حوار شيِّق وجريء مع نائب الجماعة الإسلامية حول الرئاسة والحوار والعراقيل
الإثنين 17 تشرين الأول 2016
حوار شيِّق وجريء مع نائب الجماعة الإسلامية حول الرئاسة والحوار والعراقيل
الحوت لـ«اللواء»: الإنقسام الحاد لا يسمح بمجيء رئيس ينتمي إلى أحد الإصطفافين
الاثنين,17 تشرين الأول 2016 الموافق 16 محرم 1438هـ
لا فيتو على شخص العماد عون وأحتاج إلى أجوبة كي أقيِّم الموقف
بقلم د. عامر مشموشي وكارول سلوم
حجم العرقلة يحول دون إنجاز الإنتخابات في 31 ت1
لماذا على الحريري أن يأخذ على عاتقه لوحده إيجاد حلّ لأزمة الرئاسة
كان الأجدى أن تكون مبادرة حلّ الأزمة الرئاسية على طاولة الحوار
واهم من يعتقد أن لا تنسيق وثيق بين حزب الله وحركة أمل
في قراءة نائب الجماعة الإسلامية في بيروت الدكتور عماد الحوت لمبادرة الرئيس سعد الحريري بشأن الأزمة الرئاسية، الكثير من الشرح والتوضيح، لقد أراد النائب البيروتي تقديم صورة متكاملة في ما خص ترشيح العماد ميشال عون لا تشبه غيرها، فالمواقف وترجمتها تبقى هي الاختبار المتبقي للنوايا في ما خص وصول العماد عون إلى سدّة الرئاسة.
وقد يكون موقف النائب الحوت هو الأقرب من مواقف بعض القوى السياسية التي لا تميل إلى وصول رئيس من الاصطفافين القائمين في البلد، وهو ما عبّر عنه صراحة.
الحديث مع نائب الجماعة الإسلامية تركز على مواضيع الساعة وكل ما يتصل بالاستحقاق الرئاسي الذي لم يصل إلى المخرج المنشود.
كان الحوار معه جريئاً وصريحاً إلى أقصى الحدود. وهذه سمة يتميّز بها الحوت الذي وافانا بحديث شيّق.
وفي ما يلي نص الحوار معه:
رئيس خارج الاصطفافات
{ من موقع التحالف مع الرئيس سعد الحريري، ما هو رأيك بالحراك الجديد وما يطرح في هذا المجال؟
- من موقع التحالف، لم يحصل تشاور في المبادرة التي حصلت، وبالتالي نحن معنيون في إعلان موقف انطلاقاً من قناعاتنا في هذا السياق. من وجهة نظرنا، نرى أن الانقسام الحاد في البلد لا يسمح بمجيء رئيس ينتمي إلى أحد الاصطفافين، نحن بحاجة إلى رئيس يجمع بين هذين الاصطفافين ليتحولا إلى شعب واحد. إذا تمكن العماد ميشال عون ومن خلال برنامجه إقناعنا بأنه خرج من الاصطفاف، فيصبح الموضوع عندها موضع نقاش، لكن حتى هذه اللحظة هو يعلن عن نفسه انه جزء من اصطفاف، وبالتالي نعتقد ان الموضوع لم ينضج بعد بالشكل الكافي.
{ ماذا عن زيارة وفد التيار إلى الجماعة الإسلامية، ألم تحمل جواباً على هواجسكم؟
- في البداية، ما من فيتو لدينا على شخص العماد عون، ولا نتعاطى عى أساس انه فيتو غير قابل للتراجع. نحن ننطلق من موقع رئيس الجمهورية في هذه المرحلة الحسّاسة، إذا كان العماد عون قادراً على الخروج من الاصطفاف الذي ينتمي إليه ويجيب عن هواجس الساحة الإسلامية السنية نتيجة تراكم التصريحات والمواقف، فيصبح الموضوع قابلاً للنقاش، لكن قبل ذلك كيف استطيع الذهاب إلى انتخاب رئيس للجمهورية، يمارس اليوم تعطيل المؤسسات، ويشكل غطاءً لسلاح خارج إطار الدولة، وغطاءً لحرب خارج الحدود اللبنانية، في سوريا واليمن وغيرها، وبالتالي انا احتاج إلى أجوبة واضحة لهذه الأسئلة حتى استطيع ان اقيّم الموقف من انتخاب العماد عون.
