الحروب والوعود الانتخابية
الثلاثاء 27 آذار 2018
منتصف ليل الاثنين الثلاثاء 26/3/2018 تقفل وزارة الداخلية أبوابها أمام تسجيل اللوائح الانتخابية. كل مرشح لم يتسجل بلائحة انتخابية في وزارة الداخلية قبل هذا التاريخ سيكون خارج السباق الانتخابي. هكذا يقول القانون الانتخابي، وهذا سيعني إقصاء العديد من المرشحين الذين لم يتمكّنوا من الانضمام الى اللوائح، وقد تكون هذه إحدى سلبيات القانون الجديد.
إعتباراً من صباح الثلاثاء ستكون كل اللوائح معروفة، وهذه أيضاً من ايجابيات القانون الجديد. ولكن مع انتهاء العمل على تشكيل اللوائح بدأت مرحلة جديدة من الاستحقاق، هي مرحلة الدعاية الاعلامية والاعلانية للمرشحين، التي تشهد صنوفاً من أنواع التهجمات والحملات الاعلامية والتخوينية تارة، والترهيبية تارة أخرى، والترغيبية تارة ثالثة. والرد على هذه الحملات من الأطراف المستهدفة بحملات مضادة تقذف المسؤولية أو التقصير أو التخوين الى الطرف الآخر المقابل. وهكذا تستمر العملية التي تدور بين الأطراف المتنافسة المتصارعة التي تشبه كرة يتم تقاذفها بين الأطراف لإلهاء الشعب المسكين الذي يدفع الأثمان في النهاية.
لقد سمعنا خلال الأيام والأسابيع الأخيرة، وخلال إطلاق اللوائح الانتخابية حملات تتّهم المنافسين بالخيانة والغدر وارتكاب الموبقات، وذهب البعض في حملته الى حدود إثارة كوامن الماضي ونبش القبور، فيما ذهب آخر الى اتهام منافسيه بملفات وأمور يعاقب عليها القانون كتغطية الارهاب مثلاً، بينما استخدم البعض إن لم نقل شمّاعة الاستهداف والتخوين وإثارة العصبيات الطائفية والمذهبية والمناطقية، ونبش البعض الآخر التاريخ فاستحضر محطات سوداء يجب أن تمحى من ذاكرة اللبنانيين. وهكذا شعرنا أننا أمام قوتين أو مجموعة قوى جبارة تتصارع وتتقاذف الاتهامات فيما بينها.
أما عن التقصير والإهمال واللامبالاة تجاه المواطنين، وعن أسباب الأزمات الحياتية والاقتصادية والاجتماعية فحدّث ولا حرج. الجميع يقذف المسؤولية على غيره في تلك الأزمات، كأنه لم يكن جزءاً لا من السلطة الحاكمة. فيما الوعود الانتخابية أكثر من أن تعد أو تحصى من الاطراف المسؤولة أساساً عن كل مآسي البلد، والمتهمة بما يعانيه من فساد وهدر وسرقات وغير ذلك.
لم نرَ من معظم هؤلاء برامج تتحدث عن القادم من الأيام، إنما سمعنا حديثاً عن الماضي. كل هؤلاء لا يريدون القادم، إنما يريدون أن يظلّوا في الماضي وفي التاريخ يجترّون مآسيه لنظل نحن نعيش المآسي والويلات.
أين برامجكم؟ أين التزاماتكم القديمة والسابقة؟ لماذا لم تقدموا لهذا المواطن ما تعدونه به اليوم؟ ما الذي كان يمنعكم؟ أهي مصالحكم؟ أم خلافاتكم على المغانم؟ أم ماذا؟ وكيف بنا نقتنع ؟أنكم ستكونون جديرين بالمسؤولية عن رعياية أمور البلد مرة أخرى؟
الشعب مدعوّ بعد اليوم الى وقفة محاسبة، وقفة مساءلة تسقط كل هذه الفئة المتحكمة في صناديق الاقتراع، ونفتح لها باب الرحيل عن المسؤولية مرة واحدة حتى نستعيد أنفاسنا ونستأنف حياتنا الطبيعية في هذا البلد الجميل الذي تستحقه أجيالنا الجديدة المقبلة.
المكتب الإعلامي المركزي