الشروط المعيقة للتأليف

الإثنين 3 أيلول 2018

Depositphotos_3381924_original

قرابة مئة يوم مرّت على تكليف الرئيس سعد الحريري تأليف الحكومة من دون أن تتم عملية التأليف, على الرغم من الاتصالات والمشاورات التي أجراها ويجريها الرئيس المكلّف.
المسألة كانت تعود في البداية الى مستوى المطالب والشروط التي رفعها كل طرف من القوى السياسية لتسهيل عملية التأليف، خاصة أن الرئيس المكلف أعلن أنه سيعمل على تأليف حكومة وطنية جامعة تضم كل أو أغلب القوى السياسية الممثلة في المجلس النيابي.
وبغض النظر عن موقفنا من ذلك،  فان المشكلة وكما بات معلوماً وواضحاً اليوم، أن الرئيس المكلف والمعني الأساسي، بل ربما نكاد نقول الوحيد، بتأليف الحكومة , رضي أو ارتضى أن تشاركه الأطراف الأخرى وجهات نظرها وآراءها، لكنها تحّولت الى موقع الذي يملي الشروط، بل حتى وضع "الفيتوات" على الأطراف الأخرى المشاركة، وعلى قاعدة "رضينا بالهم والهم ما رضي بنا".
لقد سمعنا وقرأنا خلال الساعات الماضية أن بعض الأطراف السياسية المحسوبة على تحالف مع الرئيس المكلف، عادت وتنازلت عن بعض مطالبها وشروطها لصالح تسهيل تأليف الحكومة، وهنا يأتي الحديث عن مرونة قدّمتها القوات اللبنانية، أو بالأحرى تعاملت بها مع ملف التأليف. إلا أن المفاجأة أن منافسها او خصمها في الساحة المسيحية، التيار الوطني الحر، عاد ليضع "فيتو" جديد على حصة القوات المقترحة بحيث أنه رفض أن تتسلم وزارات معينة في مقابل إصراره على تسليمها حقيبة "دولة". وكأن التيار الوطني هو الذي يؤلف الحكومة، ويضع خطوطها العريضة، مطيحاً بذلك بدور الرئيس المكلف.
هذا الأمر إن كان صحيحاً، وقد أوردته الصحف دون أن ينفيه الطرف المعني حتى الساعة ، فإن ذلك يعني تعدّ صريح وواضح على صلاحيات الرئيس المكلف، بل حتى على القوى السياسية الأخرى، وقد أشار الى ذلك عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور، عندما تحدث وأكد أن العقبة الأساسية في طريق تأليف الحكومة هي عقبة وعقدة الاستئثار والاحتكار. كما أشار اليها نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، عندما قال في خطاب له ان الطريق الى رئاسة الجمهورية ليس مرتبطاً بتشكيل الحكومة , في إشارة واضحة وصريحة الى مطالب رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل.
بعد اليوم وبعد هذا الحديث وهذه التنازلات من بعض الأطراف مقابل "فيتوات" من أطراف أخرى , لم يعد جائزاً أو مقبولاً ان يقال أن الرئيس المكلف هو المسؤول عن تأخير ولادة الحكومة. بات من الواضح أن هناك فريقاً أو ربما بالأحرى شخصاً، يريد أن يستأثر بالبلد , وهو الأمر المرفوض حتى من الحلفاء.
المطلوب اليوم من الرئيس المكلف وضع الأمور في نصابها، ووضع النقاط على الحروف، وتسمية الأشياء بأسمائها، وليتحمّل بعد ذلك كل طرف مسؤوليته، وحتى لا نبقى نعيش حالة الانتظار.

المكتب الإعلامي المركزي