رسائل بومبيو !

الإثنين 25 آذار 2019

Depositphotos_3381924_original

استأثرت زيارة وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو بالاهتمام والمتابعة خلال الاسبوع الماضي، فالرجل حل ضيفاً على الرؤساء الثلاثة وعلى وزيري الخارجية والداخلية، وعلى حاكم مصرف لبنان وقائد الجيش، فضلاً عن لقائه بشخصيات حزبية وسياسية لا تشغل موقعاً رسمياً. وفي كل تلك اللقاءات التي عقدها والتي لم يصدر عنها الكثير من المعلومات، سوى ما جرى الحديث عنه في بعض الصالونات السياسية، فإن بومبيو كرر لازمته التي أراد من خلالها، ويحسب كل ما أشيع وأذيع، محاصرة ما يسمى بنفوذ حزب الله في الدولة اللبنانية، وحذّر من عقوبات أمريكية جديدة قادمة ستطال كل من يقف مع الحزب وايران.
هذا المشهد الذي أُعلن من الزيارة أو تم الحديث عنه أو كشفه. أما ما لم يعلن ولم يتم كشفه فهو غير معروف على وجه الدقة، وإن كانت بعض المعطيات تشير الى أبعد مما جرى الحديث عنه، إذ تشير المعطيات الى أن بومبيو وإدارته يجدان أن الوقت الحالي يسمح اكثر من أي وقت آخر باتخاذ خطوة إضافية تصب في خطة تصفية القضية الفلسطينية من خلال إنجاز اضافي لما يعرف بصفقة القرن، وذلك من خلال العمل لتصفية الوجود واللجوء الفلسطيني في لبنان، إما من خلال التوطين او من خلال التهجير، وهذا قد يطال البيئة الحاضنة لهذا اللجوء، لذا وجب الانتباهبشكل جيد للمرحلة المقبلة.
كما وأن هناك معطيات أخرى تشير الى أنه تم بحث مسألة الحدود البحرية بين لبنان وما يعرف حالياً بكيان الاحتلال الاسرائيلي لتنظيم مسألة الغاز في المتوسط، خاصة وأن اتجاهاً يعمل من أجل منح الشركات الروسية الالتزامات للعمل في المنطقة الحدودية البرية في كل من لبنان وكيان الاحتلال، بما يجعل ادارة تلك المنطقة واقعة تحت النفوذ الروسي، وأميركا تريد ترتيب هذه الصفقة حتى تكون برعايتها لحفظ حصتها ودورها وهيمنتها على المنطقة.
وبناء عليه فإن عنوان الزيارة وهو قد يكون أيضاً من الاهداف، محاصرة نفوذ حزب الله. إلا أن حقيقتها قد تكون غير ذلك تماماً.
الامر الآخر الذي لا بد من الاشارة اليه، وإبداء ملاحظة حوله، يتعلق باللقاءات التي عقدها بومبيو، مع وزراء وموظفين و سياسيين بشكل منفرد، وهذا ما يرسم علامات استغراب واستهجان كثيرة على حجم التدخل أو الضغط الخارجي، والأمريكي على وجه التحديد على لبنان.
اقليمياً برز الحديث عن قرار أمريكي بالاعتراف بسيادة الكيان الصهيوني على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، وهذا يذكرنا بوعد بلفور المشؤوم الذي اعطى فيه من لايملك لمن لا يستحق. اليوم ترمب يعطي الجولان وهو لا يملكه الى الاحتلال الاسرائيلي وهو لا يستحقه. والجولان هو ملك للشعب السوري وللأمة العربية والاسلامية، ولا يملك مخلوق بمفرده حق التصرف به، ونأمل أن لا يكون خلف هذا القرار الامريكي صفقات سياسية عفنة كجزء من ثمن طي صفحة سوداء في تاريخ من سحق الشعب السوري لتكون كفارة البقاء على كرسي الحكم !

المكتب الإعلامي المركزي