الحاجة إلى مواقف واضحة
{ في مقابلته التلفزيونية الأخيرة، قدّم العماد عون نفسه كرئيس ميثاقي وأنه أتٍ لتوحيد جميع اللبنانيين؟
- صحيح، لكن هذا الأمر يحتاج إلى ترجمة في المواقف السياسية. لا يكفي ان أعلن ما يشبه «اعلان نوايا» ينبغي ان يصرّح ما هو موقفه من سرايا المقاومة والحرب خارج لبنان، وما هو برنامجه، إذا رغب أحد الأفرقاء في تعطيل المؤسسات، كما يفعل هو اليوم. وهذا جزء من برنامج الرئيس العتيد. أريد ان اختار برنامجاً وليس إعلان نوايا أو شخصاً. وإذا قدّم لي هذا البرنامج بإعلان واضح وبموقف واضح، يصبح الموضوع قابلاً للنقاش.
{ لكن للعماد عون ارتباطات سابقة لترشحه؟
- هذه لا تقع من ضمن مسؤوليتي، تقع مسؤوليته في اقناعي به رئيساً للجمهورية، وهو المرشح الذي ينبغي ان يقنعني لانتخابه رئيساً للجمهورية، إذا لم يستطع اقناعي، فمن الطبيعي ان ابحث عن مرشّح آخر لإعطائه صوتي.
{ ماذا تقصد بالاصطفاف وكأنه هو من يُشكّل العائق امام عملية الانتخاب مع العلم انه لم يعد هناك من 8 و14 آذار؟
- صحيح، لم يعد هناك من 8 و14 آذار، ولم يعد هناك من فريق متماسك، لكن هناك اصطفافاً بين منطق يقوده حزب الله يقول باستباحة الدولة على كل المستويات والامساك بالدولة والاستفراد بقرارها من ناحية، وهناك منطق آخر أصبح الآن غير متماسك وهو بقايا منطق 14 آذار، ولقد حصل توتر مسلم - مسيحي وتوتر سني - شيعي، لا يستطيع ان يأتي رئيس جمهورية في هذه المرحلة ويكون جزءاً من هذا التوتر، دعوني أذكّر ان خطاب رئيس التيار الوطني الحر في الأشهر الماضية كان خطاباً مسيحياً طائفياً بامتياز، ولم يكن خطاباً توافقياً، نحن بحاجة إلى رئيس يجمع بين جميع اللبنانيين بمختلف انتماءاتهم 8 و14 آذار، مسلمين ومسيحيين سنة وشيعة، ومن دون تمييز، والعماد عون لم يقدم حتى هذه اللحظة البرنامج الذي يقنع بإمكانية ان يكون هو الرئيس، عندما يقدم هذا البرنامج بتعهدات واضحة وبمواقف واضحة، يصبح الموضوع قابلاً للنقاش، اعود وأكرر ان ما من فيتو على شخص، بل ان المهم هو البرنامج.
{ يعني بشكل أو بآخر تطالبون بسلة تفاهمات قبل البحث حو الشخص؟
- نحن نطالب بمواقف رئيس الجمهورية من نقاط محددة، انا لم اتكلم عن الوزارات ولا عن البيان الوزاري، لأنه شأن دستوري يأتي في حينه. اتكلم عن أمور حاصلة اليوم، عن السلاح خارج الدولة والقتال خارج لبنان والخطاب الطائفي والمذهبي وتعطيل المؤسسات، ما هو موقف العماد عون من كل ذلك، وهذه النقاط لا علاقة لها بالسلة أو الاستحقاقات الدستورية، إنما موقف رئيس الجمهورية، بالممارسة لا يزال العماد عون يمارس التعطيل، رأينا كيف ان مجلس النواب معطّل وكذلك الأمر بالنسبة إلى مجلس الوزراء، وأنا اسأل إذا أصبح رئيساً للجمهورية، هل يستمر في تعطيل المؤسسات وارباك البلد؟ هذا السؤال يطرح نفسه. العماد عون لم يتخذ موقفاً واضحاً من السلاح خارج الشرعية. وما هو موقف العماد عون من الحادثة التي حصلت منذ أيام مع الوزير السابق وئام وهّاب في الجمارك؟ وما هو موقفه من التدريبات التي يقوم بها الحزب القومي السوري؟ ومن سرايا المقاومة؟ انا لم اسمع موقفاً واضحاً في هذا الخصوص. وأسأل ما هو موقفه مما قاله السيّد نصر الله من انه معني بحرب اليمن.
