كفى استنزافاً للوطن

الإثنين 27 آب 2018

Depositphotos_3381924_original

دخل الاستحقاق الحكومي شهره الرابع من دون أن يتمكن رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري تدوير الزوايا وحل العقد الحكومية وتلبية مطالب القوى السياسية.
البعض يرجع أسباب تأخر ولادة الحكومة الى الشروط التي تضعها القوى السياسة، والمطالب التي ترفعها. والبعض الآخر يرى الأسباب خارجية تتصل بمصالح قوى إقليمية ودولية لا تريد تشكيل حكومة في لبنان قبل جلاء المشهد الكلي في المنطقة، سواء في العراق أو سورية أو اليمن.
البعض بدأ يتحدث عن سحب التكليف، وعن ضيق الوقت وعن الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلد، وتناسى أو تجاهل أن مطالبه وشروطه جزء من العقد التي تعيق تشكيل الحكومة، حتى أن البعض كاد يذهب الى وضع شرط إعادة تطبيع العلاقة مع النظام السوري لتسهيل عملية تأليف الحكومة.
يجب أن يتذكر الجمييع أن هذا البلد محكوم بالتوافقات وعليه فإن صيغة "اللا غالب  واللا مغلوب" ستظل حاكمة طالما أن هناك توازنات إقليمية ودولية، وطالما هناك تشابك مصالح بين تلك القوى. وعليه يجب أن تدرك القوى السياسية ذلك، وتعمل على توفير الجهد من أجل هذا البلد.
وثيقة الوفاق الوطني التي جرى الاتفاق عليها في مدينة الطائف السعودية، والتي وضعت حداً للحرب المشؤومة في لبنان ما زاتل صالحة للحفاظ على الاستقرار النسبي أمنياً وسياسيا، والمطلوب اليوم احترام والتزام هذه الوثيقة التي كرّست مفهوم المشاركة على الرغم من سلبيات المحاصصة التي كرّسها أيضاً.
هناك أزمات حياتية كثيرة يعاني منها المواطن اللبناني، سواء في حياته اليومية لتوفير الماء والكهرباء والتخلص من النفايات، أو تلك التي تتصل بمستقبل أبنائه بالمدارس والاستشفاء وفرص العمل وخلاف ذلك.
هذه العناوين تشكل نسبة مشتركةة كبيرة بين كل اللبنانيين ولا ندري في لبنان – نحن الشعب – لماذا الطبقة السياسية هذه المشتركات وتدفعنا دفعاص للعيش في مناطق التداخل والالتباس بل وحتى الاشتباك؟!
هناك مسؤولية ملقاة على عاتقنا – نحن المواطنون – في مساءلة ومحاسبة هذه الطبقة المتحكمة بنا جميعاً. هم الذين يصنعون منا فزّاعات لبعضنا البعض. هم الذين يباعدون بيننا لأن منطق مصالحهم يطلب ذلك، ولذلك اختصروا الطائفة والدولة وكل شيء بهم فقط.
لبنان بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى الى حكومة. حكومة جامعة تجعل همها الأأول مصلحة البلد، لا مصلحة القوى السياسية التي ستجلس على مقاعدها. كفى استنزافاً واستغلالاً لهذا الوطن تحت عنوان الاصلاح تارة، ومحاربة الفساد تارة أخرى والحفاظ على الكيانات التي تدمّره من الداخل في أغلب المرات.

المكتب الإعلامي المركزي