فرص

الإثنين 20 أيار 2019

واصلت الحكومة خلال الايام الماضية جلساتها الماراتونية بهدف التوصل الى اتفاق على مشروع قانون الموازنة العامة للعام 2019.
المعروف أن الذي أعاق وما زال يعيق إقرار المشروع في مجلس الوزراء هو محاولة خفض العجز المالي من خلال زيادة الواردات أو خفض النفقات، وكلا الأمرين يترك أثراً اجتماعياً واقتصادياً بالغاً على الفقراء وذوي الدخل المحدود.
فزيادة الواردات تتطلب فرض مزيد من الضرائب وهذا يطال الجميع. وخفض النفقات يفرض تقشفاً يطال أيضاً الجميع ويتأثر به بشكل مباشر وأساسي الفقراء وذوو الدخل المحدود. فيما المطلوب في كلا الحالتين من أجل زيادة الواردات أو خفض النفقات وقف الهدر ومكافحة الفساد ووقف التهرب الضريبي والانتهاء من سياسة الزبائنية السياسية ومنطق المحاصصة والتوظيف العشوائي وما سوى ذلك. وللأسف فإن الحكومة غير جادة في التوجه نحو هذه العناوين لمعالجة مسألة خفض العجز في المالية العامة.
اليوم باتت الموازنة بين سندان النقابات الرافضة لأي مس بالحقوق والمكتسبات، وبين مطرقة الحكومة التي لا يريد أطرافها دفع الفاتورة من مكتسباتهم التي يصح القول إنها غير مشروعة، وبانتظار ولادة هذه الموازنة يظل الوضع مهدداً بالانزلاق نحو الهاوية والفوضى الاقتصادية التي يمكن أن تجر كل أشكال الفوضى الأخرى.
في لبنان وعلى صعيد آخر، شهدت الايام الماضية مناسبتين. واحدة حديثة وأخرى تاريخية.
أما المناسبة الحديثة فهي وفاة البطريرك الماروني نصر الله صفير. وشكّل موته مناسبة استذكر الناس فيها مواقفه من النظام السوري بشكل أساسي، وكذلك مواقفه من العيش المشترك، وقد جسد ذلك خاصة في التضامن مع استشهاد المفتي الشيخ حسن خالد حيث فتح حينها أبواب بكركي لتقبل العزاء بالمفتي الشهيد. وكذلك موقفه من تغطية موافقة النواب المسيحيين وتوقيعهم على اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية المشؤومة.
واما المناسبة التاريخية فهي ذكرى استشهاد المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد بانفجار في بيروت اتهم النظام السوري بالوقوف خلفه. ومعروف أن المفتي الشهيد كانت له مواقف صلبة أيضاً من النظام السوري كما كان حريصاً كل الحرص على العيش المشترك في لبنان .
اليوم , لبنان بحاجة الى تعزيز مفهوم العيش المشترك من خلال احترام نصوص الدستور والتزام مندرجات اتفاق الطائف بحيث لا تطغى أي فئة على أخرى، ولا تشعر أية فئة أنها مستهدفة أو مستضعفة.
إقليمياً تعيش المنطقة حالة حبس انفاس في ظل تصاعد التهديدات المتبادلة بين الولايات المتحدة الأمريكية وايران بالحرب، على امل ان تجد الامور حلاً دون الانزلاق نحو الحرب التي يمكن ان تكون مدمّرة.
المكتب الإعلامي المركزي