{ هل ما زلت تعتقد ان حزب الله لا يريد انتخابات رئاسة الجمهورية؟
- ما زلت على قناعتي التي تقول ان حزب الله الآن يعتبر نفسه انه يضع يده على البلد. أي مرشّح للرئاسة حتى وأن كان حليف حزب الله، عندما يصل إلى رئاسة الجمهورية، سيطرح على نفسه أسئلة، أي أين موقعه كرئيس للجمهورية من القرار، وهل يُشكّل حالة إرباك لحزب الله سواء على المستوى الداخلي أو على مستوى مساهمته في الحرب في سوريا والاعتداء على الشعب السوري. لذلك فإن المصلحة الداخلية للحزب تقتضي الا يكون هناك رئيس للجمهورية، وخارجياً تقتضي مصلحته الا يكون هناك رئيس، لأنه عبّر بوضوح انه جزء من محور، وبالتالي هو يضع انتخابات الرئاسة كورقة تفاوض بيد الإيراني، والإيراني لن يفاوض الآن، بل سينتظر إلى حين انتهاء الانتخابات الأميركية وتشكيل إدارة جديدة حتى يبدأ بالمفاوضات حول هذه الورقة وغيرها.
{ إذاً المواعيد التي أطلقت في 31 تشرين الأوّل الجاري بعيدة لانتخاب الرئيس؟
- اتمنى ان تكون هناك انتخابات اليوم قبل الغد، لكن ما زال هناك حجم من العرقلة يحول دون إنجاز الانتخابات في هذا التاريخ أو في تاريخ قريب.
الحريري وحل الأزمة بمفرده
{ هل يذهب الرئيس الحريري حتى النهاية في إعلان تأييد عون لرئاسة الجمهورية، أم ان هناك عوائق تمنعه من ذلك؟
- لا ادري، لكن اسأل ما الذي يجعل الرئيس الحريري يأخذ على عاتقه لوحده إيجاد حل لهذه الأزمة، ولماذا لا يكون هذا الهم هماً مشتركاً؟ لماذا لا يعلن باقي الأفرقاء انهم مستعدون للنزول إلى جلسة الانتخاب، ولتنتخب كل كتلة نيابية من تشاء؟ ولماذا احراج الرئيس الحريري ووضعه في خانة المسؤول عن الحل، هو وآخرون مسؤولون عن الحل.
{ لكن حزب الله يتهم المستقبل بأنه يعرقل انتخاب الرئيس؟
- لقد مرّت 45 جلسة انتخاب، وخلالها لم تتغيب كتلة المستقبل مرّة واحدة، في حين ان حزب الله غاب عن جميع الجلسات، من هو المعرقل اذاً؟ كيف تفسر مقولة السيّد حسن نصرالله في ذكرى عاشوراء بأن هناك قراراً واضحاً بعدم السماح لانتخاب الرئيس الا إذا تمّ التوافق على مرشحنا، من هو المعرقل؟ هناك من يعلن انه يعرقل جلسات المجلس، وهناك من يمارس عملية النزول إلى المجلس، فلماذا يُحمّل الرئيس الحريري هذا العبء لوحده، ولماذا يرتضي ذلك؟
{ إذاً كان بإمكان الحريري أن لا يقوم بذلك؟
- كان الأجدى ان يكون هذا الأمر على طاولة الحوار، وليتحمل كل الأفرقاء مسؤولية تأمين النصاب لانتخاب الرئيس.
