كورونا وإجراءات الحكومة

الإثنين 16 آذار 2020

Depositphotos_3381924_original

مع دخول لبنان الأسبوع الثالث من شهر آذار ومرور أكثر من ثلاثة أسابيع على اكتشاف أول حالة إصابة بفيروس كورونا في لبنان أقدمت الحكومة على إجراءات في ظاهرها وشكلها جدية ومهمة، حيث أعلنت التعبئة العامة فيما يشبه إعلان حالة الطوارئ الصحية، لكن تبقى العبرة بالتنفيذ والتطبيق.
مما لا شك فيه أن الجميع في لبنان استشعر الخطورة بالنهاية بعد حالة اللا مبالاة والاهمال التي طفت خلال الأيام الأولى للحديث عن اكتشاف حالات الكورونا في لبنان، بدءاً من الحكومة والسلطة وحتى القوى السياسية التي تقف خلفها، وصولاً الى الناس العاديين الذين بدأوا اتخاذ إجراءات وقائية في بيوتهم ومؤسساتهم وعلى المستوى الفردي أيضاً.
وإن تأتي إجراءات الحكومة الأخيرة بالاعلان عن حالة التعبئة العامة وإقفال المطار والمعابر البرية والمرافئ والمرافق العامة حتى موعد آخر، والتشدد في منع التجمعات واللقاءات وما سوى ذلك.. أن تأتي كل هذه الإجراءات متأخرة أفضل بكثير من أن لا تأتي مطلقاً، ولكن تبقى العبرة في التنفيذ والتطبيق. ففي الأيام الأولى لاكتشاف حالات الكورونا اتخذت إجراءات ولكن تبيّن فيما بعد أنها كانت شكلية وإعلانية فقط، ولم تكن جدية او حقيقية الى حين الشعور بحجم الخطر الذي يتهدد البلد، وهنا لا بد من القول إن الأمر لم يعد يحتمل مراعاة المشاعر والخواطر والأطراف السياسية. المسألة أخطر من ذلك وتحتاج الى جدية والى "صرامة" في تنفيذ الإجراءات.
على الطرف الآخر فإن من مسؤولية الناس أيضاً التعاون في مكافحة الفيروس والتصدي له لمنعه من الانتشار أو للحد من ذلك، وهنا لا ينبغي الاستهتار وعدم الأخذ بالاسباب الموجبة، كما لا ينبغي التصرف والتعامل سواء في المنازل وبين العائلات، أو في المؤسسات التي ما تزال تعمل، أو في أي قطاع لا تشمله حالة التعبئة، أو بمعنى آخر لا يمكن الاستغناء عن عمله كالأفران والمشافي والمستوصفات وغيرها، فهذه كلها لا بد أن تطبق أيضاً قواعد وإجراءات استثنائية صارمة للحد من انتشار الفيروس. وطبعاً كل ذلك من مسؤولية الناس لأن إجراءات الدولة وحدها لا يمكن أن تنجح في مكافحة الوباء.
الى كل ذلك , فإن المطلوب في هذه الفترةـ، على الصعيد الاجتماعي، نوع من التضامن والتكافل بين الناس. فالإجراءات المتخذة، سواء كانت حكومية أو ذاتية، ستجعل الكثير من الناس تلازم منازلها، وبالتالي هذا سيفقدها القدرة على توفير الوسائل الضرورية للاستمرار والبقاء، وهنا يأتي دور التكافل والتضامن الاجتماعي بين الجميع لتخطي هذه الأزمة، والأشكال قد تكون مختلفة بين حالة وحالة أخرى.
والى كل ذلك فإن هذا الوضع الذي يعيشه العالم كله يجب ان يدفعنا الى العودة واللجوء الى الله، فهو الذي يكشف الغمّ، ويفرّج الهمّ لعل في الاستغفار ما يخرج الناس من هذه الحالة المرعبة التي يعيشها العالم.
المكتب الإعلامي المركزي