامتْ بما تقومُ به وربّما بتطوّرٍ أكبرَ في قادمِ الأيّامِ.

 ثالثا : نطالبُ القمّةَ العربيّةَ الّتي ستُعقدُ في المملكةِ العربيّةِ السّعوديّةِ في أيارَ المقبلِ، أن تتّخذَ قراراتٍ ومواقفَ من شأنِها حماية مقدّساتِ الأمّةِ وفي طليعتِها المسجدُ الأقصى والمصلينَ فيه، ومن شأنِها دعمُ الشّعبِ الفلسطينيّ تعزيزًا لصمودِه.

رابعاً: نؤكِدُ على السُّلطةِ الفِلسطينيّةِ وقفَ كلِّ أشكالِ التّنسيقِ الأمنِيِّ مع العدوِّ وطردِ ومحاكمةِ كلِّ الضُبّاطِ والعناصرِ الذين تسبّبوا باستشهادِ واعتقالِ المئاتِ من الشّبابِ الفلسطينيِّ.

خامساً: ندعو الى وقف كل أشكالِ التّطبيعِ مع العدو الصهيوني وطردِ سفراءِ الكيانِ الغاصبِ.

سادساً: كما نفتخر بموقف الشّعوبَ العربيّةَ والمسلمةَ والحرّةَ عبرَ العالمِ الداعمة للشعب الفلسطيني ودفاعه عن حقوقه وسعيه للتحرر وندعوهم الى المزيد.

سابعاً: ندعو ليكون يومَ الجمعةِ القادمَ، يوم تضامنٍ مع المرابطينَ في المسجدِ الأقصى، بالتوعية في خطبة الجمعة بواجب التضامن مع نضال الشعب الفلسطيني وإطلاق حملاتُ التّبرّعِ والدَّعمِ في كلِّ المساجدِ من أجلِ تثبيتِ المرابطينَ وتعزيزِ صمودِهم، وأن تُقامَ فاعلياتٌ تضامنيّةٌ في كلِّ المناطقِ اللُّبنانيّةِ.

حمَى اللهُ المسجدَ الأقصى ورزقَنا الصلاةَ فيه مُحرّرًا بإذن الله .

١5 رمضان  ١٤٤٤

6 نيسان ٢٠٢٣

الجماعة الإسلامية

                                                                               لبنان