{ لكن لم يكن هناك من حوار مجدٍ؟
- أعود إلى النقطة الأساس، كيف أنتخب رئيساً ليس حوارياً ويمتنع عن طاولة الحوار، الواقع يفرض نفسه.
{ قيل ان السلة هي الأساس، وتبين انه لم يُحكَ عنها... بل عن تفاهمات؟
- واهم من يعتقد ان ما من تنسيق دقيق بين حزب الله وحركة أمل، صحيح ان هناك خصوصيات لكل منهما، لكن هناك تنسيقاً وتبادلاً واضحاً للادوار بينهما. واعتقد ان الرئيس برّي حريص على إيجاد مخرج للأزمة بشكل أو بآخر كي لا تطول، لكن المخرج من الأزمة لا ينبغي ان يكون من خلال تكريس اعراف تتجاوز الدستور. لا يمكن منذ الآن الوصول إلى اتفاق على اسم رئيس الحكومة، لأن هذا الأمر ينتظر الاستشارات النيابية، لا يمكن ان اتفق منذ الآن على توزيع الوزارات، لأن ذلك يقع في صلب المشاورات التي يقوم بها رئيس الحكومة المكلف، ولا ينبغي ان اتحدث عن بيان وزاري ومضمونه منذ الآن، لأن ذلك ينتظر جلسة الثقة، والسلة بشكل أو بآخر تتضمن تجاوزاً للدستور من رجل عُرف انه متمسك بالدستور أي رئيس مجلس النواب، ومنطق السلة بكل أبعاده يكرّس اعرافاً تتجاوز الدستور، وكأننا نذهب إلى مجلس تأسيسي مبطن.
{ هل قدّم البيان الأخير لمجلس المطارنة المارنة جواباً على هذه السلة؟
- مما لا شك فيه ان انتفاضة البطاركة الموارنة رفضاً لتكبيل الرئيس العتيد بشروط قبل انتخابه، كانت ردة فعل طبيعية ومتوقعة على هذا الطرح. واعتقد ان البطاركة الموارنة حاولوا إيجاد مخرج لأنفسهم من أزمة اوقعوا البلد فيها، عندما تحدثوا عن الاقوياء الأربعة، اما اليوم فإن الموقف مختلف، وانه لم تكن هناك لائحة من 4 أشخاص بل لائحة مفتوحة وأهمية ان يُنتخب رئيس يمثل الطموحات، وهذا تقدّم إيجابي ويفتح الخيارات بشكل واسع.
خيارات أخرى
{ ألم يحن الوقت للحديث عن خيارات أخرى؟
- للأسف، فإن الواقع اللبناني منذ تأسيس لبنان قائم على ان رئيس الجمهورية هو خيار خارج لبنان وليس داخل لبنان، وهذا أمر مؤسف، وكل ما نراه من حراك اليوم هو مجرّد تمرير للوقت، إذا لم يكن هناك تفاهم إقليمي ودولي، لن يسمح للبنان بانتخاب رئيس، وللأسف، فإن هذا الواقع فرضته القوى السياسية اللبنانية باستسلامها للإملاءات الدولية والإقليمية، لذلك فإن الوقت لم يسمح ببلورة ما قد يخرج الاسم، واظن اننا ذاهبون إلى اسم من خارج الاصطفافات.
{ لكن الحريري تجاوز هذا المنطق بشأن عدم انتخاب رئيس للجمهورية الا بقرار خارجي وذهب إلى أبعد من ذلك بكثير؟
- لكن هل تجاوب معه جميع الأفرقاء؟ الحريري وحده لا يمكن ان ينتخب الرئيس، بإمكانه ان يسهل عملية الانتخاب والقيام بمبادرات وإعلان قناعاته، إذا كان هناك فريقان ينتظران إشارة خارجية فقد تعطّل انتخاب الرئيس.
