مسلسل انهيار الدولة!

الإثنين 19 أيلول 2016

Depositphotos_3381924_original

تستمر حال المراوحة والشلل على كافة المستويات في ظل حالة التعطيل التي تمارسها بعض القوى السياسية من خلال منع انتخاب رئيس للجمهورية، ومحاولة فرض مرشح واحد في عملية تشبه الى حد كبير عمليات الانقلاب العسكري التي جرت في بعض البلدان، ولكن مع وقف التنفيذ. ومع حالة المراوحة تستمر حالة الشلل وفقد اللبناني ثقته بوطنه وبلده يوماً بعد يوم، وكأن ما يجري خطة يتم تنفيذها بشكل ممنهج لإسقاط الدولة وانهيار النظام لصالح انتاج نظام جديد، بل ربما دولة جديدة تكون فيها اليد العليا لصاحب الغلبة.
أسوأ ما في حالة الشلل والمراوحة أنها بدأت تنتج نوعاً من الازدواجية على مستوى الموقف الرسمي من القضايا الوطنية. ولعل أبرز مثال على ذلك ذهاب لبنان الى مؤتمر المانحين المعني بملف النزوح واللجوء السوري الذي يُعقد في نيويورك برؤيتين، واحدة يحملها رئيس الحكومة تمام سلام وأخرى يحملها وزير الخارجية جبران باسيل، وهذا ما سيجعل المانحين يتبرأون من أي التزام طالما أن الموقف اللبناني ليس موحداً، وااللاجئين يكتوون بنار الفقر والحرمان وغياب الرعاية. ولعل أسوأ ما في كل ذلك موقف وزير الخارجية من ملف اللاجئين، وقد برز واضحاً عندما وافق على منح المرأة جنسيتها لابنها إلا السوريين والفلسطينيين، وهي عنصرية قل نظيرها في هذا العصر.
على صعيد آخر برز خلال عيد الاضحى ملف أمني جرى استغلاله بشكل ملفت ومستهجن في آن. فقد أوقفت القوى الأمنية بعض الشبان على خلفية المتفجرة التي انفجرت في محلة "كسارة" قرب زحلة يوم 31/8/2016، وقيل إن لهم علاقة بالمتفجرة وبغيرها من المتفجرات بحسب بيان الأجهزة الأمنية. كما جرى استدراج المفتي السابق لراشيا والبقاع الغربي الشيخ بسام الطراس ليلة العيد، وتم توقيفه على خلفية الحادثة، ثم بعد ذلك تم اطلاق سراحه تحت الضغط، وقد اعترفت السلطة السياسية أن توقيت التوقيف كان خاطئاً، فيما أكدت الهيئات العلمائية وبيانات بعض لقوى السياسية أن العملية برمتها تدخل في إطار التخويف والرسائل السياسية وملاحقة داعمي ثورة الشعب السوري.
أياً تكن الحقيقة في هذا الملف، يبقى أمر مهم لا بدّ من التوقف عنده وعدم تجاوزه. ذلك أن شعوراً يتنامى بشكل كبير في الأوساط الاسلامية باستهداف الساحة الاسلامية من اجل الزج بها في السجون والمعتقلات على خلفية موقفها من ثورة الشعب السوري، ومشاركة قوى لبنانية بتلك الحرب. وهو شعور يتعاظم ويضع شرائح كبيرة من المجتمع المسلم أمام سؤال محيّر ويحتاج الى إجابة صريحة وواضحة، هل الدولة مع المواطن؟ أم أنها مع مواطن على حساب آخر؟ وهل يسود القانون فوق الجميع؟ والجدير ذكره أن بعض البيانات تحدثت عن تهم وُجّهت لبعض الشبان بالمسؤولية عن تفجيرات استهدفت مقاتلين كانوا متوجهين الى سوريا للقتال الى جانب النظام السوري!!
البلد على مفرق طرق، وإذا كان البعض يريد أن يزج به في أتون أزمات المنطقة من خلال اللعبة التي باتت مكشوفة عبر شيطنة قسم من اللبنانيين لتبرير الانضمام الى محاور تحارب ما يسمى الارهاب. فإن ذلك سيدفع كثيرين من اللبنانيين الى رفض ذلك على طريقتهم من أجل الحفاظ على لبنان.

المكتب الإعلامي المركزي