لا لليأس !!

الإثنين 26 تشرين الثاني 2018

Depositphotos_3381924_original

ما تزال عقدة ما عُرف بتمثيل النواب السنّة الستة في الحكومة تعيق تشكيل الحكومة على الرغم من الاتفاق على باقي التفاصيل الأخرى المتعلقة بتوزيع المقاعد الوزارية. وعلى الرغم من مرور شهر تقريباً على بروز هذه العقدة الى السطح، لم تبرز حتى الساعة أية بوادر لحلحلة هذه العقدة، بل على العكس، فقد أكد الرئيس المكلف رفضه تمثيل أحد هؤلاء النواب من حصته الوزارية، في مقابل رفض حزب الله تسليم أسماء وزرائه الى رئيس الحكومة المكلف , بانتظار قبول الرئيس المكلف ضم أحد النواب السنّة الستة الى الحكومة.
الاسبوع الماضي احتفل لبنان بالذكرى الخامسة والسبعين للاستقلال. كالعادة اقام الجيش عرضاً عسكرياً، والرؤساء الثلاثة يتقبلون التهنئة في القصر الجمهوري. وهذا العام جرى الاحتفال في ظل غياب حكومة أصيلة. كما في سنوات سابقة , جرى الاحتفال إما في ظل غياب رئيس للجمهورية، وإما في ظل حكومة تصريف أعمال أيضاً.
الى متى تبقى الأمور على هذه الشاكلة؟ متى نشعر في لبنان بسيادتنا وقرارنا المستقل فعلاً وقولاً؟ الى متى تظل الهيمنة متحكمة بمصير ومستقبل البلد؟
إن الذي يجري يأتي كأنه في سياق مدروس , الهدف منه الوصول بأبناء البلد، أو بشريحة أساسية فيه، الى حالة من اليأس والاحباط و"القرف". سياق يرى فيه البعض محاولة لتكريس أعراف جديدة في البلد تفرض منطق الغالب والمغلوب، وتنقلب على منطق الشراكة الفعلية الحقيقية التي كرسها اتفاق الطائف . ولعل في محاولة ضرب النصوص الدستورية الناظمة لعملية تشكيل الحكومات من خلال فرض الأعراف ما يؤكد نيّة البعض الذهاب في هذا الاتجاه.
إن المطلوب اليوم في ظل هذه المحاولات أن يمنع المستهدفون بها تسرّبها الى داخل صفوفهم لزرع الاحباط واليأس، وكذلك أخذ زمام المبادرة من خلال جمع الصف ووحدة الموقف، وهذا لا يتم الا من خلال تواضع الجميع، واعترافهم بالواقع، وتعاملهم معه انطلاقاً من اعتماد خطط لإفشال كل ما من شأنه تكريس وفرض سياسة الأمر الواقع والغالب والمغلوب، وهذا يحتاج أيضاً الى انفتاح المكونات على بعضها داخل الساحة الواحدة، او مع الساحات الأخرى , قبل أن يشتعل فتيل الفتنة التي نجونا من لهيبها طيلة الفترة الماضية من عمر الأزمات التي عصفت بالجوار.

المكتب الإعلامي المركزي