{ تحدث وليد بك جنبلاط عن رئيس كيفما كان، هل تشاطره بهذا الرأي؟
- أصبحنا خائفين على منظومة البلد، وحزب الله يفرغ المنظومات حتى تبقى في حالة خوف كي تنهار منظومة المؤسسات في هذا البلد وللقبول بشروطه. انا اخالف الوزير جنبلاط، لا ينبغي ان اقع في لعبة حزب الله وأرضى برئيس كيفما كان، أريد رئيساً له سلطات وصلاحيات منصوص عنها في الدستور، وبرنامج واضح يُساعدني على إخراج البلد من ازمته، اما ان يأتي رئيس يعمق ازمة البلد، فهذا ليس بالخيار المناسب، وفي كل الاحوال ينبغي الإصرار على انتخاب الرئيس الذي يمثل قناعة جميع اللبنانيين.
الرئيس والخارج
{ هل ان انتخاب الرئيس مرتبط بالانتخابات الأميركية أم بالصراع المحتدم بين الأميركيين والروس في المنطقة وتحديداً في سوريا؟
- مما لا شك فيه ان العنصر الأساس هو سوريا وما يحصل فيها. إذا كانت الأمور تتجه نحو التراجع للمحور الإيراني، فهذا يعني انهم سيتمسكون بالورقة اللبنانية ولن يقبلوا الا برئيس يتبع هذا المحور لإجراء التوازن، اما إذا اتجهت الأمور في سوريا نحو نوع من التسوية، الجميع فيها رابح أو خاسر، فسنذهب إلى رئيس تسوية بين جميع الفرقاء، ليكون متلائماً مع منطق التسوية في سوريا. جزء من الانتظار الذي نعيشه اليوم هو اتضاح صورة ما يحصل في سوريا اليوم، وبناءً عليه يتم اختيار الرئيس لمدة 6 سنوات ليتلاءم مع الواقع المتوقع في سوريا.
{ تحدثت عن دور إيران، لكن لم تأتِ على ذكر أدوار أخرى، وموقف المملكة العربية السعودية لجهة القول فلينتخب الرئيس وليتحمل الجميع مسؤولية ما تمّ تقريره؟
- الفارق بين الاثنين ان هناك من يعلن انتماءه للمحور الإيراني، ويضع لبنان بالتالي ورقة في ايدي إيران، في حين انه في المقابل ليس هناك من يتكلم عن محور سعودي ينتمي إليه، هناك احترام للدور السعودي، لكن ما من محور سعودي يقول أحد الأفرقاء انه ينتمي إليه، ويضع لبنان ورقة بتصرف المملكة، هذا لم يحصل. هناك تصريحات لمسؤولين ايرانيين يتدخلون فيها بالشؤون اللبنانية، لم نسمع تصريحات لمسؤولين سعوديين يتدخلون فيها بالشؤون اللبنانية، والتعاطي مع المملكة أكثر من طبيعي. كما ان التعاطي مع إيران ينبغي ان يكون طبيعياً في ظل احترام سيادة البلدين، لا يعني انه يجب ان نكون في حالة صراع مع إيران، بل في إطار احترام سيادة البلدين. والواقع ليس متشابهاً، والمملكة لا تعطل الانتخابات الرئاسية.
{ هل تقبل برئيس مدعوم من إيران؟
- لذلك قلت تقليدياً ان اختيار الرئيس يحتاج إلى توافق إقليمي - دولي أيضاً للأسف، ولسنا في هذا الإطار اليوم.
{ إذاً لن يكون هناك انتخاب رئيس في وقت قريب؟
- حتى تتضح الصورة على المستوى السوري تحديداً، والإقليمي عموماً، ومعرفة سياسة أميركا المقبلة حتى يتفاوض الإيراني معها.
{ السيّد حسن نصر الله دعا إلى تفعيل مجلس النواب والحكومة، وكأن رئاسة الجمهورية هي خارج إطاره؟
- رئاسة الجمهورية لا تدخل في حسبان كل هذه الأمور، في المقابل قال انه لن يسمح بجلسة انتخاب رئيس الجمهورية قبل ان يطمئن إلى وجود إجماع على المرشح الذي يتبناه، اما ان يفرض شروطه أو يعطل الانتخابات. هناك موقف التعطيل، من يتحمل المسؤولية اذاً في عملية الإرباك في البلد؟ بكل تأكيد، من يعطل.
