محطات

الإثنين 8 تموز 2019

Depositphotos_3381924_original

انشغل اللبنانيون طيلة الأسبوع الماضي بحادثة الجبل المؤسفة التي كادت تنزلق بالبلد نحو المجهول والفتنة، إلا أن العودة الى لغة العقل والحكمة، خاصة من بعض الأطراف الحريصة على استقرار البلد فوّت الفرصة على المصطادين بالماء العكر، وحال دون تطوّر الامور وخروجها عن السيطرة حتى الآن . على أمل أن تتم معالجة ما جرى وفق ثلاثة مسارات سياسي وقضائي وأمني وصولاً الى ضمان عدم تكرار ما حصل.
إلا أن المسألة التي لم تقلّ خطورة عن حادثة الجبل هي مسألة محاولة تعطيل مجلس الوزراء , والتعامل مع الجلسة التي كانت مقررة يوم الثلاثاء الماضي بنوع من اللامبالاة واللامسؤولية , وصولاً الى ما يشبه مقاطعة الجلسة من قبل تكتل لبنان القوي على الرغم من المقاطعة التي عاد أصحابها عنها في اللحظة الأخيرة، دفعت رئيس الحكومة الى تأجيل الجلسة على الرغم من اكتمال النصاب الرسمي لها بعد قرابة ساعتين من الانتظار.
إن هذه السابقة في تعطيل مجلس الوزراء تعد نوعاً من تجاوز الدستور والصلاحيات وتلكؤ عن القيام بالواجب يحاسب عليه القانون , فضلاً عن أنه توجد أزمة سياسية جديدة لبنان بغنى عنها.
إن رئيس الحكومة معنيّ أمام هذه الحادثة وأمام حادثة الجبل في قبرشمون، بإيجاد الأجواء المناسبة لضمان عدم تكرار مثل هذه "الخروقات". إن رئيس الحكومة والقوى السياسية التي تنادي بمبدأ سيادة القانون والمؤسسات معنية بعدم إفساح المجال لأي فئة أو طرف سياسي يريد أن يمارس نوعاً من الترف عبر تهديد وجود الحكومة، أو التعدي على صلاحيات رئيسها أو صلاحيات الوزراء.
لقد شعر الكثير من المواطنين الحريصين على قيام البلد بالاهانة , التي جاءت جزءاﹰ من تصرّف وزراء التيار الوطني الحر غير المبرر وغير المسؤول بالغياب عن جلسة الثلاثاء الماضي، أو ترك زملائهم الوزراء ينتظرون هذا الوقت الطويل، ولذلك فقد تحيّن هؤلاء المواطنون الفرصة المؤاتية للتعبير الديمقراطي السلمي عن رفضهم لتلك الممارسات، وترجموا ذلك عملياً من خلال المقاطعة الواسعة لزيارة رئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل، الى مدينة طرابلس وبقية الشمال وعكار، فكانت صفقة مهمة لرئيس التيار أكدت له أن الخطاب الفئوي والتخويني والاتهامي مرفوض تماماً، والتحريض بأي شكل أو اتجاه غير مقبول على الاطلاق، فكان ذلك أفضل تعبير حضاري عن رفض تلك السياسات والممارسات.
إقليمياً تطور الأمر على مستوى التهديدات الأمريكية الايرانية في ضوء قرار ايران العودة الى تخصيب اليورانيوم أكبر مما يتيحه الاتفاق النووي، وهذا ما أقلق أميركا والدول الغربية بشكل عام، وربما يكون قد فتح الباب على سياسات جديدة، وعلاقات جديدة وربما تهديدات قد تتحول في أي لحظة الى حرب مفتوحة.
أخيراً , منطقتنا اليوم تمر في هذه المرحلة بمحطات مهمة حين يجري العمل عند أكثر من طرف على رسم مستقبل هذه المنطقة فضلاً عن حدودها الجغرافية ولاسياسية، ومن هنا يجب أن يدرك الجميع أننا ما زلنا وسط صراع ومعركة لم تُحسم لأي من الأطراف بعد.
المكتب الإعلامي المركزي