استهجان هنا وهناك !

الإثنين 22 تشرين الأول 2018

Depositphotos_3381924_original

نهاية الأسبوع الماضي حفلت بعدة أخبار محلية وإقليمية مهمة ولها تأثيرها العام في المشهد الداخلي والإقليمي.
على المستوى الداخلي عمّت خلال نهاية الاسبوع الماضي الأجواء التفاؤلية بقرب تشكيل الحكومة بعد الاتفاق على صحة ما نسبته أكثر من تسعين بالمئة من العقد التي كانت قائمة، حتى ظنّ كثيرون أن الولادة الحكومية كان يمكن أن تكون يوم السبت الماضي، وتنتظر عودة رئيس المجلس النيابي من الخارج.
ولكن سرعان ما بدأت هذه الأجواء التفاؤلية تتبدد وتتبخّر مع عودة بروز بعض العقد المستعصية على الحل حتى لحظة كتابة هذه السطور. فبعد الحديث عن موافقة رئيس الجمهورية ، إثر لقاء بعيد عن الاعلام مع رئيس الحكومة المكلف على منح وزارة العدل لتكون من حصة القوات اللبنانية، عاد الحديث مجدداً عن تمسك الرئيس ميشال عون بوزارة العدل لتكون من حصته على اعتبار أنها وزارة يجب أن تكون على مسافة واحدة من كل القوى ومن كل اللبنانيين، في صورة تعكس حقيقة أن الوزارات الأخرى نتحوّل الى ملك خاص للجهات التي تشغلها.
ومع الحديث عن عودة المطالبة بوزارة العدل لحصة رئيس الجمهورية عادت الأمور الى المراوحة من جديد ، فيما يبذل الرئيس المكلف سعد الحريري محاولات لتذليل هذه العقبة علّها تسهم ، إذا لم تلد عقبات أخرى، في تشكيل الحكومة وإعلانها، ولكن يبدو أيضاً أن أطرافاﹰ أخرى تحركت على خط العرقلة بعدما تلقت إشارات من جهات فاعلة بحقها في المشاركة والتمثّل بالحكومة.
على كل حال ، بدأ تظهر بشكل أكثر وضوحاً الجهات التي تعرقل تشكيل الحكومة، والتي يهمها قبل مصلحة الوطن والخلاص من الأزمات مصالحها الخاصة الضيقة والحزبية ، وهو ما يشير الى ضيق أفق أولئك، وهو ما يدعو أيضاً الى الاستهجان بعدما كادت الأمور تصل الى خواتيمها السعيدة.
على المستوى الاقليمي انشغل العالم خلال الاسابيع الماضية باختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي بعد دخول قنصلية بلاده في اسطنبول في الثاني من الشهر الجاري، وقد تضاربت الروايات في حينه حول مصيره ، حتى جاءت الرواية الرسمية السعودية تؤكد وفاته داخل القنصلية بعد اشتباك بالأيدي مع مجموعة من السعوديين قدموا من المملكة لمقابلته، ومن ثم الرواية الأخرى شبه الرسمية التي قالت أنه مات خنقاً داخل القنصلية عندما حاول أعضاء الفريق منعه من الصراخ، إلا أن أياً من الروايتين لم تتحدث عن الجثة، فيما ذهبت تسريبات الأمن التركي ومكتب الادّعاء العام الى رواية أخرى مغايرة ، تفيد أن خاشقجي قتل عمداً ولم يتوفى وفقاً للرواية السعودية.
وبغض النظر عن الرواية الصحيحة والصادقة من تلك الروايات الكثيرة ، التي جاءت من أكثر من طرف ومصدر، ما يهم العالم اليوم هو معرفة الحقيقة الكاملة، ومن ثم محاسبة المسؤول عنها حتى يسود منطق العدل ، وحتى يظل الانسان آمناً على نفسه وماله وعياله من أي بطش خارج إطار العدالة والقانون.

المكتب الإعلامي المركزي