{ هل تعتقد ان التيار الوطني الحر راضٍ عن هذا الكلام؟
- لا ادري، لكن شخصياً، لا اعتقد انه راضٍ، وينبغي انه يعبر عن ذلك، واحتاج إلى وضوح في الموقف، فهل هو راضٍ عن منطق التعطيل أم لا؟ هل هو راضٍ عن منطق وضع اليد على الدولة وفرض الشروط عليها أم لا، وحتى الآن لم يصدر موقف في هذا الخصوص.
{ مَن يكون خارج الاصطفافات، قد يكون مدير أزمة؟
- لكن على الأقل هو قادر على إقامة حوار بين جميع الأفرقاء المختلفين وجمعهم، ودور الرئيس الحقيقي يكمن في جمع الشعب اللبناني من ناحية والمؤسسات من ناحية أخرى، أي ان يكون الحكم بين السلطات.
تكرار تجربة لحود والحريري
{ ماذا لمستم خلال لقائكم مع وفد التيار الوطني الحر؟
- هناك هواجس طرحت، ونحن نطالب بموقف رسمي، لا يكفي ان اتحدث عن «اعلان النوايا» في الغرف الضيّقة، بل عن برنامج معلن لرئيس الجمهورية حول السيادة وانتظام عمل المؤسسات، وإذا منحني الجواب على ذلك يكون قد اقنعني، لكن إذا لم يمنحني الجواب، فكيف لي ان اغامر بست سنوات من عمر البلد. انا احتاج إلى ان اعرف البرنامج الرئاسي للعماد عون كي احكم عليه ولا أريد ان ادخل في مفاوضات بعيداً عن البرامج والمفاوضات. القصة ليست قصة مَن يأتي رئيساً للحكومة ويشكلها بل قصة ست سنوات من عمر البلد. ماذا يضمن الا تتكرر تجربة اميل لحود ورفيق الحريري بعد سنتين من الانتخاب. إذاً انا بحاجة إلى تعهدات وبرامج واضحة ومواقف تحسم الخيارات وليس مجرّد الاتفاق من هو الرئيس أو غير ذلك، وما قاله الوفد يؤكد انه حصل تفاهم على العموميات بين الرئيس الحريري والعماد عون ولم يحصل حوار حول التفاصيل.
{ هل يستمر الحريري برأيك في خياراته التي هي معاكسة لمزاج قاعدته الشعبية؟
- شخصياً أرى ان هذا الأمر يتوقف على النّاس وليس على الرئيس الحريري، الناس ترفض هذا الخيار في الشكل الحالي، وإذا تغيّر الشكل ببرنامج واضح وتعهدات واضحة من العماد عون وبتموضع جديد قد يتغيّر رأي الناس. لكن قبل ذلك، الناس ترفض، إلى أي مدى النّاس ستبقى على موقفها، فاعتقد ان هذا يؤثر على رأي الرئيس الحريري، لأنه لا يستطيع رفض الناس بهذه الحالة.
{ ما هي قراءتك لتصريح القائم بالأعمال السعودي حول الوزير السابق جان عبيد؟
- موقف القائم بالأعمال في ذكر اسم الوزير عبيد لا يمكن وضعه في خانة «زلة اللسان»، من الواضح ان المملكة العربية السعودية تميل إلى الرأي الذي يُشير إلى الخيار الثالث وليس إلى خيار الاصطفافات، والوزير جان عبيد يمثل هذا النمط من رؤساء الجمهورية، وهذا يعبّر بشكل أو بآخر عن الموقف السعودي الحقيقي، أي انه ليس موافقاً على خيار العماد عون ويميل إلى خيار الطرف الثالث ومن هذه الخيارات الوزير عبيد.
http://www.aliwaa.com/Article.aspx?ArticleId=300905